قالت إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية إن رجال الدفاع المدني يستخدمون أحدث الأجهزة والمركبات خلال عملهم الإنساني في مجال الحفاظ على الأرواح والممتلكات وتقديم الخدمات الإنسانية المتميزة، فهم أبطال بمعنى الكلمة لأنهم نذروا أنفسهم وحياتهم في سبيل إنقاذ حياة الآخرين، وهم قادرون على تحمل العمل الشاق والتحلي بالشجاعة والصعود لمواجهة المواقف الصعبة والمشاهد المؤثرة التي يتعرضون لها أثناء تأديتهم لواجبهم لجميع فئات المجتمع بأسلوب حضاري وعلى درجة عالية من الإنسانية.
وحول طبيعة العمل والمهام التي يقومون بها، قال العريف عبدالله ناصر «إن واجبنا في الدفاع المدني هو الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين من كافة أنواع الأخطار والحوادث، حيث إن عملنا يتطلب السرعة في الاستجابة والفاعلية والشجاعة عند مواجهة الأخطار، فنحن نواجه النيران المشتعلة والأدخنة، من أجل إنقاذ المصابين في الحوادث سواء في المنازل أو في الطرق، ونقدم المساعدة في البحث عن الضحايا والمحتجزين وتحديد مواقعهم، إضافة إلى ما نقوم به من جهود في مكافحة الحرائق بجميع أنواعها، كما نقدم الإسعافات الأولية للمصابين».
وحول إحدى عمليات الإنقاذ التي قام بها يذكر ناصر بقوله «كان آخر الحوادث التي باشرتها هو إنقاذي لسيدة كانت محاصرة بين النيران والدخان بإحدى الشقق بمنطقة الرفاع، فلدى وصولنا إلى موقع البلاغ كانت النيران مشتعلة في الشقة مع وجود دخان كثيف بداخلها، فقمت باستخدام جهاز التنفس ودخلت إلى الشقة وبدأت بالبحث باستخدام الكاميرا الحرارية في الصالة والغرف إلى أن عثرت على الفتاة وكانت مختبئة في الحمام، فقمت بتهدئتها وإعطائها جهاز التنفس ومن ثم حملتها وأخرجتها بسلام من الحريق، وكنت أشعر بالفخر والاعتزاز بأنني استطعت أن أنقذ حياة امرأة من الموت المحقق».
وأضاف العريف عبدالله «نحن رجال الدفاع المدني نباشر العديد من البلاغات المختلفة التي تسهم في إنقاذ حياة الناس وتقديم المساعدة والعون لهم فمهمتنا إنسانية، ومن ضمن الحوادث التي باشرتها كان تدهور سيارة بالقرب من دوار ألبا، وكان السائق والراكبة محشوران بداخلها، وكان المنظر وقتها مؤلماً جداً، وفي مثل هذه الحالات يجب التصرف بسرعة حتى لا يتعرض المصابان لأي مكروه، فاستعنا بالرافعة الهيدروليكية ومع استخدام معدات الفتح ورفع السيارة تمكنا بفضل من الله من إخراجهما ولم يتعرض لمكروه سوى إصابات طفيفة».
وحول أسباب الحريق وعدم الإلمام باشتراطات الأمن والسلامة قال العريف إبراهيم جعفر الذي عمل 12 عاماً في الدفاع المدني «من أسباب حوادث الحريق، هي الإهمال وعدم اتباع اشتراطات الأمن والسلامة العامة سواء في المنزل أو المنشأة، وعبث الأطفال بالكبريت والولاعات، وسوء التوصيلات واستخدام أجهزة كهربائية وأسلاك رديئة التوصيل، وإهمال تنظيف مروحة شفط الهواء أو نسيانها وهي تعمل، وأضاف نباشر مختلف أنواع البلاغات، كانغلاق باب الحمام أو السكن على الأطفال، وفتح أبواب المصعد، والتخلص من خلية النحل في المنزل، وإمساك الحيوانات الخطرة، وفتح سيارة مغلقة خاصة عندما يكون الأطفال بداخلها ولله الحمد فقد تم تأهيلنا لمواجهة مثل هذه البلاغات وقد حصلنا خبرة طويلة في هذا المجال».
وحول آخر الحوادث الخطرة التي تمكن من خلالها إنقاذ حياة الأشخاص كان الحادث المروري الذي وقع على شارع العرين، حيث أشار جعفر بقوله «لدى وصولي إلى موقع الحادث رأيت أحد الأشخاص وقد بترت رجله وكان الدم ينزف بكثرة، فقمت بإسعافه وربط رجله جيداً حتى يوقف من تدفق الدم، إلى أن وصلت سيارة الإسعاف وتقديم له الإسعاف اللازم، كما تمكنا في حادث آخر بفضل تعاوننا نحن رجال الدفاع المدني، من إخراج 14 شخصاً من مبنى سكني كان قد اندلع الحريق فيه، وكان الدخان منتشراً فيه بكثافة وبفضل من الله استطعنا إخراج القاطنين من شرفة المبنى».
أما العريف علي أحمد الذي يعمل في الدفاع المدني منذ 26 عاماً قال «إن الأجهزة التي يستخدمها رجل الدفاع المدني في مجال الإنقاذ والإطفاء ومنها الكاميرا الحرارية التي تقوم بالكشف عن الأجسام الحية بداخل المنازل والمباني، وقياس نسبة حرارة الحريق تقوم بنقل هذه المعلومات لاسلكياً إلى غرفة العمليات»، مشيراً إلى أن «رجل الدفاع المدني يجب أن يكون لائقاً صحياً وصاحب بنية قوية ولديه من الثقافة والخبرة الكافية التي تمكنه من أداء عمله على أكمل وجه، كما يتم تخصيص وقت في كل نوبة لممارسة التمارين الرياضية ويجب على كل رجل دفاع مدني التأكد من جاهزية معداته وأجهزة التنفس والمركبات».
وأضاف أحمد «لقد باشرنا العديد من الحوادث والحرائق والحوادث، ولله الحمد تمكنا من إنقاذ العديد من المواطنين والمقيمين فهذا هو واجبنا الذي قسمنا على تنفيذه على أكمل وجه» متمنياً الأمن والسلامة للجميع.