أكد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية أن هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة العربية تتطلب مراجعة جادة للمواقف والقرارات، وصياغة سياسات فاعلة، ووضع خطط واستراتيجيات شاملة، قائمة على الإيمان بوحدة الأهداف والمصالح والمصير المشترك، وتعزز من تكاتفنا وتلاحمنا، لحل قضايانا كافة داخل النطاق العربي، بما يحمي دولنا ويعزز أمنها واستقرارها، ويحقق تطلعات الشعوب العربية بمستقبل أكثر إشراقا وازدهارا.جاء ذلك خلال كلمة معالي وزير الخارجية في ختام أعمال الدورة العادية 145 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري والتي انعقدت اليوم بجمهورية مصر العربية ، حيث أوضح معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن مملكة البحرين حرصت خلال ترؤسها للدورة (145)، على بذل كل جهد من شأنه الإسهام في تحقيق تلك الأهداف السامية، مشيرًا إلى أن أعمال هذه الدورة بدأت بخطوة مهمة من خلال التوافق على اختيار معالي السيد أحمد أبو الغيط أميناً عاماً لجامعة الدول العربية ، وشهدت انعقاد القمة العربية السابعة والعشرين (قمة الأمل) التي استضافتها بكل اقتدار مدينة نواكشوط، كما عقدت العديد من الاجتماعات في إطار المتابعة والتفاعل مع كافة القضايا والمستجدات.وأعرب معالي وزير الخارجية عن أمله في أن تتواصل المساعي الإقليمية والدولية لحل القضية الفلسطينية، وأن تشهد المزيد من الحراك للضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف التعنت المستمر المتمثل في زيادة وتيرة الاستيطان والحصار والاعتداءات المتكررة على حرمة المسجد الأقصى، والوصول إلى حل عادل وشامل للقضية، بإنهاء الاحتلال وقيام الدول الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك استنادا لمبادرة السلام العربية وتنفيذا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.وعن الوضع في سوريا، أكد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن الشعب السوري الشقيق يعيش حالة مأساوية ومحنة كبرى في داخل أراضيه وخارجها، مشددًا معاليه على ضرورة مواصلة العمل لتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق السورية وإلى الدول المجاورة المستضيفة للاجئين السوريين، وعلى أهمية الاتصالات والتنسيق المستمر بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية كونه الطريق الصحيح والسليم للوصول إلى حل سياسي وسلمي للأزمة السورية في المحافل الدولية وعلى الأراضي السورية ، مؤكدًا على الدور المحوري الهام لجامعة الدول العربية في حل هذه الأزمة.وحول العلاقات مع إيران، أعرب معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عن تطلعه إلى إقامة علاقات طبيعية قائمة على الالتزام بمبادئ حسن الجوار والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها، مطالبًا إيران بالوقف الفوري لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والكف عن الممارسات التي تمس أمننا القومي، مستنكرًا معاليه محاولات إيران وسعيها لتسييس موسم الحج من خلال التصريحات العدائية المتكررة من كبار المسؤولين الإيرانيين، مشيدًا بالجهود العظيمة والحثيثة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، في رعاية جميع حجاج بيت الله الحرام، وتوفير كافة السبل لإنجاح موسم الحج. وفيما يتعلق بالوضع في الجمهورية اليمنية، أدان معالي وزير الخارجية بشدة الخطوات التي اتخذتها القوى الانقلابية، التي من شأنها أن تزيد الوضع تأزماً، مؤكدًا التزام المملكة بواجبها في المشاركة ضمن التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تتمكن الحكومة الشرعية من بسط نفوذ الدولة على كامل الأراضي اليمنية وتفعيل دور مؤسساتها الوطنية، ووقف التدخلات الخارجية، بما يضمن عودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق والوصول إلى حل سياسي، وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.وبشأن الوضع في ليبيا، أكد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة الحرص على أمن واستقرار ووحدة دولة ليبيا، متطلعًا معاليه إلى أن تلقى حكومة الوفاق الوطني الدعم من كافة الأطراف السياسية والحصول على موافقة مجلس النواب الليبي، وأن تتوحد جميع الجهود لتعزيز المصالحة الوطنية وبناء الدولة الليبية الحديثة، وإعادة الأمن والاستقرار والقضاء على الجماعات الإرهابية.وأشار معالي وزير الخارجية إلى أننا جميعا نشترك في تحدي مواجهة ومحاربة الإرهاب وتداعياته، بما يحتم علينا ضرورة اتخاذ خطوات جماعية حاسمة وواقعية من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية وتجفيف منابع دعمها وتمويلها، وعدم إعطاءها الفرصة في الوصول إلى أهدافها وسعيها لزعزعة أمننا واستقرارنا والمساس بوحدتنا وتفريق شعوب أمتنا، عن طريق بث الفتن الطائفية وتشويه قيم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي هو بريء منها ومن أعمالها البغيضة.ثم قام معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بتسليم رئاسة مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري إلى أخيه معالي السيد خميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية بالجمهورية التونسية.وصدر عن المجلس الوزاري بيانا يدين فيه التصريحات العدائية للمرشد الإيراني علي خامنئي، تم التأكيد فيه على إن الاتهامات والإدعاءات والحملات المغرضة التي تقوم بها إيران تتنافى تماما مع قيم ومبادئ الإسلام التي تدعو إلى الألفة والمحبة والتآخي، كما أنها تتعارض مع مبادئ سياسة حسن الجوار ولا تساعد على بناء علاقات بناءة بين الدول الإسلامية.وقد ناقش المجلس الوزاري عددًا من الموضوعات الخاصة بالعمل العربي المشترك وفي مقدمتها آليات تطوير وإصلاح الجامعة العربية، إضافة إلى التشاور حول القضية الفلسطينية، وتطورات الوضع في كل من سوريا وليبيا واليمن، واحتلال ايران للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وسبل صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب.