حذيفة إبراهيمقال رئيس تجمع الوحدة الوطنية د.عبداللطيف آل محمود إن المخططات الأمريكية تقاطعت مع الرغبة في التوسع والهيمنة الإيرانية من جديد، وأصبح هناك تنسيق مشترك بين الولايات المتحدة وإيران والكيان الصهيوني لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد.وأضاف، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الثاني للاتحاد الخليجي بعنوان «الاتحاد الخليجي .. مستقبل ومصير»، والذي ينعقد تحت رعاية جلالة الملك المفدى، أن هناك صعوداً لليمين المتطرف في الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس بوش الابن، ونرى الآن فوز الرئيس الجديد ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة دليلاً على تصاعد اليمين المتطرف، ومثل ذلك نرى اليمين المتطرف في أوروبا التي تشهد هي الأخرى فوز الأحزاب اليمينية التي تتعامل بأسلوب عنصري مع شعوب العالم، وهو ما يؤكد الخطورة التي تتعرض لها أمتنا العربية عموماً والخليج العربي خصوصاً الذي يحوي أكبر احتياطي نفط عالمي يبلغ 496 مليار برميل، وثاني أكبر احتياطي غاز عالمياً يقدر بـ 42 ألف مليار متر مكعب، كما يبلغ حجم الفائض التجاري 385 مليار دولار.وأشار إلى وجود تحولات كبرى على المستوى الدولي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم، فعملت على تغيير رسم الخارطة العالمية بما يحقق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية في العالم، فخططت لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي وضعته المخابرات الأمريكية لأجل تقسيم الوطن العربي وإضعافه وتحويله إلى دويلات ضعيفة تحت سيطرة الكيان الصهيوني والنظام الإيراني، وما احتلال العراق وحَلُّ جيشه وتسليمُه للنظام الإيراني وتفكك الجيش السوري وكذلك الليبي والعمل على ضرب الجيش المصري إلا تنفيذ لمشروع التقسيم.وتابع أنه نعقد المؤتمر لأجل أن نوصل صوت رجل الشارع في هذا التوقيت بالتحديد إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين سيجتمعون في البحرين الشهر القادم مؤكدين على ضرورة الدفع قدماً لإقامة الاتحاد لدول مجلس التعاون في مجالاته المتعددة، إضافة إلى استنهاض شعب الخليج العربي والقيادات الفكرية والمجتمعية للتأكيد على الاتحاد الخليجي من الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، فضلاً عن أهمية مواجهة التحديات الأمنية الراهنة وتعزيز التحالف العربي الإسلامي للمحافظة على سيادة الدول واستقرارها”.وقال إنه يطيب لي باسم تجمع الوحدة الوطنية أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على تشريفنا بوضع المؤتمر تحت رعاية جلالته الكريمة، والذي يعبر عن وعي وإدراك بأهمية الاتحاد الخليجي لدول مجلس التعاون الخليجي، فلقد عرفناه قائداً يحب الخير لمملكته وللعالم أجمع وعلى الأخص دول مجلس التعاون الخليجي عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ..»أَوْ قَالَ لِجَارِهِ».. مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» وقد أخذ جلالته بالروايتين فجعل حبه لجاره كحبه لأخيه.وأضاف إن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية في غاية الخطورة والتعقيد، فعلى المستوى الإقليمي شهدت منطقة الخليج العربي وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية ثلاث حروب، الحرب الإيرانية العراقية 1980 - 1988، وحرب تحرير الكويت عام 1991 وحرب احتلال العراق عام 2003، والتي استطاعت دول مجلس التعاون تجاوزها بكفاءة واقتدار. وبيّن أن شهية النظام الإيراني زادت بعد الثورة الإيرانية عام 1979 للتوسع على حساب الدول العربية، من خلال زيادة وتعميق الصراعات الطائفية في الوطن العربي بتجييش أتباعها في الدول العربية لإثارة القلاقل والفتن، والعمل على تطوير سلاحها النووي في الجانب العسكري بهدف تشكيل قوة تهديد لدول المنطقة التي طالبت بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي بما فيها الكيان الصهيوني لما يسببه مثل هذا السلاح من أخطار أمنية واستراتيجية وبيئية.