^  صدر عن الأمم المتحدة قبل فترة وجيزة تقرير يتعلّق بالسعادة البشرية في مختلف دول العالم، حيث يوضِّح التقرير كيف ينظر الإنسان إلى أسلوب حياته، ويحدِّد مدى شعوره بالسعادة، وقد وجد التقرير أن البلدان السعيدة تتميّز بغناها من حيث حجم الثروات الطبيعية والاقتصادية والبشرية المتوفِّرة فيها، ومع ذلك ثمة عوامل أخرى أكثر أهميّة من الدّخل المالي تؤثّر على مدى السعادة في هذا البلد أو ذاك، ومن بينها التكافل الاجتماعي، وانعدام الفساد، والحرية الفردية. كما يشير التقرير إلى أنّ الشعور بالأمان، وسيادة العلاقات الإنسانية في مكان العمل، يبعثان رضا عن الذات أكثر ممّا يبعثه المرتّب الذي يتقاضاه الفرد، زد على ذلك أنّ التعامل باللطف والرحمة بين البشر، والابتعاد عن الفظاظة والعنف، يبعث السعادة في نفوسهم. ومن النتائج الهامة التي توصّل إليها تقرير الأمم المتحدة أن الحياة العائلية المطمئنّة، وتوافر فرص الزواج، يمثلان عامليّن أساسييّن في تكوين سعادة الأهل والأبناء، ومع ذلك تبيّن أن النساء في الدول المتقدّمة أقلّ سعادةً من الرّجال، بينما لا يظهر مثل هذا الفرق في الدول الفقيرة. واستناداً إلى التقرير المذكور، فقد تصدّرت الدول الإسكندينافية قائمة الدول الذي يُعتبر سكانها الأكثر سعادة بين شعوب العالم، حيث احتلّت الدنمارك المركز الأوّل بين الدول السعيدة، تلتها فنلندا والنرويج، ثمّ سويسرا والسويد ونيوزيلندا وأستراليا وأيرلندا؛ أما بالنسبة للدول العربية، فقد احتلّت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز السابع عشر، وتم إدراج المملكة العربية السعودية، ودولة والكويت، ودولة قطر، ضمن أول خمسين دولة سعيدة. وهذا يعني أن شعوب الخليج هم أسعد الناس بين نظرائهم العرب، ربما لأن دول الخليج سخرّت إمكاناتها المالية الضخمة في تعمير الدول العربية الفقيرة، وإعانتها على بناء اقتصادها، وتحقيق نهضتها. والكريم يجب أن يكون إنساناً سعيداً، لأنه لا يبخل بتقديم العون للمحتاجين بغرض إسعادهم. غير أن الممثلة السويدية إنجريد بيرجمان (1915-1982)، والتي اعتُبرت حينئذٍ من كبار نجوم السينما الأمريكية، ترى أن السعادة هي الصحّة الجيدة والذاكرة الضعيفة، والمعنى أنه حتى يكون الإنسان سعيداً يجب أن ينسى دوماً أنه يقدِّم المساعدة للناس، وإلا تلاشت محبتهم له، وفقد طعم السعادة