^ لن أستطيع أن أشيح بوجهي عن خبر ربما ليس بعيداً عن الوضع الداخلي في البحرين، وهو خبر التضخم في البحرين يتضاعف في 3 سنوات. وهذا خبر ليس جيداً، ويلقي بظلاله على المواطن الذي يسدد قيمة التضخم في كل ما يتعلق بحياته. إن كان التضخم يعتبر نتيجة، فإن الإرهاب أحد الأسباب وليس كلها، الإرهاب الذي لا تعالجه الدولة ولا تقطع (جنحانه) وتسكت عن تماديه، حتى أصبح يتطور نوعاً وكماً ويضرب هنا وهناك ليعطل الحياة ويبث الخوف في القرية والمدينة. السكوت عن هذه الحالة من تمادي الإرهاب والسكوت عن خلاياه، أمر مؤسف، لتسمح لي الدولة، امتناع الدولة عن الإمساك بخيوط الإرهاب والتمويل والتحريض مؤلم لأهل البحرين، إما أن تحصل فئة على ما تريد وإما أن تحرق البلد، هذه ليست ديمقراطية وليست مواطنة وليست وطنية، إنما إرهاب بكل معنى الكلمة. الدولة تسكت عن المحرضين، وعن الممولين، وتعيد من أرهب إلى وظيفته ويعيد الكرة من جديد، كلها مآسٍ كبيرة توجع الوطن. كل الأمور اليوم ضد جمعية رعاية الإرهاب “الوفاق” العالم وقف مع عدالة الحكم والقانون بالبحرين، تصريح كاميرون الأخير، الثورة المصرية التي اكتشفت أكاذيب الوفاق في الداخل، مع كل عملية إرهاب يزداد الحنق والكراهية على من يرعى الإرهاب. كتبت سابقاً أن الوقت كلما مر هو ليس في صالح الإرهاب ومن يرعاه، فلا ينبغي أن تقدم هدايا حوارية لمن يرهب ويقتل، الوقت ليس في صالحهم، الاتحاد بإذن الله قادم، وسوريا الأسد والصفويون سوف تسقط بإذن الله اليوم أو غداً، إيران تعاني من العقوبات الاقتصادية، حتى مع “رغي” نجاد أن العقوبات لا تؤثر عليه، لا أنهم يغازلون الأمريكان من أجل صفقة، حتى وإن كان ثمنها بشار الأسد من أجل رفع العقوبات. في الكويت هناك صحوة تجاه أدوار من لا يريد الخير للكويت ويتحالف مع العراق وإيران. حزب الله أو الشيطان يعاني الأمرين جراء ما يجري في سوريا صاحبة الحبل السري الذي يمتد من إيران مروراً بالعراق ثم سوريا فلبنان، فإن انقطع في سوريا لم يصل إلى لبنان، لذلك أخذ حسن نصر الله التخبط، وفقد من انطلت عليهم أنه يحارب إسرائيل من العرب، وقد لمست ذلك في مصر في الزيارة الأخيرة، أخذوا يشتمون من خلع القناع، وساند السفاح بشار، وأخذ يهاجم البحرين. الوقت ليس في صالح الإرهاب وجمعية الوفاق، وهناك خلافات تعصف بين أطرافها، منها ما هو ظاهر كحادثة جاسم حسين في الفورمولا، ومنها ما هو خفي ولا تظهره الوفاق للجمهور. كلما مر الوقت زفت الوفاق أكثر، لكن هناك أموراً كثيرة مازلنا نطالب الدولة بتطبيقها، القانون لا يطبق كتلة واحدة، فمن يحرض على القتل من فوق بعض المنابر لا أحد يمسه، ممولين الإرهاب، وتغذية الوفاق بالمال من الداخل والخارج، لا يتم تجفيفه من الدولة برغم أن الدولة تمتلك كل شيء. تسهيل التراخيص للمسيرات التي يحدث فيها إرهاب في كل مرة، عمل ليس فيه حكمة، كما إن متعهدي المسيرات لا أحد يمسهم ولا يحاسبهم قانونياً. إن كانت الدولة جادة في محاربة الإرهاب، فنهاية سباق الفورمولا1 يعتبر وقتاً مناسباً لصحوة القانون، وتكبيل أيادي الإرهاب والمحرضين والممولين. هل تنتظر الدولة هروب ما تبقى من مؤسسات واستثمارات؟ أمن البحرين والمجتمع أهم من مدعي حقوق الإنسان، أمن البحرين أهم من توصيات بسيوني رغم احترامنا له. الآخرون يتلقفون من يريد الخروج من البحرين بصدر رحب في الدوحة ودبي، والبحرين كأنها تقول للمستثمرين والمؤسسات اخرجوا من هنا، لا نستطيع وقف الإرهاب. صبر أهل البحرين بما فيه الكفاية، قالوا لنا اصبروا بعد كذا سوف يحدث كذا، ولا شيء يحدث، وكل شيء مؤجل، تفكيك الإرهاب يتطلب تفكيك الرعاة والمحرضين والممولين، الوفاق دخلت عليها أكثر من 60 مليون دينار من الأزمة وحتى اليوم، هل تتوقعون أنها تدخل حواراً، وتترك الملايين؟ لن تدخل، الأموال تأتيها من كل حدب وصوب، والدولة تتفرج، حتى صار من يحرق الإطارات يحصل على راتب، ومن يلقي المولوتوف أيضاً، وهكذا. بينما الدولة كأنها تجلس بعيداً وتراقب وتتفرج، وكأن الأمر لا يعنيها، وهذه مأساة. متى تستفيقون لقطع دابر الإرهاب؟ الظروف ليست في صالح الوفاق حتى وإن فزعت لهم الجزيرة، أو الـ«بي بي سي”، هم مهزومون تماماً، ولا يعرفون كيف يخرجون من مأزقهم، أما أتباع الوفاق من “الجمعيات” فهؤلاء لا حساب لهم، ولا جمهور لهم. تحتاج البحرين اليوم إلى ترك الكلام الهلامي، تحتاج إلى قوة الموقف لإسناد قوة القانون، فالقانون من دون قوة، كما سيارة الفورمولا من غير إطارات، شديدة السرعة لكنها في مكانها..!