قد يعتقد البعض أن مهمة سائق الفورمولا 1 سهلة للغاية وتقتصر على الجلوس خلف المقود لبرهة من الزمن فيما تتكفل السيارة بالقيام بباقي المهمة، ولكن المتتبع لهذه الرياضة يدرك تماماً أن العكس هو الصحيح، إذ يتطلب القيام بذلك التحلي بمواصفات خاصة والوصول إلى مراحل متقدمة من اللياقة والقدرة على التحمل. وأثبتت الدراسات الطبية أنه أثناء قيادة سيارة الفورمولا 1 في الـ 90 دقيقة قد تتجاوز نبضات قلب السائق الـ 198 نبضة في الدقيقة وهو ما يعادل الجهد الذي يبذله عداء الماراثون حتى وصوله إلى خطة النهاية. و تقول الدراسات أن ضغط دم السائق أثناء القيادة بسرعة 300 كيلو متر في الساعة يرتفع لحوالي 50% ، كما يمكن أن يفقد ما يصل إلى 3 كيلو جرامات من العرق بسبب حرارة المحركات. لذلك يخضع سائقي الفورمولا 1 إلى تدريبات شاقة من أجل التعود على الظروف التي يمر بها خلال مراحل السباق، وتشمل هذه التدريبات تمارين لتقوية الرقبة والتي تتحمل الجزء الأكبر من العبء نظراً لتضاعف وزن الخوذة لخمس مرات تقريبا أثناء السباق، و تمارين لتقوية عضلات الصدر و اليد إذ يحتاج السائق إلى سواعد قوية من أجل توجيه المقود مع تلك السرعة الجنونية أثناء السباق. كما يحتاج سائق الفورمولا 1 إلى لياقة ذهنية عالية، فخلال السباق يجب على المتسابق أن يتواصل مع فريقه في الوقت الذي يقوم فيه بالقيادة و الانعطافات و الحسابات وما إلى ذلك وهذا بطبيعة الأمر يتطلب تركيز غير عادي.