كتبت – إيمان الخاجة: نستهلك في حياتنا اليومية الكثير من الحاجيات، ونشتري الكثير من الأمور، بعضها يتم استخدامه وبعضها يبقى على الرفوف لا يجد من يستخدمه أو يستخدم لمرة أو مرتين، من هذا المنطلق جاءت فكرة مشروع تدوير النعمة للتقليل من السلوك الشرائي الذي يركن الحاجيات ولا يستخدمها، أو يقوم بشراء أغراض لا يحتاج لها. مشروع تدوير النعمة هو مشروع شبابي تطوعي، انطلقت فكرته منذ أسابيع بسيطة، يقوم ببيع الحاجيات «المركونة» في المنزل والتي تم شرائها لغير حاجة ولم تستخدم. «الوطن» التقت مع الشباب المتطوعين لتقف على فكرة هذا المشروع. تقول نعيمة مطر صاحبة الفكرة : بدأت الفكرة بيني وبين صديقتي أم راكان منذ حوالي 3 سنوات، كنا نفكر منذ فترة طويلة في كيفية تغيير العادات الشرائية لدينا في البحرين وكيفية تعليم الناس طريقة الاقتصاد في الشراء،اجتمعنا مع بعض الأشخاص لعمل العصف الذهني ووضع الأفكار حول آلية التنفيذ، أردنا إيصال فكرة عمل تدوير للمال للناس بدل من الشراء والتخزين، فلا بد من أن نوصل رسالة صرف المال في الوقت الصحيح والمكان الصحيح، فجاءت فكرة تدوير النعمة بأن تقوم الناس ببيع أغراضها التي لا تستخدمها و»المركونة» في المخزن وشراء الآخرين لها حتى يشاهدوا بأنفسهم أن ما لا يحتاجونه قد يحتاجه غيرهم ، فقررنا بدء الحملة و بدأناها بمسجات عبر البلاك بيري والآيفون لجمع الأغراض وبيعها، والريع يعود لمشاريع خيرية في البلد. تفاعل في التبرع بشكل كبير وحول كيفية التنفيذ تقول: في البداية كنا 7 أشخاص، فأعلنا عن حاجتنا إلى المت؛،عين حتى أصبح العدد خلال يومين فقط 40 شخصاً اصغرهم صبي في التاسعة من عمره وفتاة في 11 من عمرها، فتم الاجتماع بالمتطوعين وعرض الفكرة عليهم ومن ثم الإعلان عنها، بعدها بدأنا باستلام التبرعات والحاجات، تلتها عملية الفرز، التقييم، التسعير، الترتيب والاستعداد للمعرض الذي أقيم في قاعة نادي الشاي حيث استمر العمل أسبوع كامل قبل بدء المعرض، كان العمل يستمر من الصباح حتى المساء دون ملل، تم تحديد مكان لجمع الأغراض وقدم إلينا الناس لتسليمها، ما عدا الأثاث والأمور الكبيرة نذهب لفحصها في المحل واتفقنا مع مع شركة نقليات لحملها كلها في يوم واحد، وخلال المعرض تم تقسيم المتطوعين إلى بائعين، منظمين، مراقبين، وأمين صندوق. وتؤكد مطر التفاعل الكبير الذي حظيت به الحملة من قبل الجمهور، إذ كان حجم الاتصالات كبير بشكل غير متوقع، والتبرعات فاقت التوقع، حيث تم استلام الحاجيات الجديدة الغير مستخدمة والتي لا يحتاج لها أصحابها، وإذا كانت مستعملة فتكون قليلة الاستخدام، تم استلام أثاث وثريات، ولوحات فنية، وكتب، وهدايا وألعاب أطفال، وشنط وأحذية، وأكسسوارات وساعات، وأدوات مطبخ وأدوات كهربائية، وملابس نسائية ورجالية وملابس أطفال، وملابس سهرة وعبايات، مع التأكيد على جودة الحاجات المستلمة، وتقييم المتبرع لسعر الحاجات المتبرع بها، حيث تم بيعهم بمبلغ بسيط فيما يقارب 50? من السعر الأصلي. وتصف الشابة المتطوعة في المشروع دعاء بوعلي بأن معرض تدوير النعمة لقي إقبالاً كثيفاً فاق التوقعات ومن مختلف الفئات العمرية والجنسيات المتنوعة، وحظي باهتمام كل الزوار وخصوصاً السياح الأجانب الذين أشادوا بالفكرة حيث كان لجودة وتنوع المعروضات الدور البارز في زيادة الإقبال على الشراء، إذ بيعت معظم الأغراض، حيث مرت أوقات لم يكن فيها المتطوعين يتمكنون من التحكم في العدد الكبير من الزوار، وتجد أن نجاح المعرض يعود بعد الله عز وجل إلى حماس المتطوعين وإصرارهم على إنجاح الفعالية، إذ كانوا طاقات مشتعلة أنارت المشروع بهمتهم وأفكارهم الراقية، وتم تقديم ريع المعرض كتبرع إلى جمعية رعاية حفظ القرآن الكريم. من أجل دعم الشباب شجع نجاح الفكرة الجميع على مواصلة العمل في هذا المشروع الخيري الذي ينصب في خدمة ودعم المشاريع الشبابية الأخرى، أما الخطوات المسقبلية فتقول بوعلي: سنخطو نحو الاستمرارية، ونأمل بأن نصل بفكرة المشروع إلى دول الخليج ومن ثم الدول العربية، ونطمح أن يساهم المشروع في إعداد برامج توعية للشباب وأسرهم في الاستهلاك والتوفير ، ومن المشاريع المقبلة مشروع بنك الوقت لاستثمار الوقت وتحويله إلى مدخول إضافي للمتطوعين وغير المتطوعين، كما سنركز في المرحلة القادمة على فئة الشباب والريع سينصب في مجال تدريسهم ومجال البحث العلمي وإنشاء مشاريع تجارية.