أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر أن الأمم المتحدة كانت وستبقى تجسيدًا للغايات النبيلة التي تلاقت حولها إرادة المجتمع الدولي بهدف إعلاء مبادئ التنسيق المشترك والتفاهم واحترام أحكام القانون الدولي في مواجهة كل ما يهدد السلم والاستقرار العالمي.

وشدد سموه على أن العالم يمر في المرحلة الراهنة بأوضاع سياسية واقتصادية وأمنية غير مستقرة، بالاضافة إلى تزايد خطر الارهاب والمجموعات المتطرفة، وذلك يحتاج إلى تطوير منظومة العمل الجماعي، وجعلها أكثر قدرة على ترسيخ أسس نظام دولي آمن ومستقر تشعر فيه مختلف الشعوب بالطمأنينة على حاضرها ومستقبل أجيالها القادمة.

وقال سموه: "إن تطوير آليات الأمم المتحدة وزيادة فاعليتها لتواكب التطورات المتلاحقة التي يمر بها النظام الدولي بات أمرًا لابد منه إذا ما أردنا أن تعيش البشرية في أجواء من الأمن والاستقرار الذي يعزز من قدرة دولها وشعوبها على النمو والازدهار".

وأضاف سموه أن الأمم المتحدة تقع على عاتقها مسئولية الحفاظ على الأهداف التي أنشئت من أجلها وفي مقدمتها مبادئ المساواة في السيادة وحصانة الدول بما يضمن استقرار العلاقات الدولية.

ودعا سموه المجتمع الدولي إلى أن يتخذ خطوات أكثر تقدمًا في إزالة أسباب التوترات وتخفيف معاناة الشعوب التي تشهد بلدانها حروبا وصراعات، فضلا عن مساعدة هذه الشعوب على أن توجه طاقاتها ومقدراتها نحو التنمية والبناء.

وحذر صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة يوم الأمم المتحدة الذي يصادف يوم غد الاثنين الموافق 24 أكتوبر 2016، من أن تراجع دور الأمم المتحدة في معالجة الأزمات ووقف نزيف التوترات والحروب التي تعاني منها كثير من المناطق يهدد بتوسيع دائرة الصراعات وتعريض المزيد من البشر لمخاطر القتل والنزوح والهجرة والتشريد الذي سيعاني من تباعاته الجميع.

وحث سموه الأسرة الدولية على الاهتمام بوضع الخطط التي تحفظ للدول والشعوب أمنها واستقرارها، لاسيما في الدول التي تعيش ويلات حروب ونزاعات أزهقت أرواح آلاف من الضحايا الأبرياء، بدلا من انشغال المجتمع الدولي في الاختلاف حول أمور لن تؤدي إلا إلى تهديد الأمن والسلم العالمي.

وأكد سموه أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حريصة على الالتزام بقواعد العمل الدولي المشترك القائم على الاحترام المتبادل الذي يزيد من التقارب والتواصل بين الدول والشعوب بما يحقق الأهداف الانسانية النبيلة للأمم المتحدة.

وأضاف سموه أن مملكة البحرين تدعم كل جهد دولي غايته سلام البشرية ورفاهيتها من خلال التركيز على التعاون المشترك الذي يلبي مصالح الشعوب بالشكل الذي يحقق العدالة والتنمية المستدامة.

وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين تساهم بفاعلية في برامج وأنشطة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة في إطار حرصها على الوفاء بالتزاماتها الدولية، وايمانا منها بأن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لرقي الانسانية وتقدمها.

وأعرب سموه عن ارتياحه لمستوى العلاقات القائمة بين مملكة البحرين ومختلف أجهزة الأمم المتحدة وما لذك من أثر ايجابي في دعم جهود التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة في كافة القطاعات.

وأكد سموه أن الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام يكتسب أهمية خاصة لأنه يسلط الضوء على أهداف التنمية المستدامة 2030 الـ17 التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 والتي تتطلب مزيدا من التركيز بما يضمن تحقيق هذه الأهداف بالشكل المطلوب.

وقال سموه: "يجب أن تكون التنمية هي غاية المجتمع الدولي وهدفه المحوري في السنوات القادمة، إذ لا سلام بدون تنمية ولا تقدم لأي مجتمع من المجتمعات دون وجود الأمن والاستقرار".

ودعا سموه إلى اتخاذ مناسبة يوم الأمم المتحدة كفرصة يجدد المجتمع الدولي من خلالها التزامه بالأهداف السامية التي أنشئت من أجلها الأمم المتحدة وأن تتحد إرادة الأسرة الدولية في مساندة جهود المنظمة الدولية في نشر السلام والاستقرار العالمي بدلا من هدر الجهود في صراعات وخلافات لا خير من ورائها.

وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالجهود التي بذلها السيد "بان كي مون" الأمين العام للأمم المتحدة خلال السنوات التي تولى فيها هذا المنصب الرفيع من أجل تحقيق أهداف المنظمة الدولية والارتقاء بدورها في منظومة العمل الدولي.