يفضل السياح قضاء إجازتهم الصيفية عادة في مناطق تعرف بمناظرها الطبيعية الخلابة وجوها المعتدل والاستمتاع بالرحلات البحرية لأخذ قسط من الانتعاش والاسترخاء. ولكن يبدو أن بعض السياح المستكشفون يحلمون بزيارة ما يعرف بـ"العالم الآخر"، أي إلى "جهنم"، وبحثوا عنها فعلا حتى وجدوها في إثيوبيا وبالتحديد في "صحراء داناكيل". فرغم كونها من أشد الصحاري القاحلة في العالم وأشدها حرارة وتلوثا بالغازات السامة والبراكين العنيفة والبحيرات الكبريتية والروائح التي لا يمكن تخيلها، يدفع عدد كبير من محبي المغامرات والمخاطرة حوالي 4600 دولار أميركي للذهاب في رحلة لمدة أسبوعين إلى ما يطلق عليه اسم "الجحيم على الأرض" نسبة لشدة حرارة الهواء رغبة منهم في عيش تجربة فريدة من نوعها. ونقلت صحيفة "التليغراف" عن توم فايفر وهو عالم براكين ألماني ومؤسس الشركة السياحية "Volcanos Discovery- اكتشاف البراكين" قوله إن عددا كبيرا من السياح يتوافدون على صحراء "داناكيل" رغم افتقارها لأبسط التسهيلات السياحية مثل الفنادق والمنتجعات وأعتقد أن ذلك مرتبط برغبتهم في التعرف على الكواكب الأخرى. وأضاف فايفر "كنت أعتقد أنه علينا دفع أموال كبيرة لإقناع الأشخاص على زيارة "الجحيم" ولكني تفاجأت بالعدد الكبير من السياح الذين يدفعون مبالغ تزيد عن 4600 دولار أميركي للقيام بجولة لمدة أسبوعين تبدأ في أديس أبابا. وتابع أن السياح يحصلون على متعة فريدة من نوعها في الصحراء رغم الظروف البيئية الصعبة وافتقارها للفنادق. من جانبه قال السائح البريطاني أوفوري كواما (67 عاما) الذي زار الصحراء شهر نوفمبر الماضي إن "رحلته إلى "الجحيم" كانت أفضل من الرحلات التي قضاها في أحواض السباحة الفاخرة، فرغم البيئة القاسية والروائح الغريبة فقد عشنا أسبوعين شاهدنا خلالهما مناظر طبيعية مدهشة لا يمكن مشاهدتها في أي بقعة أخرى على وجه الأرض، فلكل مكان في "داناكيل" لون ورائحة خاصة، والحرارة هناك لا تطاق ولكن الأمر يستحق العناء خاصة وأني أردت زيارة شيء مختلف هذه المرة". وصنفت "صحراء داناكيل" على أنها أقسى مكان على وجه الأرض وذلك للعوامل البيئية الصعبة والغازات السامة المنبعثة من الحمم البركانية.