قال رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة "إن الجامعة تضع الأمن الإلكتروني من أولويات برامج كلية تقنية المعلومات وتدعو القطاع الأكاديمي والصناعي والتجاري في العمل يدا بيد في هذا المجال"، موضحاً ان الشركات والمؤسسات تتكبد ما قيمته 2 تريليون دولار سنوياً نتيجة الهجمات والاختراقات الإلكترونية.
جاء ذلك في كلمة لرئيس الجامعة خلال بدء أعمال ملتقى (الأمن الإلكتروني.. التحديات والتهديدات والاستراتيجيات) الذي نظمته اليوم الأربعاء كلية تقنية المعلومات في الجامعة بمشاركة متحدثين محليين ودوليين، وفي هذا السياق فإن سلط الملتقى الذي يشارك فيه نحو 240 مختصاً، الضوء على التهديدات المستجدة اليوم عبر الشبكات، وسعى إلى إكساب المشاركين المعرفة، وتبادل الخبرات في هذا الشأن.
وأشار رئيس الجامعة في كلمته إلى أن الشركات والمؤسسات تتكبد ما قيمته 2 تريليون دولار سنوياً نتيجة الهجمات والاختراقات الإلكترونية التي لا تتوقف، بل وتتطور، وتجعل قطاع الأمن الإلكتروني اليوم من أهم القطاعات التي تعتني بها جميع القطاعات، وتنهض بها الجامعات ومعاهد البحث، ممتدحا فكرة الجمع في هذا الملتقى بين الخبراء والتقنيين العاملين في هذا الحقل، تحت غطاء أكاديمي.
وشدّد أ.د. حمزة على أن جامعة البحرين، التي تحتفل هذا العام بالذكرى الثلاثين لانطلاقها، تتطلع لكتابة المزيد من قصص النجاح، وتهيئة خريجها في كلياتها العشر إلى شق طريقهم نحو الريادة والابتكار، مشيراً في الوقت ذاته إلى عزم الجامعة طرح تخصصات جديدة، وإعادة هيكلة بعض المراكز والبرامج الأكاديمية، والتوسع في الدراسات العليا، مؤكدا أهمية الارتقاء بالبنية التقنية بالنسبة لأية جامعة تتطلع إلى التنافسية، لافتاً إلى أهمية موضوعات الملتقى ومحاوره.
ومن خلال اعمال الملتقى أعلن رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة عن تدشين الجامعة موقعها الإلكتروني المطور.
ومن جانبه أكد عميد كلية تقنية المعلومات في الجامعة الدكتور هشام محمد العمال، أهمية الملتقى بوصفه "منصة مهمة للتعاون وتبادل الخبرات بين مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص". وقال في هذا السياق: "إن حياتنا اليومية انتقلت إلى الفضاء الافتراضي، مما جعل أمن المعلومات موضوعاً مهماً وأساسياً يلامس حياتنا جميعاً"، وعبَّر عن فخر الكلية باستضافة مجموعة من الخبراء الدوليين والمختصين المحليين في مجال حماية الأنظمة والشبكات.
وقال رئيس الملتقى، رئيس قسم نظم المعلومات في كلية التقنية الدكتور مازن محمد علي، في إطار حديثه عن مواكبة حجم التحديات: "إن الأنظمة أصبحت تعمل وتحفظ البيانات عبر شبكة الإنترنت بعدما كانت محصنة في أجهزة الحاسوب التابعة للمؤسسة، وهذا التغير الجذري في الأنظمة يتطلب تغييراً في تعاملنا مع حماية البيانات، وأمن المعلومات إجمالاً".
وأضاف د. مازن أصبحت التهديدات والهجمات الإلكترونية الآن أكثر دقة وصعوبة، لذلك يتعين علينا معرفة مستجدات أنظمة حماية الأمن الإلكتروني. مشيراً إلى أن الهدف تدشين الملتقى هو رفع مستوى الوعي لدى أصحاب القرار والمختصين في تقنية المعلومات والباحثين وطلبة الدراسات العليا بأبرز التهديدات التي نواجهها اليوم عبر شبكات الإنترنت، عبر كسب المعرفة وتبادل الخبرات بين المشاركين والمتحدثين.
من جانبه أكد القائم بأعمال مدير عام أمن المعلومات في هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية أحمد جابر الدوسري أن حجم الهجمات الإلكترونية وعددها في تزايد مستمر عاماً بعد عام، وتشهد، كذلك، تطوراً في النوعية والتقنية.
وكشف الدوسري، في عرض لأحدث الإحصائيات عن الهجمات الإلكترونية، أن الحكومة ومؤسساتها تعرضت في النصف الأول من العام الجاري 2016 إلى 3000 هجمة إلكترونية منها 140 محاولة اختراق، أي بمعدل 500 هجمة في كل شهر تقريباً، موضحاً أن الهدف من هذه الهجمات هو استهداف أعمال الحكومة وبيانات المواطنين أيضاً.
