كسبت مملكة البحرين رهان تحد الفورمولا واحد الذي كانت تراهن عليه في مواجهة عدة جهات داخلية وخارجية وها نحن نعيش اليوم اللحظات الحاسمة لهذه الجولة التي تحتضنها حلبة البحرين الدولية بالصخير للمرة الثامنة والتي نأمل أن تتوج بنجاح تنظيمي جديد ومميز كما هو الحال في المرات السبع الماضية التي أثبتت فيها مملكة البحرين علو كعبها في هذا المجال العالمي الذي كان للبحرين شرف أسبقية احتضانه في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. أياً كانت هوية البطل الذي سيعتلي منصة التتويج اليوم وأياً كانت قدراته ومهاراته الفنية والذهنية فإن اللقب البطولي الحقيقي سيكون من نصيب مملكة البحرين التي توجت نفسها بطلاً لسباق هذا العام منذ اللحظة الأولى التي انطلق فيها هدير السيارات مدوياً في أرجاء لؤلؤة الصحراء صبيحة يوم الجمعة الماضي كإعلان رسمي لانطلاق سباق جائزة البحرين وطيران الخليج وفوز مملكة البحرين برهان التحد الكبير وتأكيداً لفشل كل المحاولات التي كانت تحاول إلغاء السباق بحجج واهية لا تمت للواقع البحريني بصلة لا من قريب ولا من بعيد. لقد كنا ومازلنا ننادي بعدم الخلط بين الرياضة والسياسة على اعتبار أن مثل هذا الخلط من شأنه أن يشوه مبادئ الصورتين السياسية والرياضية معاً وهذا ما لا يقبله العقل البشري ولا المنطق المتحضر. نحن نعلم مدى أهمية إقامة حدث كبير في حجم سباق الفورمولا واحد العالمي على إنعاش الجوانب الاقتصادية والسياحية والترويجية والإعلامية وهذا ما لمسناه عبر السنوات السبع الماضية وهو ما يدفعنا للوقوف بكل ما أوتينا به من قوة لاستمرارية استضافة مملكتنا لهذا الحدث العالمي بشكل سنوي. ليس هذا فقط بل إن إنشاء حلبة البحرين الدولية وإقامة هذا السباق السنوي بالإضافة للفعاليات المتواصلة التي تحتضنها الحلبة ساهم بشكل كبير في توفير العديد من الوظائف للبحرينيين وهذا في حد ذاته مكسباً وطنياً كبيراً. الأهم من هذا وذاك هو ذلك المكسب الإعلامي الخارجي الذي يتحقق للبحرين سنوياً يبرز من خلاله اسم المملكة في العناوين الرئيسة لمختلف وسائل الإعلام العالمية الأمر الذي يعكس الصورة الواقعية التي تحاول بعض وسائل الإعلام المغرضة الترويج لها!! الآن ونحن نعيش المشهد الأخير من سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا واحد وبعد أن عشنا يومين ماضيين من المتعة والإثارة المصحوبة بزحف جماهيري غفير لم يتبق إلا أن نناشد الإعلام العالمي بأهمية تبيان الحقائق والتصدي لكل من يحاول تشويه صورة مملكة البحرين بالحقائق والبراهين التي عايشوها في الأيام الثلاثة الماضية وهم يصولون ويجولون في مختلف مناطق البلاد ويمارسون عملهم بكل حرية. هذه الرسالة أمانة في أعناق الإعلام العالمي نأمل أن يؤديها بكل مهنية ومصداقية لتكون شهادة حق لمملكتنا الغالية. [email protected]