أظهرت دراسة حديثة أن حقن الأورام السرطانية بالأوكسجين يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء من هذا المرض . ووجد علماء في جامعة أكسفورد أن حقن كمية صغيرة من الأوكسجين يقوي الأوعية الدموية في الخلايا السرطانية ويجعل العلاج الكيميائي أكثر فعالية . وفي سلسلة من التجارب التي أجراها العلماء على الفئران وجد أن الخلايا المسرطنة والضعيفة التي ينقصها إمداد الأوكسجين كانت أقل استجابة للعلاج الكيميائي . وصف فريق العلماء الذي توصل إلى هذه الطريقة العلاجية بأنها “إنجاز طبي مثير” سوف يتيح للأدوية تليين الأورام قبل معالجتها عن طريق أدوية قوية وفعّالة . وكان العلماء قد حاولوا في السابق حرمان الأورام من الأوكسجين لاعتقادهم أن وصول كمية من الدم بشكل ثابت سوف يساعد على انتشار السرطان. لكن البروفيسور جيليز ماكينا، مدير مركز غراي للطب الإشعاعي والأورام وعلم الأحياء قال: “إننا نشعر بإثارة كبيرة بسبب التوصل إلى هذه المقاربة الجديدة لعلاج السرطان لأن ذلك يتيح للعلاج الإشعاعي فرصة أفضل للقضاء على المرض”. وأضاف:«يمكنك أن تتوقع أنه بزيادة إمدادات الأوكسجين إلى الخلايا السرطانية فإنك قد تستعدها على النمو، لكن الحقيقة هي أنه “بأكسجنة” هذه الخلايا من إمدادات دم أفضل فإننا نمكن العلاجين الكيميائي والإشعاعي من القيام بعمل أفضل لقتل هذه الخلايا”. وقد نشرت هذه الدراسة في العدد الأخير من مجلة (كانسير توداي) وتضمنت شرحاً وافياً حول تقنية حقن الأورام بالأوكسجين لعلاج سرطانات الثدي والرقبة والسرطانات التي تصيب الجلد والأعضاء الرئيسية في الجسم. وقد قام العلماء باختبار تأثيرات 4 أنواع من الأدوية التي تستخدم حالياً في التجارب السريرية أو قيد التطوير في الطريقة العلاجية الجديدة . وفي هذه التجارب، أعطيت الأدوية للفئران بمعايير لم تحدث تبدلاً في نمو السرطان، لكن تأثيرات هذه الأدوية عملت على زيادة إمداد الدم إلى الأورام . وقال البروفيسور ماكينا إنه في تجربة مبكرة على مرضى من البشر مصابين بسرطان البنكرياس، والذي يعرف بأنه صعب العلاج، كانت النتائج إيجابية أيضاً. وأضاف: “إن التجارب السابقة التي أجرتها مجموعتنا أظهرت أن العلاج ببعض الأنواع من هذه الأدوية عزز العلاج الإشعاعي، ولكن لم يكن مفهوماً كيف، والآن، ومع فهمنا الجديد، فإنه يمكن تطوير استراتيجيات لاستخدام هذه الأدوية لتليين الخلايا السرطانية قبل معالجتها بالعلاج الإشعاعي”. من جانبها قالت د. ليزلي ووكر مديرة المعلومات في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: “ظل العلماء لوقت طويل يبحثون عن طرق لزيادة إمدادات الأوكسجين في الأورام لتعزيز رد الفعل العلاجي وجعل العلاج الإشعاعي أكثر فاعلية، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من العمل لاختبار هذه التقنية الجديدة، لكن زيادة تأثير العلاجين الكيميائي والإشعاعي هو تطور مثير جداً يحمل الكثير من الأمل للمرضى”.