كتب - هدى عبد الحميد: أكدت فعاليات أن التعامل مع أمريكا يجب أن يكون بالمثل بعد مواقفها المسيئة لمملكة البحرين، لافتين إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول مغازلة السنة حيث بدأت باستهدافهم عن طريق منظمات المجتمع المدني (NGOS)، . وطالب هؤلاء السلطات باتخاذ موقف حازم في هذا الصدد من منطلق استقلالية قرار وسيادة البحرين ورفع الأمر إلى مجلس الأمن لفضح الأساليب التي تتبعها أمريكا، خاصة أننا نملك الأدلة التي تثبت تدخلها في الشأن البحريني وتمويلها لمنظمات محلية ودولية مشبوهة، مشيرين إلى أن واشنطن تريد استنساخ تجربة العراق في البحرين، ولكن البحرين بلد متماسك بسنته وشيعته تحت قيادة جلالة الملك ولن تفلح المؤمرات التي تحاك ضدها في تحقيق ذلك. وتساءلت الفعاليات عن أسباب استمرار البحرين في تقديم التسهيلات لأمريكا رغم مواقفها العدائية.. ألم تمنع بيع التكنولوجيا للبحرين؟ مشيرين إلى أن الأمريكان اخترقوا البحرين في السنوات العشر الماضية بالعديد من الوسائل مثل اتفاقية التجارة الحرة (FTA) التي لم تستفد منها المملكة، فيما كانت الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر فضلاً عن أنها (الاتفاقية) مست بعلاقات البحرين مع بعض الدول التي كانت تعارضها. لافتين إلى أن هناك محاولة أمريكية ثانية لاختراق البحرين تجري الآن من خلال وقفتهم مع أنصار ولاية الفقيه.. لذا لا بد من التعامل معها بالمثل والتوجه للتعاون مع الدول التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين. أساليب التدخل الأمريكي ومن جانبه، طالب النائب علي الزايد أن التعامل مع أمريكا يجب أن يكون بالمثل بعد مواقفها المسيئة للبحرين، لافتاً إلى أنها تحاول مغازلة السنة في البحرين حيث بدأت باستهدافهم عن طريق منظمات المجتمع المدني (NGOS)، لكن السنة سيكونون أكبر الخاسرين في حال تبعوا الأمريكان وأتاحوا لهم إمكانية التدخل في الشأن الداخلي. وأوضح الزايد أن تدخلات أمريكا في الشأن الخليجي بشكل عام والبحريني بشكل خاص أصبحت واضحة للجميع، ولذلك لا بد أن تتخذ الدولة موقفاً حازماً، فالبحرين دولة ذات سيادة واستقلالية وأطالب برفع الأمر إلى مجلس الأمن من باب فضح الأساليب التي تتبعها أمريكا في التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأضاف النائب: “يجب أن نسجل اعتراضنا في مجلس الأمن ضد التدخلات السافرة، خاصة أن الدولة تملك من الأدلة ما يثبت التدخل الأمريكي السافر في شؤون البحرين وتمويلها لمنظمات محلية ودولية مشبوهة تريد أن تكرر عن طريقها نموذج التجربة الأمريكية في العراق، في البحرين ولكن المملكة بلد متماسك بسنته وشيعته تحت قيادة البلاد ولذلك فلن تفلح تلك المحاولات. وأكد أن أمريكا تكيل بمكيالين، ولذلك فهي تتبع النفاق السياسي فمن غير المستبعد أن تكرر محاولاتها ودعمها للنزعات الطائفية في البحرين، ويكفي أن سجل أمريكا حافل بالمخالفات في مجال حقوق الإنسان، ولا يخفي على أحد ما حدث في سجون العراق وجونتناموا، ومع ذلك فهي مازالت تتشدق وتدعي بحماية حقوق الإنسان، ولذلك لابد من وقفة حازمة والاعتراض بشكل علني عن رفض التدخل الأمريكي في الشأن البحريني. تبادل المصالح دون التدخل ومن جهته، استهجن أمين عام جمعية ميثاق العمل الوطني محمد البوعنين استمرار تقديم مملكة البحرين تسهيلات لأمريكا رغم مواقفها العدائية.. ألم تمنع الإدارة الأمريكية بيع التكنولوجيا للبحرين؟