تمكن فريق تشيلسي الإنجليزي من التغلب على برشلونة الإسباني بهدف دون رد لحساب ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. على الرغم من حصول البرسا على نسبة حيازة على الكرة بلغت 72%، إلا أن رجال دي ماتيو نجحوا في مسعاهم وحصلوا على أسبقية مهمة قبل موقعة الكامب نو يوم الثلاثاء المقبل. 1- الأرض والجمهور لعب عاملا الأرض والجمهور في مصلحة تشيلسي أمام برشلونة الذي يعاني هذا الموسم كلما يسافر، فالبرسا خسر العديد من النقاط خارج أرضه في الليغا وفشل على سبيل المثال في التسجيل ضد فريق ميلان في سان سيرو في ربع النهائي رغم السيطرة الميدانية شبه الكاملة للبلاوجرانا في تلك المباراة. مساحة الملعب المتغيرة كذلك أثرت على تيكي تاكا برشلونة الذي يكون أقوى بوضوح على ملعبه وبين أنصاره وبالتأكيد هو قادر على قلب المعطيات والتأهل على حساب الفريق الإنجليزي الوحيد المتبقي في نسخة هذا الموسم من دوري الأبطال ولكن بشرط إيجاد حلول لاختراق كاتناتشيو دي ماتيو !. كذلك جمهور البلوز ساهم في تحفيز فريقه المتأهب من الأصل للثأر من برشلونة بعد أن أُقصي على يديه في نسخة 2009. 2- انتهاج الأسلوب الأمثل لمواجهة برشلونة لا يمكن لأي فريق في العالم مهما بلغت قوته أن يتفوق على برشلونة إلا بانتهاج طريقة لعب دفاعية مع استغلال الهجمات المرتدة بأفضل كفاءة ممكنة وهو ما فعله تشيلسي في مباراة اليوم ونفذ لاعبوه هذا التكتيك بشكل ولا أروع. تميُّز برشلونة في وسط ميدانه بوجود تشافي وأنييستا وانسجامهما الرهيب مع النجم ميسي يحتم على الفريق المنافس أن يلعب بجدارين دفاعيين لإيقاف الليو ورفاقه ومنعهم من خلق هجمات كثيرة على المرمى. 3- تألق دروغبا والعامل النفسي لعب ديديه دروغبا مباراة كبيرة بأتم معنى الكلمة أمام برشلونة واستحق الحصول على لقب الرجل الرائع في اختيارات زميلي أحمد عطا، حيث أرهب الإيفواري دفاعات برشلونة رغم قلة هجمات فريقه ولعب بروح كبيرة جداً دفعت جميع زملائه لتقديم أقصى ما لديهم أمام العملاق الكتالاني. 4- جوارديولا وحسابات الكلاسيكو بيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة كان أسوأ ما في قمة البريدج، الفيلسوف بدأ المباراة بتشكيلة جيدة ولكنه لم ينبه لاعبيه إلى التكتيك الهجومي الذي ينوي تشيلسي الاعتماد عليه وهو لعب الكرة لراميريس في المساحة على الرواق الأيسر واستغلال تقدم ألفيش. كان لا بد أن يثبت ألفيش في مكانه للسيطرة على راميريس وإحباط مخطط تشيلسي أو أن يقوم بويول بالتواجد دائماً مكان ألفيش للتغطية خلفه مع سيطرة ماسكيرانو وأدريانو أو بوسكتس على دروجبا وهو ما لم يحدث في لقطة هدف دروجبا !. جوارديولا لم يرغب في أن يفقد لاعبوه الكثير من مخزونهم البدني قبل الكلاسيكو، ولكن مع تقدم تشيلسي في النتيجة وفي ظل الأفضلية الكاسحة للبرسا على مستوى الاستحواذ، كان عليه أن يغامر بالدفع بورقة هجومية على حساب أحد لاعبي الوسط وليكن فابريجاس الذي أهدر فرصتين للتسجيل برعونة شديدة. خسارة 1 مقابل صفر ليست نتيجة سيئة بالنسبة لبرشلونة وهو قادر على التعويض على ملعبه، ولكن كان يتعين على البرسا استغلال تفوقه على مستوى الحيازة وترجمته إلى هدف يسهل من مهمة الفريق الكتالاني في الإياب. 5- رعونة عناصر برشلونة لم تكن عناصر برشلونة في أفضل حالاتها الليلة، ميسي تحرك كثيراً ولعب دوراً مميزاً على مستوى صناعة اللعب ولكننا لم نشاهد ميسي الاعتيادي مثلما لم نجد رونالدو الاعتيادي في موقعة أليانز أرينا، حيث يبدو أن الثنائي يولي اهتمامه بشكل كبير لكلاسيكو الأرض مساء السبت المقبل. اللاعب سيسك فابريجاس أيضاً لعب دوراً مهماً في صناعة اللعب وأهدى كرة ممتازة لأليكسيس لم يُحسن استثمارها كما يجب، ولكنه أهدر فرصتين للتهديف برعونة كبيرة خصوصاً الكرة التي أخرجها آشلي كول قبل أن تدخل المرمى بياردات قليلة، والتي كان من الممكن أن تقلب الأمور رأساً على عقب في هذه المقابلة.