أعلنت وزارة الاقتصاد الإماراتية أن دول الخليج تدرس مقترح زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 15% بدلاً من 5%، وذلك لحماية منتجيها من الواردات الرخيصة والرديئة في أسواقها.
ونقلت "رويترز"، عن وكيل وزارة الاقتصاد الإماراتية لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، عبد الله آل صالح، الاثنين، قوله: إن "هناك اقتراحاً مطروحاً وأعضاء مجلس التعاون الخليجي يدرسونه. الأمل في أن يتوصلوا إلى اتفاق لا بشأن حماية السوق؛ بل حماية المنافسة العادلة في السوق".
وأضاف المسؤول الإماراتي أن "بعض الدول الخليجية لديها نطاق يسمح لها بزيادة الرسوم الجمركية إلى 15%، والإمارات مستعدة لزيادة الرسوم إلى هذا المستوى من مستواها الحالي البالغ 5%"، مشيراً إلى قرب موعد القرار.
وقال: إن "الإمارات قد تشكو الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية بسبب رسوم مكافحة إغراق مفروضة على أنابيب الصلب".
وكانت لجنة التجارة الدولية الأمريكية قد أعلنت الجمعة الماضي اتخاذها إجراءات ضد الإمارات وسلطنة عمان وباكستان فيما يتعلق بأنابيب الصلب الكربوني الملحومة حلزونياً بعد أن خلص تحقيق لوزارة التجارة الأمريكية إلى أنه يجري بيعها في الولايات المتحدة بأسعار تقل عن قيمتها العادلة؛ إذ تُستخدم تلك الأنابيب في رشاشات الحدائق والأسوار وأنظمة السباكة.
وأضاف المسؤول الإماراتي: "إذا لم يفلح هذا، فإننا -ونحن لم نقرر ذلك بعد- قد يكون لدينا خيار آخر بالمضي عبر قناة منظمة التجارة العالمية. يعتمد ذلك على القضية وما لدينا من أدلة. لكننا نعتقد أننا لم نتخذ أي إجراء ينجم عنه إغراق في السوق الأمريكية أو الإضرار بها".
وذكر أن القطاع لا يتلقى أي دعم من الحكومة بما يدعم حجته بأنه لم يقم بأي ممارسات غير عادلة بخصوص التجارة العالمية. وهناك بالفعل توترات مماثلة بين شركات الطيران الأمريكية ونظيرتها الخليجية، بما في ذلك شركتا "طيران الإمارات" ومقرها دبي و"الاتحاد للطيران" ومقرها أبوظبي.
وبدأت التحقيقات الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وذلك عقب شكوى من أربع شركات أمريكية؛ اثنتان منها في ميسوري، وواحدة في إلينوي، والرابعة في كاليفورنيا.
وأظهرت أرقام رابطة الصلب العالمية، الاثنين، ارتفاع إنتاج الصلب الخام العالمي 3.3% إلى 137 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مقارنة بالفترة ذاتها قبل عام.
وارتفع إنتاج الصلب الخام في الصين، أكبر منتج ومستهلك له في العالم، 4% عن أكتوبر/ تشرين الأول 2015 إلى 68.5 ملايين طن.
وانخفضت أسعار الصلب العالمية في الوقت الذي أغرق فيه المنتجون الصينيون، الذين يسهمون بنحو نصف إنتاج الصلب العالمي، أسواق التصدير بما أثار احتجاجات وشكاوى بشأن مكافحة الإغراق من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما.
وعادة ما تُبقي دول الخليج الرسوم الجمركية على الصلب منخفضة لتيسير ازدهار نشاط البناء المحلي، لكن قطاع التشييد -وخصوصاً في السعودية- يعاني منذ بدأت أسعار النفط في الانخفاض منتصف 2014 بما قلص الميزانيات الحكومية المخصصة لمشروعات البنية التحتية الكبرى.