تقود عملاقتا النفط والبتروكيماويات "أرامكو" و"سابك" السعوديتان، تحالفاً نفطياً بتروكيماوياً ضخماً، هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، من خلال بناء مجمع متكامل لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيمياوية في المملكة بحجم استثمار مقدر له أن يفوق 20 مليار ريال، ومن المخطط إنجازه بحلول 2020، حيث تقرر تشييده في مدينة ينبع الصناعية ليوفر حوالي 100 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة.
وقالت "الرياض" إن الشركتين تمضيان قدماً بخطى واثقة ومساع حثيثة نحو دعم وإنجاح مشروع التحول الوطني 2020.
وأضافت الصحيفة أن المجمع سيدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية المناطة بوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية للتحول الوطني 2020، والمرتبطة بأهداف رؤية السعودية 2030.
وتعكف كل من "أرامكو" و"سابك" حالياً على التعمق في الدراسات والأبحاث حول التكنولوجيا المبتكرة التي تمكنهما من إنتاج المواد الكيمياوية مباشرة من النفط الخام، في وقت أثبتت فيه تقنية تكسير النفط الخام الخفيف مباشرة لإنتاج الأوليفينات نجاحها في سنغافورة من خلال شركة "إكسون موبيل".
وقد أحرزت "أرامكو" و"سابك" خطوات متقدمة نحو تنويع مواد اللقيم المستخدم في صناعة البتروكيماويات في المملكة، والتركيز على استغلال النفط كإحدى الثروات المتاحة ليكون خاماً ولقيماً مثالياً لإنتاج البتروكيماويات مباشرة، وليقود المملكة نحو عهد صناعي جديد بمزايا نمو اقتصادية فاعلة ذات قيمة مضافة تمنح قوة لتعزيز الاقتصاد الوطني.
وتأتي فكرة المشروع الجديد منسجمة مع "رؤية المملكة 2030"، وأهمها إرساء أرض صلبة لبناء مصانع جديدة لقطاع الصناعات التحويلية في المملكة، التي سوف يهيئ لها المجال هذا المجمع من خلال تعزيز قيمة إنتاج النفط الخام في المملكة عبر التكامل الشامل في سلسلة الصناعات الهيدروكربونية، والإسهام في التنويع الاقتصادي من خلال إنتاج مواد جاهزة للاستهلاك، إضافة إلى تطوير وابتكار تقنيات متقدمة، وجعل النمو الاقتصادي المستدام للمملكة متوائماً مع برنامج التحول الوطني، وفقاً لـ "الرياض".
ويسير هذا المجمع جنباً إلى جنب ضمن جهود مضنية تبذلها أرامكو وسابك في مشروعات مماثلة ذات صلة، حيث تعكف الشركتان حالياً على الترتيب لإطلاق أعمال البناء والتشييد لمشروعات الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية، التي تأسست نتيجة شراكة تجمع صندوق الاستثمارات العامة و"سابك" وأرامكو السعودية، برأسمال ملياري ريال، وتهدف لتطوير عدد من الصناعات الجديدة في المملكة، تشمل صناعة المعدات التي تخدم قطاعات النفط والغاز والنقل والطاقة ومعدات قطاع المياه والكهرباء وصناعة السفن، إلى جانب إتاحة الفرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة للعب دور تربط من خلاله بين مختلف المشاركين في هذه المنظومة الاقتصادية المتكاملة.
وتسعى "أرامكو" و"سابك" من خلال هذه الشركة إلى استغلال منتجاتهما الأساسية، ومنتجات المؤسسات والشركات الاستراتيجية في المملكة لاستثمارها في الصناعات التحويلية والصناعات المساندة على أسس تجارية، والاستثمار في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية لتطوير صناعات تحويلية متعددة في جميع القطاعات الصناعية المعتمدة على البتروكيماويات والبلاستيك والأسمدة والحديد والصلب والألمنيوم والصناعات الأساسية الأخرى المحققة للتنوع الاقتصادي.