^ إقامة سباق الفورمولا واحد في البحرين بحد ذاته تأكيد للعالم الخارجي الذي يتابع بالضرورة هذه الفعالية أن البحرين ماضية لتعيش حياتها الطبيعية، وأكبر تأكيد على أن ما حصل فيها لا يمثل أبداً إرادة شعب بأكمله، بل إقامة السباق ونجاحه وفرحة المتسابقين والضيوف بأجوائه دلالة على أن كل المحاولات التي تمت بهدف إلغاء السباق كانت صنيعة أناس يريدون الضرر فقط للبحرين خدمة لأجندتهم الخاصة. هل رأيتم وطنياً يقاتل ويجاهد من أجل الإضرار ببلده وتشويه صورتها في الخارج، مستخدماً شتى صنوف الأكاذيب؟! حاولوا إيهام العالم بأن البحرين حالها حال سوريا، وأن إقامة فعالية الفورمولا واحد تشكل خطراً جسيماً على الفرق وعلى المتسابقين، وحينما كان رد مالك الحقوق الحصرية للسباق السيد بيرني إيكليستون مغايراً لتوجههم، خاصة حينما أدرك حقيقة ما يحصل في البحرين بأنها أزمة طائفية عنصرية مفتعلة، تغير خطابهم له وللمتسابقين معتبرين أنهم بمشاركتهم في السباق يقبلون بإراقة دماء البحرينيين. موقف السيد إيكليستون تجاه سباق البحرين ليس موقفاً “استثنائياً” أو موقفاً “خارجاً عن المألوف”، حتى مواقف المتسابقين خاصة البريطانيين مثل جنسن باتون ولويس هاميلتون، إذ حينما تحرص على معرفة الحقيقة بالوقوف على جميع المواقف ومعرفة آراء جميع المعنيين بأي قضية، حينها يمكنك أن تنظر للصورة كاملة وتعرف من يكذب عليك ويحاول أن يضللك ومن يتعامل معك بصدق. البحرين لا تحتاج للكذب على إيكليستون ولا على السائقين، بل احتاجت لعرض الحقيقة عليهم، لبيان ما يحصل على الأرض، وكيف أن غالبية الشعب البحريني عاد لممارسة حياته الطبيعية بعد أن ابتعد “الإرهابيون” عن ممارسة إرهابهم في أغلب المناطق الحيوية بالبحرين، واقتصرت ممارساتهم الإرهابية على تخريب مواقع سكنهم وتكسير المرافق العامة فيها. الجمهور الغفير الذي حضر أيام السباق من مواطنين ومقيمين ونقلت القنوات العالمية من ضمنها البريطانية تحديداً مشاهد تواجدهم في الموقع، هؤلاء أكبر دليل على أن البحرين ليست بالصورة المشوهة التي قدمها الانقلابيون ودعاة التحريض لوسائل الإعلام الغربية. على الغرب أن يعرف كثيراً من الحقائق بشأن البحرين، عليه أن يدرك حقيقة أن هناك فئات صغيرة تريد أن تتمحور حياة البحرينيين كلها بناء على ما يريدونه هم، وبناء على ما يحقق أهدافهم. البحرين مكتوب عليها أن تعيش وتمضي في حياتها الطبيعية، هي بلد فيه مكونات عديدة، فيه أطياف مختلفة، ولا يمكن أن تحكم حياتها لمجرد أن فئة لا تمثل الأغلبية تريد إسقاط النظام، أو جمعية سياسية تبحث عن مكاسب شخصية فئوية لها، ولا لأشخاص يكون ولاؤهم للخارج ومدعومين من جهات تريد الإضرار بالبحرين. المثير أن بعض وسائل الإعلام البريطانية وبالأخص الصحافة مازالت الصورة لديها “مشوهة”، كتب بعضها باستغراب عن إقامة السباق في البحرين، ظانين بأن هناك بالفعل مجازر وحمامات دم. هؤلاء عليهم كصحافة احترافية أن يقفوا على رأي جميع الأطراف، لكنهم لا يسعون لذلك. أقلها تواصلوا مع البريطانيين في البحرين، وأتحدث عن المقيمين لا السياسيين واعرفوا كيف هي حقيقة الأجواء. أقلها تواصلوا مع البريطاني الذي تعرض لحادث إرهابي في إحدى القرى من قبل الملثمين ممارسي هواية قذف المولوتوف، وبشأن السباق ألا يمثل لكم تصريح البريطاني بيرني إيكليسون ومواطنيه المتسابقين جنسن باتون ولويس هاميلتون شيئاً؟! عموماً اليوم نجاح سباق البحرين ليس في إقامته فقط، نجاح السباق في تأكيد أن البحرين نجت من محاولة اختطاف فاشلة، نجت من حركة عنصرية طائفية، بل نجاحه في التصريحات الإيجابية التي تصدر من أناس وشخصيات عامة لهم ثقلهم ومعتد دولياً بكلامهم مثل سائقي السباق ومنظمي البطولة، دون تناسي السياح الأجانب الذين حضروا السباق. نجاح سباق البحرين بإقامته بالمستوى الجميل الذي شهدناه، وبتصريحات المشاركين، وبأجوائه وفعالياته، هو أقوى “صفعة” لا توجهها البحرين بمفردها لمستهدفيها، بل وجهها جميع المشاركين والمنظمين والشركات الراعية لمن هو مستمر في تشويه صورة البحرين خارجياً وسعى لإلغاء السباق. بغض النظر إن فاز سباستيان فيتل اليوم أو فرناندو ألونزو أو غيرهما بالسباق، نظل كبحرينيين محبين لأرضنا نردد نفس الجملة التي نرددها كل عام بمناسبة سباقنا الجميل بأن الفائز الأول والأخير هي “البحرين”. شكراً لمن نجح في إعادة السباق للبحرين، شكراً للمخلصين في حلبة البحرين الدولية، شكراً لكل شخص وضع جهداً في سبيل إنجاح الحدث، وشكراً لكل الأجانب والسياح والمشاركين ممن بحثوا عن حقيقة الحاصل في البحرين وتوصلوا لها وشاركوا بالتالي في هذا العرس البحريني الخالص.