بعد خمس سنوات من اندلاع الحرب السورية، وتدمير خطوط الإنتاج، لم يعد الحديث عن نسب الفقر أمراً غريباً. إذ قدرت مصادر سورية نسب الفقر داخل البلاد بنحو 80% من إجمالي عدد السكان، في حين يتجاوز الفقر المدقع نحو 60% منهم.

وقال المدير السابق لمكتب الإحصاء في دمشق، شفيق عربش الأحد :"إن نسبة الفقر قد تجاوزت 80% من السوريين، في حين وصل ثلثا الشعب إلى مستوى الفقر المدقع أو الفقر المطلق، وفق المعيار الدولي لقياس الفقر والمحدد عند 1.25 دولار يومياً".

وحذر عربش خلال تصريحات صحافية، من آثار التراجع المستمر للمستوى المعيشي في سورية على صحة الأجيال القادمة، حيث اضطرت معظم العائلات لإعادة النظر في تركيبة سلتها الغذائية واستغنت عن مواد كانت ما قبل الحرب جزءاً أساسياً بالنسبة لها.

وأضاف: "في العام 2009، بلغ متوسط إنفاق الأسر نحو 31 ألف ليرة، أما اليوم، فإن متوسط الإنفاق يراوح بين 250 ألفا و300 ألف ليرة"، لافتاً إلى أن العديد من الأسر قد عدلت من نمط استهلاكها، "وباتت تحتاج إلى ما بين 170 ألفا و200 ألف ليرة".

وأكد عربش أن الحوالات الخارجية تشكل السند الأساسي في مساعدة الأسرة السورية، لتأمين الحدود الدنيا من متطلباتها المعيشية، بالإضافة إلى الإعانات التي تُوزع، في ظل سياسة التجويع التي يفرضها نظام بشار الأسد.

سياسة التجويع

وفي حين يثبّت نظام بشار الأسد الرواتب والأجور بنحو 30 ألف ليرة، ما يعني أقل من 75 دولاراً، تضاعفت الأسعار بأكثر من 12 مرة منذ عام 2010، فضلاً عن غياب السلع والمنتجات من الأسواق، نتيجة تدمير الحرب لنحو 80% من المنشآت الصناعية، وفق بيانات اتحاد غرف الصناعة السورية.

يقول الخبير الاقتصادي محمود حسين: "إن اعتماد سياسة التجويع من قبل النظام السوري، لإحكام سيطرته، أسلوب يهدف إلى إبعادهم عن مطالب الثورة بالحرية والعدالة بتوزيع الثروة".

ويضيف حسين: "أجرينا دراسة وفق الأسعار السائدة اليوم، وتوصلنا إلى أن احتياجات الأسرة المكونة من خمسة أفراد، تحتاج إلى ما لا يقل شهرياً عن 142 ألف ليرة سورية"، مشيراً إلى أن مقارنة هذا المبلغ مع دخل السوريين يساهم في زيادة نسبة الفقر أكثر من 95% على عكس ما يدعيه مدير مكتب الإحصاء.

إلى ذلك، يلفت الخبير الاقتصادي إلى أن الأسرة السورية باتت تحتاج يومياً إلى 4750 ليرة، أي نحو 142500 ليرة شهرياً، لتكون على خط الفقر العالمي المحدد عند 1.90 دولار يومياً، بحسب بيانات البنك الدولي، ما يعني أنها تساوي بالعملة السورية بعد تهاوي سعر صرفها نحو 950 ليرة سورية.