^ تعد حادثة اقتحام إرهابيين مبنى سفارة البحرين في لندن بحق عملاً يتناقض مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، الغريب في الأمر تقاعس السلطات البريطانية بسرعة إنهاء احتلال السفارة ومسؤوليتها القانونية الكاملة في حماية البعثة الدبلوماسية البحرينية، واستمرار هذين الشخصين لمدة يوم كامل فوق المبنى أزالوا خلالها علم المملكة وتعليق صورة متهمين بقلب النظام بالقوة. ما حدث من تعدٍ سافرٍ على سفارتنا في لندن تتحمل كل تبعاته بريطانيا، وعليها اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هذين الإرهابيين بأسرع وقت وهو ما قد يؤثر على علاقات البحرين بالمملكة المتحدة في حال التراخي أو التساهل بهذا الأمر من قبل السلطات هناك، وعليها أن تعيد النظر في ضوابط بمنح اللجوء لمثل هؤلاء الإرهابيين الذين يستغلون حصولهم على الجنسية في تعكير العلاقات بين بريطانيا والبحرين والإضرار بعلاقتهما ومصالحهما التاريخية المشتركة. كان مقتحما السفارة يتحركان وفق تعليمات تصدر إليهما بالهاتف الخلوي من قبل مدبري الحادث والمخططين له عن بُعد سواءً من لندن أو خارجها، وما أن قطع البوليس البريطاني الاتصال عنهم ارتبكا ولم يعرفا ماذا يفعلان وسلما أنفسهما وتم القبض عليهما، ويجب أن يحاكما بتهمة الاعتداء على بعثة دبلوماسية وينالا جزاءهما جراء قيامهما بهذا العمل الجبان. قناة العالم الإيرانية كانت أول من بث خبر حادثة الاقتحام، وكأنها كانت على علم مسبق بهذا الاقتحام أم أن حدس مراسليها الإعلاميين في لندن وسرعتهم في التغطية الحصرية هي السبب، هذا يجعل الشكوك تحول حول تورط جهات إيرانية بهذا الحادث الذي يتنافى والأعراف الدبلوماسية، وهو ما يعطي المملكة الحق في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال هذين الإرهابيين وطلب تسليمهما ليحاكما بموجب القضاء البحريني على اعتبار أنهما يحملان الجنسية البحرينية، فضلاً عن محاكمتهما في بريطانيا لأنهما يحملان أيضاً الجنسية البريطانية. من هنا يجب على السلطات البريطانية تشديد الإجراءات الأمنية حول مبنى سفارتنا في لندن وإظهار ما يستجد في التحقيق مع الإرهابيين بكل شفافية وموضوعية، وأن تعمل على وقف منح أي لجوء لأي بحريني ومنحه الجنسية البريطانية بدون أي أسباب تستدعي ذلك، كما إن على وزارة الخارجية أن تتحرك وبشكل جاد حتى لا يتكرر ما حصل في سفارتنا في لندن، وأن تطلب من جميع دول العالم التي توجد لديها بعثات دبلوماسية بحرينية أن تؤمن الحماية الكافية لها. ما يتداول في الأوساط الشعبية البحرينية أن السلطات البريطانية يبدو أنها كانت متعمدة أن تترك هذين الإرهابيين على سطح مبنى السفارة لأجندات هدفها في المقام الأول سياسي خصوصاً أن المملكة تستعد لاستضافة سباق الفورمولا واحد، وكأنها تريد لفت أنظار وسائل الإعلام العالمية أن تتجه إلى ما حدث في السفارة حتى تبعد الأضواء عن النجاح الذي سيتحقق من السباق والذي سيرسل رسالة مفادها أن الأوضاع في البحرين بخير. ^ همسة.. تساؤلات تحتاج لإجابات؛ لماذا لم يتم استدعاء السفير البريطاني بشأن اقتحام السفارة في لندن؟ ماذا ستفعل المملكة المتحدة فيما لو حدث لسفارتها كالذي حدث لسفارتنا لديهم؟