كتبت - عايدة البلوشي: هي صغيرة السن، لكن طموحها لم يعيقها عن إثبات حضورها في عالم الأزياء. حيث أوصلت اسم بلدها إلى محافل عالمية، فوضعت بصمتها في عالم الأزياء الجميل. مريم المرباطي خريجة إحدى جامعات ميلانو؛ عاصمة الأزياء والموضة، تستعد لافتتاح معرضها «زبرة العروس» 28 الحالي بفندق بموفنبيك، وتتطلع إلى العالمية. «الوطن» استضافت مريم، وأجرت معها هذا الحوار، حول تجربتها وطموحها الذي لا سقف له... ^ متى كانت البداية؟ - كانت في العام 2008، بتشجيع الأهل. كنت اطّلع باستمرار على عالم الأزياء الجميل. وجاءت فكرة الدراسة صدفة؛ عند ذهابي مع شقيقتي إلى أحد المصممين الأجانب لرؤية فستانها. لكنه لم يعجبها. وعندها اقترحت على المصمم، بعض التعديلات، تغير بسببها مظهر الفستان بشكل كبير. فاندهش المصمم من لمساتي الفنية، وأرشدني إلى ضرورة التحاقي بدراسة هذا المجال لتطوير مهاراتي وصقل موهبتي. وهناك في ميلانو تخصصت في تصميم الأزياء. وعدت فافتتحت أستوديو وورشة للتصميم. وعملي في الأستوديو يقوم على خط الموديلات المواكبة للموضة تلبية لطلبات الزبائن، أما الورشة فهي تضم العمال الذين يقومون بحياكة هذه الموديلات، وإظهارها في أبهى صورة. صغر سني أعاقني ^ هل صادفتك عراقيل في طريق تصميم الأزياء؟ - أي مشروع أو نجاح مُعرض لعراقيل وصعوبات؛ غير أن لذة النجاح تزيل آثار هذه الصعوبات. وأكبر مشكلة واجهتني هي؛ الحصول على سجل تجاري لكوني صغيرة في السن. كذلك ثقة الناس جعلتهم يترددون في قبول تصاميمي؛ لكن عروض الأزياء أزالت ذلك. ^ ما مدى مساحة الإبداع في التصميم؟ - تصميم الأزياء مجال واسع، يمكن الانخراط فيه والإبداع. ومن يدخل مساحاته يدخل عالم الإبداع، ليبدأ التفكير في تقديم المختلف، وطرح أفكار جديدة تواكب العصر الحديث. والبعض يحول القديم إلى جديد. وعلى كل مهتم صقل مواهبه بالاطلاع والدراسة والممارسة وبالسفر أيضاً. الدعم صار إلى الأفضل ^ هل تلمسين دعماً رسمياً لهذا المجال من الإبداع؟ - مملكة البحرين من الدول التي تهتم كثيراً بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتقدم الدعم على مختلف المستويات. وأعتقد أن الدعم في السنوات الأخيرة سار الى الأفضل. ^ ما هو أثر عملك في توجيه حياتك؟ - من الطبيعي أن يكون هناك تأثير، فإن النجاح لا يقتصر على مشروع وعمل. والموازنة بين العمل والدراسة مع الحفاظ على العلاقات الاجتماعية هو في حد ذاته نجاح. لذلك أعتقد أن ترتيب الأولويات في الحياة هو الخيار الأمثل للنجاح. وأؤمن بأن الإنسان يستطيع أن يحقق ما يشاء بالإرادة والإصرار وبتنظيمه أمور حياته. اجتماع الأناقة والكلاسيكية ^ ما الذي يميز تصاميم مريم المرباطي.. وهل تشعر بوجود منافس؟ - لا أشعر بوجود تنافس شديد بين المصممات البحرينيات؛ فلكل واحدة لمساتها الخاصة وما يميزها من أفكار. وما يميزني اجتماع الأناقة بالكلاسيكية، فهما عندي رقم واحد. فإن هناك أشكالاً عدة للموديلات تختلف من حين لآخر، ومن مناسبة إلى أخرى. وهناك كثير من المفردات أستعين بها لتصاميمي منها؛ الذهب واللؤلو. وقد استعنت في إحدى معارضي بموهبتي كرسامة. ^ هل شاركت في معارض محلية وخارجية؟ - شاركت في عديد من المعارض على الصعيد الداخلي والخارجي؛ منها عرض أزياء محلي إلى جانب إحدى المصممات المشهورات، وفي معارض أخرى في دول الخليج. مشروع يحتضن المواهب ^حديثنا عن أهداف مشروعك «بيت مريم»؟ - دشنت هذا المعرض الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة. وقد أسسته بعد جهود كبيرة. وعرضت فيه إبداعاتي وإبداعات مصممات خليجيات. وهو مشروع يجمع تحت سقف واحد تصاميم وإبداعات رواد الأعمال في مجال الموضة، وعلى الخصوص من لا يمتلكون المال؛ لكن لديهم الجرأة والدراية الفنية اللازمين لإطلاق مشاريع خاصة بهم. ^ ومتى يفتتح معرض «زبرة العروس»؟ - أدعو الجميع لحضور معرضي «زبرة العروس» 28 الحالي بفندق الموفمبيك. وقد اخترت اسمه لأنني أرى كل فتاة عروساً، يقدم لها المعرض كل ما تحتاجه من ملابس وإكسسوارات وعطورات. فهو مختلف؛ يشمل صالوناً صغيراً، وجلسة عربية وأشياء أخرى. كما يضم إبداعات مواهب بحرينية، اخترتها بعدما تأمل. وستحضره جمعيات خيرية تتلقى الدعم. ^ ولماذا هذا الاهتمام بالمواهب؟ - لأنني أشعر بضرورة دعم هذه المواهب؛ لكي تكبر وتصنع لنفسها فرصاً. وأتمنى على المسؤولين التواجد في المعرض، ودعم هذه المواهب. فهذه النوعية من المعارض تدعم الاقتصاد. وقريباً إن شاء الله؛ سيكون لدي معرض في لندن. إذ أطمح إلى العالمية. تضاعف الاهتمام بتصميم الأزياء ^ وكيف ترين مستقبل تصميم الأزياء؟ - من الواضح أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل المجتمع البحريني. والبحرينية تحرص على اختيار تصاميم ذات ذوق على درجة عالية من الأناقة. ومن الواضح أيضاً وجود تطوّر؛ بدليل ازدياد عدد المهتمين بتصميم الأزياء. وشخصياً أنصح المهتمين بالانخراط في هذا المجال.