وذكر الدوسري أن عدد الفايروسات المرسلة إلى الجهات الحكومة في ارتفاع، موضحاً أن عدد الفايروسات المرسلة في النصف الأول من العام الماضي 2015 كان قد بلغ 650 ألف فايروس، وقد ارتفع هذا العدد إلى 840 ألف فايروس خلال النصف الأول من العام الحالي 2016م .
ونبه الدوسري المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الوعي بخطورة الاختراقات الإلكترونية وأهمية معرفة مصادرها، مشدداً على شراء المنتجات البرمجية من مصادر الإنتاج الأصلية، ودعا المواطنين إلى الاتصال برقم الهاتف 992 في حالة الشك بوجود محاولة اختراق.
وقال إن الهجمات تشهد تطوراً في الجرأة والنوعية، إذ كان المهاجمون يرسلون بعض أنواع الفايروسات في السابق، بينما نشهد اليوم اتصالات مباشرة للقيادات في المؤسسات الحكومية، تحت مسميات وهمية، ومختصين من شركات معروفة، وذلك من أجل الحصول على بيانات معينة يتم استغلالها في الهجمات الإلكترونية فيما بعد.
ومن جهته تحدث نائب رئيس أول في تقنية المعلومات لدى مجموعة البركة المصرفية أحمد خالد البلوشي عن الكيفية التي ينبغي معها أن تتعامل المؤسسات والشركات في حال حدثت هجمة إلكترونية مضرة بمصالح المؤسسة، وذلك في إطار الاستعداد التقني لكي يتم التخفيف من الخسائر المادية وعدم التأثير سلباً في سمعة المؤسسة.
وقال البلوشي: "إن مسؤولية حماية المؤسسة من الاختراقات الإلكترونية تقع على عاتق الإدارة العليا، ولا يقتصر على المختصين في الجانب التقني، وذلك عبر وضع خطط بديلة والعمل بها في حال تعرضت المؤسسة لهجمة إلكترونية"، وأشار إلى أهمية استمرار المؤسسة في عملها في حال حدثت خروقات إلكترونية.
ولفت البلوشي إلى أن أكثر الهجمات الإلكترونية تحدث بسبب الأخطاء البشرية وعدم الوعي، حيث يتم نقل الفايروسات إلى الأجهزة عبر إيميلات أو تطبيقات وعند فتحها يتم اختراق الجهاز.
وأضاف أن المؤسسات والشركات التي يتم اختراقها في العام 2020م سوف تحتاج إلى مدة شهرين حتى تتخلص من آثار الهجمات الإلكترونية بحسب ما أشارت إليه دراسة أعدتها شركة كارتنا العالمية.
ورأى البلوشي أن تطور التقينة يوماً بعد يوم يصعّب من عملية اكتشاف الاختراق الإلكتروني، موضحاً أن عملية الاختراق في المستقبل لن يتم كشفها في أقل من 100 يوم على أقل تقدير، وهو ما تشير إليه الدراسات المتخصصة في هذا المجال.
وشارك في الملتقى عدد من المتحدثين الرئيسين من ضمنهم: رئيس مجلس إدارة آيساكا البحرين أونج ليونارد، والاستشاري بشركة كي بي إم جي لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأكاليش توتيجا، ورئيس العمليات والتسويق لمنتجات أمن المعلومات بشركة سيسكو العالمية سكوت مانسن.
كما شارك عدد من المتحدثين البحرينيين والأجانب في إثراء جلسات الملتقى وهم: القائم بأعمال رئيس قسم أمن المعلومات بالجهاز المركزي للمعلومات أحمد الدوسري، ونائب الرئيس أول ورئيس قسم تقنية المعلومات بمجموعة البركة المصرفية أحمد البلوشي، ورئيس شركة سترايد للاستشارات بدر كمال، ومهندس برمجيات متخصصة بشركة أمازون لخدمات الويب برتام دورم، ورئيس الحوسبة السحابية بشركة هاواوي جورج سيباستيو، وممثل المملكة المتحدة للأمن الإلكتروني في منطقة الخليج العربي نيل ماكهيني، ورئيس شركة سايسبروف للاستشارات رافي جاياسنديرا، والأستاذ المشارك بجامعة شنغهاي الصينية الدكتور زوفينج زو، ومن وزارة الداخلية النقيب مريم الظاعن، واستشاري أمن المعلومات بشركة بي أم جي فارون كوكريجا.
وأقيم على هامش الملتقى معرض شاركت فيه 15 شركة تعمل في مجال أمن المعلومات وتقنية المراقبة والحماية. وترعى الملتقى، في نسخته الأولى، مؤسسات وشركات عدة هي: هاواوي، وكاسبرسكي لابز، ومجلس التنمية الاقتصادية، وبنك البركة، وبنك السلام، وبنك ستاندرد تشارترد، وكانو لتقنية المعلومات، وشركة أوكسجين لأمن المعلومات.