^ نحن دائماً نعيش تحت مطرقة إرضاء الآخرين وسندان رغباتهم الخاصة، فهناك من يريد أن يرضي أباه في الدراسة الجامعية؛ لذلك فهو لا يدرس المجال الذي يحبه بقدر ما يدرس المجال الذي يرغب به أبوه أو أمه، أو طبيعة الحاجة التي يحتاجها المجتمع. هناك من يريد إرضاء الآخرين، الأصدقاء، الرؤساء في العمل، ولو كان هذا الإرضاء على حساب رغبته الحقيقية والتي يكبتها من أجل ألا يزعل منه أو يغضب هذا أو ذاك من الناس، فبعض الأحيان من أجل أن ترضي الأم أبناءها، تدوس على رغباتها لتحقق ما يريده الأبناء. من هنا نراها تعيش حالة صراع داخلي لا يمكن أن تتخلص منه حتى في أواخر عمرها. إرضاء الآخرين؛ هو نوع من أنواع المرض سببه الخوف من زعل الآخرين، أو الخوف من جرحهم، إن لم يلب رغباتهم. تلبية رغبات الآخرين، دون إشباع رغباتك الخاصة، يقودك إلى الضياع النفسي، بالتالي الضياع الروحي. في كتاب مرض إرضاء الآخرين (هارييت بريكير) أمريكا 2001، والذي لخصته بعض مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، نقرأ مجموعة من الأفكار المهمة التي علينا الاستفادة منها في حياتنا، من أجل أن نكون أقوياء في مواجهة الظروف اليومية التي يمر بها إي إنسان. ومن هذه الأفكار: 1- إذا كان تركيزك كبيراً لإرضاء الآخرين ومؤثراً على تلبية احتياجاتك الشخصية فأنت تعاني من مرض إرضاء الآخرين. 2- يعتقد هؤلاء الساعون إلى إرضاء الآخرين أنهم -بمعاملتهم المتنازلة للجميع- سيحصلون في المقابل على الحب وسيتفادون الرفض، والانتقاد، وإثارة الغضب، أو الحساسيات الشخصية. 3- إن التعوّد على إرضاء الآخرين على حساب الشخص ذاته يجعل عمليات التفكير السليمة تتأثّر بالسلب. 4- العديد من الساعين إلى إرضاء الآخرين يتصرفون كذلك لأنهم يحتاجون إلى قبول الآخرين بشدة لهم. 5- البداية تتمثّل في مواجهة مشاعر الخوف من الخلاف لديك، والاعتمادية الزائدة على آراء الغير حول شخصيتك. 6- يجب أن تتعلّم إدارة الغضب، ومهارات زيادة الاعتداد بالذات والاستقلالية عن الآخرين في القول والعمل. 7- يفيدك جداً أن تقرأ حول مهارات التواصل مع الآخرين وخصوصاً الجوانب الخاصة بالحزم واتخاذ القرارات. 8- حضّر المقترح البديل دائماً عندما يتقدم إليك أحدهم بطلب لا تود تلبيته، وأخبره صراحة بأن الطلب ليس مناسباً. 9- في البداية ستشعر بعدم الراحة وهذا طبيعي لأنك لم تتعوّد على ذلك، ومع الوقت ستتقن العادة إن شاء الله. 10- اعلم في الأخير أنه ما من شيء سيتغير في حياتك ما لم تغيّره أنت بنفسك، فإنه التغيير للأفضل . إن مثل هذه الأفكار وغيرها، لا بد وإن تعلمنا، ضرورة التأكيد الدائم، على عدم إيذاء مشاعر الآخرين، لكن ليس على حساب مشاعرنا، فكل إنسان منا، يعيش حياته، كل إنسان مسؤول عن أفكاره الخاصة. الحياة كلها رحلة بحث عن الذات، والوصول إلى مدينة إرضاء الذات، الحلم الإنساني، لذلك عليك ألا تخون نفسك بإرضاء الآخرين على حساب تطلعاتك الروحية. خصوصاً وكلنا نعرف أن إرضاء الآخرين غاية لا تدرك. ارضِ نفسك أولاً وسيرضى عنك الله والآخرون أيضاً بعد ذلك، إن كنت راضياً عن دورك في الحياة، راضياً عن مهمتك الأرضية التي خلقت من أجل إنجازها، ثق أن كل الأشخاص والظروف والأحداث ستعمل معك لتنفيذ ما خلقت من أجله وتصل إلى ما تحلم
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}