«إنك في اللحظة التي تدخل فيها مكاناً يتواجد به شخص ودود ذو موقف إيجابي تشعر بإحساس رائع يتجه نحوك، تشعر بالإيجابية والسمو والحماس، فجأة.. تبدو كثير من الأشياء ممكنة الحدوث!». الشخص الودود يجتذب حب الناس واهتمامهم، إنه شخص ملأت طاقته المحيطين به السعادة والبهجة، فعندما يدخل هذا الشخص إلى مكان فإنك تشعر وكأن شمعة جديدة قد أضيئت في هذا المكان، ذلك لأنه يرفع المعنويات بحديثه، ويلهب الحماس نحو العمل باهتمامه وحبه للآخرين. الشخص الودود شعاره: «وُدنا ليس رد فعل، إنما هو فعل لا ننتظر معه الرد»، لأنه يعلم يقيناً أن حياته ستصبح أحلى وأروع عندما يصبح كذلك. وهنا لفته مهمة، وهي أن اللطافة والود يجب أن تكون للجميع وليس لأحدٍ دون أحد، أي أنها ليست حكراً على الأقارب والمعارف، ومن يفعل ذلك فلن ينشر عدوى هذه الإيجابية التي تؤلف القلوب بين أفراد المجتمع، لأن فلسفة الوِد تتلخص في التالي: «عندما تكون رقيقاً مع شخص يواجه مشكلة، فإننا نثق أنه سيتذكر هذا ويكون رقيقاً مع شخص آخر، وسوف يصبح ذلك مثل انتشار العدوى»! معاملة الناس بلطف، سلوك يجعل أصحابه يرسخون في الذاكرة ويكونون هم الأكثر تربعاً على عرش العواطف، لأنهم الأكفأ، لأن هذا الطبيب – مثلاً – الذي يبتسم لك ويرحب بك عندما تدخل عليه ويلاطف أولادك ويسأل عن أحوالك يكون أقرب إلى قلبك من غيره، وكذلك بالنسبة لباقي المهن والوظائف والأعمال سواء كانت دنيا أو عليا. إننا في زمن تحتاج فيه البشرية – صغاراً وكباراً ورجالاً ونساءً – إلى كلمةٍ رقيقةٍ وحضنٍ دافئٍ ويدٍ شفيقةٍ وبسمةٍ صادقةٍ لتنفرج أساريرهم وتنشرح صدورهم..! فقسوة الحياة زادت وتناقص معها الشعور بحلاوة الحياة، ودب اليأس في مساحات واسعة من حياة الناس جراء ما يعانون منه من ضغوط وقمع وظلم واضطهاد وتهميش، ولنتذكر أن المستفيد من هذا السلوك هو صاحبه في المقام الأول.. فبه تصفو حياته ويُبارك له في أعماله، وبه تتحصل الحقوق أضعافاً مضاعفة بدلاً من سلوك المسالك غير المحمودة