وأشار إلى أن الاتفاق بين دول 5+1 وإيران أجل فقط إنتاج السلاح النووي الإيراني لمدة 10 سنوات لتبقى المنطقة مفتوحة لسباق نووي في الحاضر والمستقبل وما يشكله ذلك من مخاطر على المنطقة. وأكد أن المنطقة العربية تشهد بعد ما سمي بالربيع العربي العديد من الحروب الداخلية كما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ففي هذه الدول تنامى الإرهاب إلى درجة بات يشكل تهديداً خطيراً لمنطقة الخليج العربي، وما تواجد تنظيم داعش في هذه الدول إلا دليلاً على تنفيذ الأجندة الإيرانية الأمريكية اللتين تمدانه بالمال والسلاح والرجال والدعم اللوجستي في خطوة يراد من خلالها زج دول مجلس التعاون في هذا الأزمة بينما هي أكبر المتضررين من وجود هذا التنظيم الإرهابي. وقال إن الصورة الشاملة التي تثبتها وتؤكدها الأحداث بشكل يومي في كل الدول العربية التي تشهد فتناً واضطراباتٍ لَتؤكد بأن الخطر الداهم ليس لدولة واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي، بل كلها مقصودة ولكن على مراحل، وأن الخطر لا يعني جيلنا الحاضر بل يعني الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا ومن بعدهم، وليس من طريق لمواجهة هذه الأخطار سوى طريق واحد وهو ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين في القمة الثانية والثلاثين التي انعقدت بالرياض في 19 ديسمبر عام 2011 عندما وجه خطابه لقيادات دولنا السياسية طالباً التحول من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد لحماية الشعوب والأوطان، وما أعلنه جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في 16 ديسمبر 2013 بأن البحرين على استعداد لإعلان الاتحاد فوراً والدعوة لمؤتمر قمة استثنائي لهذا الغرض.وتابع لسنا بحاجة لتعداد الفوائد الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية لدول مجلس التعاون فهذا ما سوف تتعرض له الأوراق المقدمة أمامكم في هذا المؤتمر، وأنا سأوجه رسالتين من هذا المنبر.وقال إن الرسالة الأولى إلى قياداتنا السياسية بدول مجلس التعاون الخليجي، فإننا نناشدكم أن تقفوا صفاً واحداً وتدفعوا ما استطعتم للبدء في تشكيل اتحاد بين أي دولتين أو أكثر ويبقى الباب مفتوحاً لمن يريد أن ينضم إليه في الوقت الذي يراه مناسباً وذلك تحقيقاً لما ورد في النظام الأساسي لمجلس التعاون في ديباجته ومادته الرابعة تحت بند الأهداف التي تقول: «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها».وأضاف أن شعبنا واحد لغة وتاريخاً وثقافة وأملاً وتواصلاً وترابطاً عائلياً وهو أمانة في أعناقكم وعلينا نصرتكم ورصّ صفوفنا مع توجهاتكم الوحدوية، ونذكر أنفسنا ونذكركم وبنداء الله عزّ وجلّ لجميع المسلمين «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».وبيّن أن الرسالة الثانية لشعب الخليج العربي حيث أنهم مسؤولون عن الدفع والمساعدة في اتجاه الاتحاد الخليجي والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة بما يحفظ الأوطان وشعب دول مجلس التعاون الخليجي والأجيال القادمة. وأشار إلى أن تجمع الوحدة الوطنية وضع وثيقة المطالبة بالاتحاد الخليجي بين يدي مؤسسات المجتمع المدني وكذلك لكل أفراد الشعب الخليجي على الرابط الإلكتروني، وهذه مسؤوليتهم للتعبير عن تأييدهم للمضي في الاتحاد قدماً. ووجه شكره لكل من ساند لإقامة المؤتمر ولجميع الإخوة والأخوات في تجمع الوحدة الوطنية والمتعاونين معه الذين تابعوا إقامة هذا المؤتمر منذ أن كان فكرة إلى أن أصبح واقعاً اليوم وهم كثيرون وعلى رأسهم أعضاء اللجنة العليا للمؤتمر وبقية اللجان المنظمة والإخوة والأخوات العاملين في التجمع، كما أعرب عن شكره لرجال الإعلام المرئي والمقروء والمسموع وقنوات التلفزة التي حرصت على نقل فعاليات المؤتمر وللمنظمين والتنفيذيين وللمغردين على وسائل التواصل الاجتماعي وللمشاركين في التوقيع على وثيقتي المطالبة الشعبية لقادة دولنا من المؤسسات والأفراد، ولكل من ساهم في نجاح المؤتمر، ولكم جميعاً أيها الحاضرون.