أكد معالي رئيس مجلس النواب السيد أحمد بن ابراهيم الملا على تعزيز التعاون مع المؤسسات التشريعية في دول مجلس التعاون الخليجي ودفع العمل البرلماني إلى آفاق أرحب، مشددا على ضرورة تضافر الجهود الخليجية فيما يصب في مصلحة دول المنطقة ويحافظ على أمنها واستقرارها لاسيما في ظل التحديات الراهنة.

وأشار في لقاء خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنــا) إلى دعم المواقف والجهود المبذولة من المملكة العربية السعودية والتحالف العربي الذي تقوده في محاربة الإرهاب وتكريس الأمن والاستقرار في المنطقة، ودعم الشرعية في اليمن، ورفض الاعتداء الإرهابي على مكة المكرمة.
ولفت إلى أن الاجتماع العاشر للمجالس التشريعية الخليجية يجسد العلاقات الأخوية والعمق التاريخي الذي يربط بين دول مجلس التعاون الخليجي فضلا عن وحدة الهدف والمصير المشترك الذي يجمعنا دولا وقادة وشعوبا، معربا عن تمنياته بأن يسطر الاجتماع صورا جديدة من صور التلاحم ويدفع لتكليل الجهود بقيام الاتحاد الخليجي الذي بات مطلبا لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.

وفيما يلي نص اللقاء:


* ينعقد اجتماع رؤساء المجالس التشريعية قبل انعقاد قمة قادة دول التعاون الخليجي المقرر عقده في مملكة البحرين، فهل سيتم رفع توصيات اجتماعكم للقادة في اجتماعهم المقبل؟
- اجتماعاتنا الدورية تحضى برعاية ودعم من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وجلالة الملك المفدى يحرص على تعزيز التعاون والتكامل البرلماني الخليجي، وبالتأكيد سيتم عرض نتائج اجتماعنا الدوري للقادة الكرام عبر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.

* كيف ترون عقد الاجتماع العاشر للمجالس الخليجية؟
- نرحب بأصحاب المعالي والسعادة رؤساء المجالس التشريعية الخليجية والوفود المرافقة المشاركة في الاجتماع الدوري العاشر في مملكة البحرين. ونؤكد بأن العلاقات الأخوية والتاريخية، والهدف والمصير المشترك، الذي يربط دول مجلس التعاون الخليجي كبير، وطموحاتنا أكبر، من أجل أوطاننا وشعوبنا ومستقبلنا، وبفضل حكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة الدول الخليجية. ويأتي اجتماعنا هذا في ظل ظروف اقتصادية استثنائية وتطورات سياسية معقدة، الأمر الذي يستوجب منا كمجالس تشريعية دعم وحماية المسيرة الخليجية المشتركة، وضمان المستقبل الأمن لنا جميعا.

* ما هو موقف المجالس الخليجية من الأحداث في المنطقة، وخصوصا اليمن؟
- نؤكد وقوفنا ودعمنا مع المملكة العربية السعودية في قيادتها للتحالف العربي في محاربة الإرهاب وجماعة الحوثيين ومن يساندها من جهات معروفة، ورفض الإعتداء الإرهابي على مكة المكرمة، ونحن مع الموقف الخليجي والعربي وقرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن..كما أن الموقف الخليجي متطابق ومتناسق في كافة القضايا والمواضيع التي تشهدها المنطقة، وأن المبادرات والتحركات الخليجية، تجاه كافة المستجدات والأحداث هي موقف واحد، ولها منا كمجالس تشريعية كل الدعم والتأييد.

* الإجتماع الحالي شهد مشاركة نائب رئيس مجلس النواب اليمني، فما السبب وما هي الرسالة التي تودون إيصالها كمجالس خليجية؟
- ما يتميز به اجتماعنا هذه المرة مشاركة سعادة الأخ محمد علي الشدادي نائب رئيس مجلس النواب بالجمهورية اليمنية الشقيقة، تأكيدا للموقف الخليجي في دعم الشرعية في جمهورية اليمن الشقيقة.

