كشفت أول دراسة موسعة لـالحمض النووي لسكان أستراليا الأصليين (الأبوريجني) أن جذورهم ترجع إلى أكثر من خمسين ألف سنة مما يعزز القول إنهم أقدم حضارة مستمرة على الأرض.
وقد استعان العلماء في جامعة كامبريدج البريطانية بالآثار الوراثية الغامضة للبشر الأوائل المتبقية بالحمض النووي لسكان بابوا في غينيا الجديدة وأستراليا لإعادة بناء رحلتهم من أفريقيا قبل نحو 72 ألف سنة.
وتدعم هذه الدراسة الجديدة فرضية الهجرة الواحدة، وتشير إلى أن سكان أستراليا وبابوا الأصليين نشؤوا من نفس حادثة الهجرة خارج أفريقيا قبل 72 ألف سنة، بالإضافة إلى أسلاف جميع السكان غير الأفارقة الآخرين الباقين على قيد الحياة اليوم.
وبتتبع سير جماعات بابوا وأستراليا، تبين أنهم وصلوا إلى ما كان يعرف بـ"السهول" وهي قارة عملاقة قديمة كانت موحدة من غينيا الجديدة وأستراليا وتسمانيا قبل انفصالها بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.
وتبرز نتائج الدراسة لأحد الأصول الأربعة الرئيسية للإنسان -وهم سكان أستراليا وبابوا الأصليين- أنهم التقوا وتزاوجوا مع جنس غير معروف من البشر ربما كان لهم صلات بإنسان دينيسوفا السيبيري المنقرض عندما هاجروا خارج أفريقيا.
وأشار الباحثون إلى وجود دليل على أنه لم يكن هناك سوى موجة واحدة من البشر هي التي أدت إلى ظهور جميع غير الأفارقة الموجودين حاليا، بما في ذلك الأستراليون. وأظهرت النتائج أن الأبوريجنيين ينحدرون مباشرة من أوائل البشر الذيين يقطنون قارة أستراليا منذ نحو خمسين ألف سنة.