كتب - رائد أيوب، مازن أنور، عمر البلوشي: أكد بطل العالم ثلاث مرات سابقاً لسباقات الفورمولا 1 الأسكتلندي السير جاكي ستيوارت أن موسم سباقات الفورمولا 1 للموسم الجاري 2012 يعد من أكثر السباقات متعة وإثارة في تاريخ بطولات الفورمولا 1 منذ انطلاقتها في 1950، وذلك بسبب مشاركة أكبر عدد من أبطال العالم في موسم واحد والبالغ عددهم ستة أبطال وهم الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر وحامل اللقب للموسمين الماضيين الألماني سيباستيان فيتيل والماتادور الإسباني فيرناندو ألونسو والبريطانيان لويس هاميلتون وجنسون باتون إضافةً إلى الفنلندي كيمي رايكونن. وقال السير ستيوارت في تصريح حصري لـ«الوطن” إن الجميع متحمس لرؤية هؤلاء الأبطال وهم يتنافسون داخل مضمار حلبات العالم من أجل تسجيل اسمه في لائحة شرف بطولات العالم لسباقات الفورمولا 1. وأبدى في الوقت نفسه إعجابه الشديد بما قدمه فريق الماكلارين حتى الآن منذ انطلاقة موسم سباقات الفورمولا 1 هذا الموسم، حيث أظهر الفريق أداء ومستوى لافتاً للانتباه، مما يؤكد عزم الفريق من خلال سائقيه البريطانيين لويس هاميلتون وجنسون باتون على حصر المنافسة بينهما منذ بداية الموسم، والدليل على ذلك تصدرهما لمنافسات بطولة العالم حتى الآن على مستوى السائقين والفرق أيضاً. وعبر السير ستيوارت في السياق نفسه عن سعادته لرؤية التنافس الكبير بين جميع فرق الفورمولا 1، وخصوصاً أنه حتى الجولة الرابعة فإن الفائزين في السباقات الثلاثة الماضية هم مختلفون، مما يؤكد عزم جميع الفرق دون استثناء بتسجيل حضورها في هذا الموسم، وهذا يساهم في زيادة الإثارة والندية بين جميع فرق الفورمولا 1 وكذلك جماهير وعشاق هذه الرياضة. كما عبر في الوقت نفسه عن أسفه بالمستوى المؤسف الذي يقدمه حامل اللقب فريق رد بول وسائقه الألماني سيباستيان فيتيل، الذي يبدو أنه يمر بأوقات عصيبة كثيراً مع سيارته منذ انطلاقة الموسم الجاري، إلا أنه أشار إلى أن جميع الفرق ستعمل على تصحيح أخطائها بعد عودتهم إلى أوروبا وتعديل سياراتهم ليظهروا بمستوى أفضل. وامتدح السير ستيوارت كثيراً بسائق فريق مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ الفائز بالسباق الأخير في جائزة الصين الكبرى للفورمولا 1 والذي يعد الفوز الأول له في تاريخ مشاركاته لبطولات الفورمولا 1، ووصف بفوزه في سباق الصين بالفوز العظيم، مؤكداً بأنه يكن له كل احترام بعد هذا الأداء المتميز، وخصوصاً أنه قدم أداء رائعاً في التجارب الحرة الثانية يوم أمس (الجمعة) وخطف الأضواء باحتلاله المركز الأول، متفوقاً بذلك على ثنائي رد بول مارك ويبر وسيباستيان فيتيل اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث على التوالي. وأكد في الوقت نفسه أنه أثبت أنه أسرع بكثير في السنتين الماضيتين وأكثر من الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر بنفسه! كما أبدى السير ستيوارت تفاؤله بعودة السائق الفنلندي كيمي رايكونن عن اعتزاله وانضمامه لفريق لوتس رينو الذي يقدم مستوى رائع حتى الآن بالرغم من إمكاناته المتواضعة، ورايكونن من الأناس المعروفين بحبه للمنافسة، فهو بكل سهولة يريد الفوز والتواجد في البوديوم كبقية المتنافسين على مضمار حلبة البحرين الدولية. وفي نهاية حديثه، عبر السير ستيوارت عن سعادته بقدومه إلى البحرين، متمنياً أن يكون السباق واحداً من السباقات