^ لم يكن اتخاذ قرار عودة سباقات “الفورمولا1” إلى البحرين مجدداً بعد أن تم إلغاؤها في العام المنصرم بسبب الأحداث العصيبة التي ألمت بالبحرين في عام 2011، مجرد قرار اتخذه القائمون على حلبة السباق والشركة المنظمة له، بل هو قرار سياسي يأتي في سياق إصرار الحكومة وعزمها على تنفيذ برامجها المتمثلة في إقامة كافة الفعّاليات الاقتصادية والثقافية والإعلامية والرياضية التي تستضيفها البحرين سنوياً على أرضها الطيبة. وما سباقات “الفورمولا1” التي تنظمها حلبة البحرين الدولية إلا واحدة من تلك الفعّاليات والتي سبقتها فعّاليات أخرى لا تقل عنها أهمية مثل: معارض الطيران، والكتاب، والمراعي وغيرها من المعارض والفعّاليات التي تستقطب الآلاف من الزائرين، فتسهم بذلك في إنعاش الحركة السياحية في البلاد، علاوة على المردود الاقتصادي الذي سيعود على الاقتصاد الوطني.. وفي رأيي أن هذا القرار هو عين الصواب؛ إذ ليس من المعقول ولا من المقبول أيضاً أن ترهن الحكومة قراراتها بصراخ إحدى الجماعات السياسية المنعزلة عن الشعب، والتي تسعى بكل وسيلة قانونية أو غير قانونية إلى ثني الدولة عن تنفيذ برامجها ومشاريعها بحجج لا تستقيم مع منطق العقل ولا قانون الدولة. فالصحيح أن تواصل الدولة في تنفيذ مشاريعها وبرامجها وفقاً لخططها المرسومة، وطبقاً لرزنامتها وأن لا تضع بيدها العصا في العجلة التي تمنع حراك اقتصادها؛ لأنها لو فعلت ذلك ستقدم خدمة جليلة لتلك الجماعات التي تحاول من خلال المسيرات والمظاهرات وإثارة الشغب أن تضعف الدولة من خلال ضربها للاقتصاد والعمل على إنهاكه، فتحقق أهدافها التي من أبرزها توقيف دورة العمل الحكومية. والصحيح أيضاً عدم الالتفات إلى عويل هذه الجماعات السياسية التي دأبت على التشويش على مجمل الفعّاليات يدفعها إلى ذلك أهداف سياسية باتت معروفة للجميع، فهي تريد أن تستغل هذه المناسبة “الفورمولا1” سياسياً وتوظفها بما يخدم أجندتها وأهدافها. وما التصعيد الأخير الذي قامت به إلا دليل ساطع على محاولاتها المستمرة في تمرير رسالة لدول العالم مفادها “أن أوضاع البحرين غير مستقرة” وبالتالي فهي غير قادرة على تنظيم مثل هذه الفعّاليات الرياضية التي تستقطب جمهوراً عريضاً. لذا نقول إن إفشال هذا الحدث الرياضي العالمي هو من غايات هذه الجماعات ومن ضمن مخططاتها. لكن نحمد الله على أن وعي القيادة السياسية، وعزمها على المضي قدماً نحو وضع البحرين على الخريطة العالمية لهذه السباقات كان أكبر من هذه المخططات، ونتيجة لذلك لا غرو أن تنجح البحرين في تنظيم هذا السباق، وتجعله علامة مميزة على الخريطة الدولية لهذه السباقات. فهي قطعت الطريق على هؤلاء في تحقيق مرادهم وعلى من يواليهم من المنظمات العالمية المشبوهة، ومن الإعلام الغربي الذي سخر برامجه لتشويه سمعة البحرين بقصد حث منظمي السباق على إلقائه دون مبررات معقولة ومقبولة. لذا فإن نجاح “الفورمولا1” هو نجاح للبحرين ولشعبها المنفتح على العالم، وفشل ذريع للفئات المنعزلة عن الشعب التي تسمي نفسها “بالمعارضة”. فالحملات الإعلامية التي قادتها ضد إقامة سباقات الفورمولا عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي لم تجد لها طريقاً في وقف هذه الفعالية الرياضية، إذ نجحت البحرين بفضل رجالها المخلصين في تنظيم هذه السباق والفعاليات المصاحبة له في الموعد المحدد وحققت تفوقاً كبيراًً وسجلت نقاطاً لصالحها مقابل خسارة كبيرة لتلك القوى التي راهنت فيه على فشل البحرين في تنظيم السباق. نعم، لقد نجحت الفورمولا رغم أنف المتشككين الذين عملوا قبل وبعد انطلاقها على إفشالها وخاب ظنهم. فهم لا يريدون الخير لشعب البحرين؛ لأن من يدعي أنه يحب البحرين وأهلها الطيبين لا يمكن -وفي أي حال من الأحوال- أن يكون معول هدم لضرب اقتصاد بلاده وشل حركته. ومثل هذا العمل ليس من سمات المعارضة الوطنية الشريفة. لكن ماذا نقول لمعارضة تدعي الوطنية وهي تتلقى أوامرها من خارج حدود الوطن؟