وجدت دراسة حديثة نشرت نتائجها بالمجلة الأمريكية لطب نفس الشيخوخة الأحد، أن الأشخاص الذين لديهم مشاكل متوسطة بالذاكرة واتبعوا النظام الغذائي لدول حوض البحر المتوسط-تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك والدجاج مرتين على الأقل بالأسبوع وتقليل اللحوم الحمراء واستخدام الدهون الصحية كزيت الزيتون- مع ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
وكان مؤشر كتلة الجسم لديهم طبيعياً كانوا أقل عرضة لتراكم «اميلويد بيتا» وبروتينات «تاو» بالدماغ وكلاهما مؤشر للإصابة بالزهايمر حيث يتجمع اميلويد بيتا ليشكل ترسبات بين الخلايا العصبية ما يضعف الإشارات بينها، أما بروتينات تاو فإنها تشكل تشابكات تتلف الخلايا العصبية.
ويصنف الزهايمر على أنه أحد الأمراض العصبية التنكسية المزمنة والتي تبدأ خفيفة ثم تتدرج وهي السبب وراء 60-70% من حالات الخرف، ومن الأعراض مبكرة الظهور والشائعة هي صعوبة تذكر الأحداث الحالية، ومع تطور الحالة تظهر مشاكل باللغة وتذكر الأماكن والاتجاهات، وتغير المزاج، وتراجع المقدرة على العناية الذاتية، وبعض المشاكل السلوكية.
وشملت الدراسة 44 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 40-85 عاماً، 24 منهم يعانون ضعف الذاكرة الوهمي(يعتقد الشخص بأن لديه مشاكل بالذاكرة) و20 يعانون ضعف الإدراك بدرجة متوسطة ولا يعاني أحد منهم الخرف، وخضع جميع المتطوعين لفحص لقياس معدلات ترسبات اميلويد بيتا وتشابكات بروتينات تاو بالدماغ.
وتوصل فريق البحث إلى أن المتطوعين الذين كانوا يعتمدون على النظام الغذائي لدول حوض المتوسط مع ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام ولديهم مؤشر كتلة جسم معتدل كانت لديهم معدلات أقل للترسبات والتشابكات بالدماغ مقارنة بالمتطوعين الذين لم يلتزموا بتلك العوامل الصحية، ويتضح من تلك النتائج أهمية نمط الحياة الصحي في الحفاظ على صحة الدماغ عند تقدم العمر وبالتالي منع تدهور الدماغ والتعرض للزهايمر والخرف، وفوق كل ذلك يجد الشخص نفسه يتمتع بالوزن الطبيعي الذي يقيه كثيراً من المشاكل الصحية والأمراض المزمنة المرتبطة بالبدانة وقلة النشاط الحركي هذا بجانب اللياقة البدنية التي تعينه على أداء المهام الحياتية اليومية.