^ ينطلق اليوم على مضمار حلبة البحرين الدولية «موطن رياضة السيارات بالشرق الأوسط» سباق جائرة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1، وهذا السباق يعتبر حدثاً عالمياً بارزاً بمعنى الكلمة، ناهيك عن أهميّته على الصعيد المحلي، حيث إنه سيعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، وخاصة في قطاعات الضيافة والسفر والسياحة، كما إنه، وفقاً لتقديرات حلبة البحرين، يستطيع أن ينجز تأثيراً اقتصادياً إجمالياً يُقدّر بحوالي 500 مليون دولار أمريكي. وتتضاعف أهميّة السباق في نسخته لهذا العام بالذات، حيث يأتي هذا السباق بعد فترةٍ عصيبةٍ شهدت فيها البلاد أحداثاً مؤسفةً ألحقت دماراً هائلاً بالاقتصاد الوطني، وتركت آثاراً سلبيةُ على صورة البحرين وسمعتها العالمية التجارية والاستثمارية، والتي كافحت عقوداً طويلةً من أجل بنائها، ومن ثم فإن تنظيم السباق في حد ذاته أصبح رمزاً لقدرة الوطن على تجاوز الأزمة، وتصحيح صورته في الخارج، وتأكيداً لتصميم شعب البحرين على المضي قدماً في الانفتاح والتواصل مع العالم، واستقبال الضيوف، وإكرامهم، كما كانت طبيعته على مرّ التاريخ. إن الإعلام الرسمي مطالب أكثر من أي وقت مضى بتعريف شعوب العالم بإنجازات شعب البحرين، وحركته التنموية ونهضته، حيث يتوجب التأكيد بالدرجة الأولى على أن الأحداث التي تشهدها بعض مناطق البلاد تُعّد تعبيراً واضحاً عن الحراك السياسي للمجتمع البحريني، وأن مثل هذا الحراك موجود بمختلف دول العالم، ولا يمنع من إقامة الفعاليات أو يؤثِّر عليها، باعتبار أن المملكة ليست استثناءً، فقد عمدت في هذا العام إلى استضافة العديد من الفعاليّات الدولية، وفي مقدمتها معرض الطيران، ومعرض المراعي، وربيع الثقافة، وغيرها من الفعاليّات العالمية. لقد أصبح النجاح الكبير الذي حققه هذا السباق نجاحاً للدولة الذي بذلت جهداً كبيراً في تنظيمه وتسويقه، وكذلك للمواطن البحريني الذي يتطلّع لأن تكون بلده على الخارطة العالمية، فهذا السباق أبرز الوجه الحضاري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي لمملكة البحرين، وأضحى معبراً حقيقياً عن سيادة قيم التسامح والتعايش السلمي الإنساني على أرضها، مثلما أنه أفصح عن المعدن الأصيل للإنسان البحريني المجبول على الخير والطيبة، والمحِّب للأمن والأمان.