، وقال: “يجب أن نعلم جيداً أن الولايات المتحدة والدول الكبري تبحث عن مصالحها، وإذ حصلت على مبتغاها دون أن يكون هناك تبادل للمصالح مع هذه الدول فلا يهمها أن تمنع أي شيء عنها من تكنولوجيا أو تسليح وخلافه. وأضاف البوعينين: “لذلك يجب أن تكون المعاملة بين الجانبين بالمثل، فإذا كانت أمريكا حريصة على مصالحها فيجب أن نكون نحن أيضا حريصين على مصالحنا، ويجب ألا تحصل أمريكا على مصالحها إلا بتبــادل المنفعة معهــا ويجب أن تكون المعاملة بالمثل ومعاملة الند للند”. وقال أمين عام جمعية ميثاق العمل الوطني: “إذ كانت أمريكا تعتبر كما تقول البحرين حليفا استراتيجياً، فمن باب أولى أن تدافع عن حليفها، لكن نحن لا نريد أن تدافع عنا، ولكن نريدها أن تقف على الحياد لا أن تضحي بالبحرين من أجل مصالح تراها”، ولذلك فعلى الحكومة أن تبلغ الولايات المتحدة أو أي دولة تريد أن تعبث بأمن البحرين أو تتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين بأن مصالحها معها مهددة، وإذا استمرت في هذا العمل فلا بد أن تتوقف هذه المصالح، وهناك دور أخر وهو الدور الشعبي فعلى الجمهور البحريني أن يفعل أدواته في سبيل وقف التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة. كما قال البوعينين: “نحن لسنا ضد التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة أخرى، ولكن يجب ألا يكون هناك أي تدخلات في الشؤون الداخلية”. وسائل الاختراق الاقتصادي وعلى صعيد متصل، تناول رجال الأعمال أحمد اليوشع الناحية الاقتصادية للموضوع موضحا أنه في السنوات العشر الماضية اخترق الأمريكان البحرين بالعديد من الوسائل مثل اتفاقية التجارة الحرة (FTA) التي لم تستفد منها المملكة بل الولايات المتحدة كانت هي المستفيد الأكبر، فضلا عن أن الاتفاقية مست بعلاقات البحرين مع بعض الدول التي كانت تعارض الاتفاقية، وقال : “إن أمريكاً حليف استراتيجي للبحرين وهناك علاقات تاريخية ما بين البلدين، والعلاقة تمتد في كل المجالات وتتجاوز المجال الاقتصادي، وبالتالي القضية الاقتصادية يجب أن تعالج في هذا الإطار، والمملكة حصلت على اتفاقية التجارة الحرة نتيجة لجهود كثيفة تهدف إلى تعزيز العلاقات البحرينية -الأمريكية وكان يتوقع أن يكون ذلك مكسباً للبحرين لأن السوق الأمريكية هي الأكبر في العالم. وأوضح اليوشع أن الدراسات التي وضعت لمعرفة جدوى مشروع الاتفاقية كان مبنياً على بعض الفرضيات، وأهمها أن هذه الاتفاقية ستزيل كل العوائق لتدفق الاستثمارات الأمريكية إلى البحرين، لكن للأسف لم يتحقق ذلك وتدفقت استثمارات أمريكية بنسب أقل من المتوقع، ولذلك يجب التفكير في تنشيط جذب الاستثمارات الأمريكية في إطار هذه الاتفاقية. وأضاف رجل الأعمال: “من الجانب الأخر تتعارض الاتفاقية الأمريكية مع اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي (اتفاقية الاقتصادية الموحدة والاتحاد الجمركي)”، وأشار إلى أن هذه الاتفاقية تشكل نوعا مزاحما للاتحاد الجمركي الخليجي فهما غير منسجمتين وهناك تضارب بينهما، وهذا خلق مشكلة للبحرين ولكن تجاوزناها بتفهم الأشقاء. مؤكداً أن أمريكا حققت استفادة أكثر من هذه الاتفاقية، لأن القاعدة الاقتصادية الأمريكية ومقدرتها على التصدير أعلى من قاعدة البحرين، وكان من أهم الفرضيات التي بنيت عليها الافتراضية أن تأتي الاستثمارات في شكل صناعات وتصدر إلى أمريكيا بدون جمارك، وكان يرجو منها أيضاً تعزيز الاقتصاد البحريني وهذا ما لم يحدث. استمرار محاولات التدخل وبدوره، استغرب عضو مجلس الشورى الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن القوى العظمى وخاصة أمريكا وتليها بدرجات روسيا تتدخل في شؤون الدول الأخرى وتستغل الطائفية لتحقيق مصالحها الخاصة، فليس من الدبلوماسية بشيء أن يصرح وزير خارجية روسيا أن بلاده ضد قيام دولة سنية في سوريا، ونجد على الطرف الأخر أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف مع أنصار ولاية الفقيه فيما يتعلق بالأزمة البحرينية الماضية، وللأسف الشديد أن لهذه الدول التي تدعي العمل من أجل نشر الديمقراطية في الوطن العرب مواقف سياسية متناقضة، كما تدعم تحركات مشبوهة في الدول العربية. بالإضافة لذلك، هناك محاولة أمريكية ثانية تحري الآن فيما يخص الوضع في البحرين من خلال وقفتها مع ولاية الفقيه.. لذا لا بد من التعامل معهم بالمثل والتوجه للتعاون مع الدول التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين.