تتحدد يوم غد الخميس هوية المنتخبين المتأهلين للمباراة النهائية من بطولة كأس أسيا تحت 19 سنة بإقامة مباراتي الدور نصف النهائي، إذ يلتقي في المباراة الأولى منتخبا السعودية وإيران على ملعب مدينة خليفة الرياضية عند الساعة 4.15 عصرا، في حين يلتقي في المباراة الثانية منتخبا اليابان وفيتنام على ملعب ستاد البحرين الوطني عند الساعة 7.15 مساء، وضمنت المنتخبات الأربعة التأهل والوصول لنهائيات كأس العالم التي ستقام صيف العام القادم، وانضم الرباعي إلى المنتخب الكوري الجنوبي الذي سينظم "المونديال".

وكان مشوار الرباعي في البطولة حافلا، إذ تصدر المنتخب الياباني المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط وتفوق في المباراة الماضية بالدور ربع النهائي على المنتخب الطاجيكي برباعية نظيفة، فيما فجر المنتخب الفيتنامي المفاجأة وأخرج منتخب البحرين للشباب بفوزه عليه بهدف دون رد ، في حين اجتاز المنتخب السعودي الشقيق نظيره العراقي عبر ضربات الركلات الترجيحية بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، وأخيرا ضرب المنتخب الإيراني بقوة وعبر المنتخب الاوزبكي بهدفين نظيفين.
المؤشرات الفنية قبل مواجهتي الغد تشير لصعوبة اللقاء الأول بين السعودية وإيران في ظل التقارب الفني في المستوى على رغم التباين الواضح والاختلاف الكبير في أسلوب وطريقة اللعب بين المنتخبين، فبينما يعتمد المنتخب السعودي على أسلوب الجماعية والاعتماد على المهارة الفردية العالية التي يمتلكها اللاعبين، نجد المنتخب الإيراني يعتمد أسلوب أوروبي عبر الاعتماد على القوة البدنية والكرات العرضية والطويلة مستغلا القوة الجسدية للاعبيه.
ونجح المدرب السعودي سعد الشهري في توظيف لاعبيه والاستفادة من إمكاناتهم الفنية والمهارية من خلال أسلوب واضح يعتمد وينتهج على الانتشار الجيد على أرضية الملعب وفتح اللعب عن طريق الجناحين والأطراف في ظل التقدم الواضح لظهيري الجنب، في حين نجد المنتخب الإيراني يعتمد على الكرات الطويلة لمهاجمه الوحيد رضا جعفري مع الكرات العرضية لاستغلال عامل الطول والقوة، ومن الصعب التكهن بنتيجة اللقاء وما ستؤول إليه المباراة وربما تمتد لأشواط إضافية خصوصا في حال اعتماد المنتخبين على التحفظ والحذر.
أما المواجهة الثانية بين اليابان وفيتنام فإن المعطيات الأولى تشير لتفوق ياباني واضح في ظل ما قدمه من مستويات وضعته على رأس الهرم لجميع المنتخبات، فهو المنتخب الوحيد الذي يتمتع بشباك نظيفة وقوة هجومية تعتبر الأفضل إلى جانب السعودية في البطولة، ويتميز المنتخب الياباني بامتلاكه للعديد من مفاتيح اللعب خصوصا الثنائي الهجومي في ظل اعتماد مدربه اوياما على الطريقة الكلاسيكية 4/4/2، ويجيد اليابانيون الانتشار وثقافة السيطرة على المنتخب الخصم من خلال فرض أسلوب لعبه وطريقته المفضلة عبر الاستحواذ على الكرة وامتلاك منطقة المناورات، ويأمل اليابان في فك عقدة نهائيات كأس أسيا للشباب عبر التتويج باللقب للمرة الأولى ولن يأتي ذلك إلا عبر قطع بطاقة وتذكرة المباراة النهائية.
في الجانب الآخر من المواجهة، فإن فيتنام يسعى لدخول التاريخ من خلال الوصول للمباراة النهائية ليسطر أكبر انجاز في تاريخ الكرة الفيتنامية، ويتميز فيتنام ولاعبيه بالروح القتالية العالية والحماس الكبير الذي يساهم في تعويض بعض الجوانب الفنية والفردية للاعبيه، ويجيد الفيتناميون اللعب بطريقة دفاعية عبر دفاع منظم ومتكتل في مناطقه الخلفية ومن ثم شن الهجوم المرتد السريع لاستغلال المساحات الخالية في صفوف ودفاع الخصوم وهي الطريقة التي شاهدناها في جميع مبارياته الماضية، وربما يجد مدربه اليوم صعوبة كبيرة في ظل ما يملكه اليابانيون من مفاتيح لعب متعددة.