* الاجتماع الحالي يشهد غياب مجلس الأمة الكويتي، ألم يكن من الأفضل تأجيل عقد الاجتماع لحين استكمال انتخابات مجلس الأمة الكويتي؟
- مجلس الأمة الكويتي متواجد معنا ونتشرف بحضوره بيننا، من خلال ممثله سعادة الأمين العام لمجلس الأمة السيد علام الكندري، فالكويت جزء منا ونحن جزء منها، وهذا أمر معمول به وفقا لإجراءات ولائحة العمل البرلماني الخليجي، وموعد الاجتماع الحالي تم التوافق عليه من الجميع منذ العام الماضي، وبلا شك أن نتائج وتوصيات الاجتماع سيتم إحالتها لجميع المجالس ومنها مجلس الأمة الكويتي، الذي نتمنى له التوفيق والنجاح في العملية الانتخابية المقبلة.

* هل لدى المجالس الخليجية موقف وتحرك مع قانون "جاستا"؟
- التعامل مع قانون جاستا هو أحد المواضيع التي ستناقش في الاجتماع وبحث الآثار المترتبة على مخالفة القانون الدولي ومبادئه واختراق سيادة الدول، وسيتم تكليف دولة الرئاسة "مملكة البحرين" بوضع تصور لهذا الأمر وعرضه على أصحاب المعالي رؤساء المجالس لتنفيذه في المرحلة المقبلة.

* ما هي أبرز المواضيع التي سيناقشها الاجتماع العاشر؟
- سيتم خلال الاجتماع تعزيز وتفعيل التعاون على مستوى المجالس والأمانات العامة، وتنسيق المواقف في المحافل البرلمانية الدولية.. كما سيتم خلال الاجتماع بحث ومناقشة تقرير الاجتماع السابق وتقرير حول مسيرة العمل الخليجي البرلماني المشترك وموضوع (الآثار المترتبة على مخالفة القانون الدولي ومبادئه واختراق سيادة الدول "قانون جاستا" إنموذجا)، وتكليف دولة رئاسة الاجتماع الحالي لتنظيم فعالية بهذا الخصوص.. واللجنة الخليجية المعنية بتعزيز التعاون مع البرلمان الأوروبي.. والشبكة المعلوماتية الخليجية المشتركة مواجهة خطر الإرهاب والمنظمات الإرهابية.

* ما هي رؤيتكم لتفعيل الدبلوماسية البرلمانية الخليجية؟
- تفعيلا لدور الدبلوماسية البرلمانية الخليجية فقد تقرر استمرار اللجنة المعنية بتعزيز التعاون مع البرلمان الأوروبي، وسيتم تعزيز التعاون مع العديد من البرلمانات وخاصة في أمريكا الجنوبية، وسنعزز التواصل مع الكونجرس الأمريكي، الى جانب تنسيق المواقف الخليجية في المحافل الدولية، وهذا ما نحرص عليه دائما في مشاركاتنا الخارجية في عقد اجتماع برلماني خليجي مشترك.

* في ظل التحديات الاقتصادية والتطورات السياسية وتطلع المواطن الخليجي إلى دور أكبر للمجالس التشريعية، ما هو تصورك أمام ذلك؟
- إن شعوبنا الخليجية، وفي ظل التطورات والتحديات الإستثنائية التي تمر بها كل دول المنطقة، شهدت عدداً من الإجراءات والمبادرات المتعلقة بالشأن المعيشي والاقتصادي، الرامية لتحسين الأوضاع، والإعداد اللازم للمستقبل الواعد، واثقين كل الثقة بأن الشعب الخليجي المخلص، يقف دائما مع قياداته، ويتفهم ظروف بلاده، للحفاظ على الوحدة الوطنية، وتعزيز المستقبل الآمن للأجيال القادمة.