المثيرة لهذا الموسم. نبذة عن السير جاكي ستيوارت ارتبط اسم جاكي ستيوارت برياضة السيارات نتيجة إقامة عائلته في منطقة “كاراج دامبك” حيث عمل كميكانيكي متمرس. وكان جيمي شقيق جاكي سائق سباقات ذا شهرة وطنية بقيادته مع فريق “ايكوري ايكوز”، فكان من الطبيعي أن يرتبط اسم جاكي برياضة السيارات كأخيه الأكبر. ولكن بعد وفاة جيمي في سباق “لو مان” ساد جو من التشاؤم في العائلة حول هذه الرياضة فبدأ جاكي بممارسة الرماية، وكاد أن يصل مع المنتخب البريطاني إلى أولمبياد 1960. كان جاكي ستيوارت يقوم بتجربة عدد من سياراته في “أوتلن بارك” عندما أعجب العديد من الحضور بأدائه ومن بينهم مدير قسم الفورمولا للناشئين في فريق “كوبر” كين تيريل الذي طلب منه أن يجرب أحد سيارات أخيه جيمي إذا كان يرغب في ذلك. وافق جاكي وقام بقيادة السيارة التي كان يستخدمها بروس مكلارن فراح يحسن أوقات هذا الأخير على الرغم من أن مكلارن كان يتمتع بخبرة في عالم الفورمولا واحد. وبعدما شاهد تيريل أوقات ستيوارت المذهلة رضخ للأمر الواقع وقبله في الفريق في عام 1963، فكانت هذه بداية لشراكة ناجحة جداً. في عام 1964 فاز جاكي بأول سباق له في سنيترتون مع تيريل في الفورمولا3. ثم انضم إلى فريق “بي أر أم” مع غراهام هيل عام 1965 وسجل نقطته الأولى في أول سباق له في جنوب أفريقيا، وقبل نهاية العام فاز بأول سباق له في مونزا. ومن المحطات المهمة في حياته كان غران بري بلجيكا حيث أغرقت الأمطار الحلبة ولم يستطع ستيوارت التحكم بسيارته، فتعرض لحادثٍ خطير بحيث أن زميله هيل يروي عن هذا الحادث أنه رأى ستيوارت في ألم شديد محصوراً بحطام السيارة وملطخاً بوقودها، فكان في خطر شديد لأنه كان معرضاً للاشتعال في أي لحظة، فحاول هو قدر المستطاع انتشاله. وبعد 25 دقيقة، استطاع هيل بمساعدة بوب بوندورانت من إنقاذه ستيوارت، ووضعاه في سيارة إسعاف لنقله إلى أقرب مركز لإسعافه. تبين فيما بعد أن السائق لا يعرف الطريق إلى لييج حيث يوجد المركز! وقد كان الكل يعتقد بأن ستيوارت مصاب في العمود الفقري ولكن تبين بعد ذلك بأن إصابته لم تكن بهذه الخطورة. وقال ستيوارت لاحقاً: “أدركت بعد ذلك أن هذا كان الشيء الوحيد الجيد بين الأخطاء الكثيرة التي وقع بها المنظمون في ذلك اليوم على أرض الحلبة إضافةً إلى الفريق الطبي ومكافحي النيران وفرق الإنقاذ... إن الشيء الوحيد الذي أرغب في أن يحصل عندما أترك الرياضة هو أن تصبح آمنة إلى درجة كبيرة، لأن التدابير الوقائية التي تتخذ اليوم ليست كافية”. ومنذ ذلك الوقت أطلق ستيوارت حملة لزيادة السلامة والإسعافات الطبية في الفورمولا 1. لكن سرعة ستيوارت في القيادة بقيت بادية لجميع من تابعه، ولكن البعض شككوا في شجاعته بسبب مطالبته الدائمة بزيادة عوامل السلامة. عندما انتقل فريق تيريل إلى الفورمولا 1، انضم ستيوارت إلى الفريق وفاز ببطولة السائقين كما فاز فريقه ببطولة الصانعين وذلك في العام 1969، ثم عاد وفاز ببطولة السائقين عام 1971. غاب ستيوارت بعد ذلك عن بعض السباقات في العام التالي بسبب أوجاع مزمنة في المعدة. وقد خاض بطولته الثالثة والأخيرة بوفاة صديقه فرنسوا سيفير. فالتزم ستيوارت بالوعد الذي قطعه على نفسه قبل هذه الحادثة واعتزل السباقات في نهاية العام. ولم يستطع أحد مساواة رصيده البالغ 27 فوزاً إلا بعد 20 عاماً، ثم عاد في عام 1997 كمالك فريق بالمشاركة مع ابنه مع فريق فورد.