* رغم مسيرة عمل مجلس التعاون الخليجي التي فاقت الثلاثين عاما، ومسيرة اجتماعات المجالس التشريعية طوال السنوات الماضية، إلا أن المواطن الخليجي لا يزال غير راض بما تحقق؟
- نتفهم وندعم تطلعات وآمال الشعوب الخليجية نحو تعزيز التعاون والإنتقال إلى مرحلة الإتحاد الخليجي، وهناك العديد من الإجراءات التي تم تنفيذها على أرض الواقع بهذا الخصوص، وما تشهده المنطقة من تطورات، وما تقوم به الدول الخليجية من مشاريع مشتركة في كافة المجالات هو تأكيد لروح التعاون والتفاهم والتكامل.

* ما هو موقف المجالس التشريعية الخليجية من "الإتحاد الخليجي"؟
- الانتقال من مرحلة التعاون الخليجي إلى مرحلة الإتحاد الخليجي أمر ضروري وهدف استراتيجي، قد يأخذ بعض الوقت للدراسة والبحث والمناقشة، كي يتحقق بصورة شاملة تحقق ما يتطلع له الجميع من خير ونماء وقوة لدولنا وشعوبنا، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات وتحديات، ونحن في المجالس التشريعية جزء من مؤسسات المنظومة الخليجية، وندعم كافة التصورات والمرئيات في تنفيذ مشروع الإتحاد الخليجي، ووفقا لما يراه قادة الدول الكرام.

* وماذا عن التطورات الجارية في العراق؟
- العراق جزء أصيل من الأمة العربية، ويقلقنا ما يحصل وما يصدر من بعض الجهات، إلا أننا على ثقة بأن العراق العربي قادر على تجاوز التحديات وتعزيز العلاقة مع الدول الخليجية ورفض أي محاولات تسعى لتعكير صفو العلاقة.

* وماذا عن التطورات الحاصلة في سوريا؟
- نتابع عن كثب ما يحصل في سوريا الشقيقة، ويؤلمنا ما يقع من أحداث وعمليات، ونحن مع الجهود العربية والدولية لإحلال السلام واحترام خيار الشعب السوري. ولقد ساهمت مملكة البحرين مع أشقاءها في رعاية النازحين السوريين، ونأمل أن يعود الأمن والإستقرار لسوريا الشقيقة.

* كيف ترون العلاقة مع إيران والإتفاق النووي؟
- دول المنظومة الخليجية تؤكد دائما على احترام حسن الجوار وسيادة الدول، ورفض التدخلات الخارجية، ودعم الجماعات الإرهابية، وندعو الجارة إيران لإحترام هذا الأمر، وتحسين علاقتها مع الدول الخليجية والعربية. أما الإتفاق النووي فنحن مع كل أمر لا يهدد أمن دولنا واستقرارها.

* كيف ترون مستقبل الأوضاع في اليمن؟
- ما يقوم به التحالف العربي من عمليات الحزم وإعادة الأمل، وإغاثة إنسانية، له منا كل الدعم، ونقف مع الشرعية اليمنية، واحترام القرار الدولي، ونرفض الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الحوثية المسلحة ومن يقف معها، ونحن على ثقة بأن الشعب اليمني قادر على بناء مستقبله الآمن، ونتمنى نجاح الجهود العربية والدولية، لأن اليمن جزء هام ومؤثر في المنطقة.

* هل هناك من رسالة تود أن توجهها للمشاركين في الاجتماع العاشر؟
- أتقدم بالشكر والتقدير لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء المجالس الخليجية، على جهودهم في دعم مسير العمل البرلماني الخليجي، والشكر موصول لمعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف الزياني، وكافة الأخوة في الأمانة العامة لمجلسي النواب والشورى، على جهودهم المتميزة في نجاح هذا الاجتماع.