افتتح معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بالمنامة اليوم أعمال الدورة الـ141 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون التحضيرية للقمة الخليجية السابعة والثلاثين التي ستعقد في شهر ديسمبر المقبل بمملكة البحرين.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب معالي وزير الخارجية بأصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون، موضحًا معاليه أن الاجتماع يهدف إلى استعراض المواضيع المرفوعة من قبل اللجان الوزارية والتي تمثل جدول الأعمال للمجلس الأعلى في دورته المقبلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها من الموضوعات المرتبطة بجهود دول مجلس التعاون في ترسيخ الأمن والسلم في المنطقة، بما يضمن لجميع دولها وحدتها وسلامتها ويحقق لشعوبها التنمية والرخاء ويدفع المنطقة لمرحلة أكثر أمنًا، ترتكز إلى احترام سيادة الدول وتبادل المنافع والمصالح المشتركة والتعاون البناء بين الجميع.
وأعرب معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عن ثقته بأن الاجتماع سيسهم في تحديد الاولويات واستشراف الرؤى وصولا الى تصور شامل لمقتضيات المرحلة القادمة، بما يرتقي لما يصبو إليه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون حفظهم الله، لتحقيق المنعة والقوة لدولنا والرفعة في كافة المجالات للوصول الى الاهداف النبيلة في الحياة الفضلى لشعوبنا وتعميق دور مجلس التعاون، الذي بات أحد أهم وأنجح التجمعات الاقليمية المؤثرة والفاعلة بفضل حكمة قادتنا الذين يسعون للتكامل والاتحاد وبالشكل الذي يليق بتاريخ دولنا ومقدراتها وبما يوفر اسباب التصدي لكل محاولات التدخل في شؤوننا الداخلية والنيل من منجزاتنا وامننا واستقرارنا .
وبحث الاجتماع الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة التحضيرية بما في ذلك تقرير الأمانة العامة حول ما تم تنفيذه بشأن قرارات مقام المجلس الأعلى، والمجلس الوزاري، وما تم إنجازه في إطار تحقيق التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك ، بالإضافة إلى التقارير والتوصيات المرفوعة من قبل اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة تحضيرا لرفعها إلى الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون للتوجيه بشأنها.
كما تدارس وزراء الخارجية آخر التطورات السياسية الإقليمية والدولية، ومستجدات الأوضاع في المنطقة بما في ذلك الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب.
واجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع معالي السيد حمد بن سعود السياري، رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس الاعلى لهذه الدورة وأعضاء الهيئة، حيث تمت مناقشة المرئيات المرفوعة من الهيئة بشأن الدراسات التي سبق للمجلس الأعلى في دورته السادسة والثلاثين أن كلف الهيئة بدراستها وتقديم مرئياتها بشأنها، مشيدين بالجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة الاستشارية في تقوية وتعزيز مسيرة مجلس التعاون بالدراسات القيمة التي تشمل مختلف مجالات العمل الخليجي المشترك.
بعدها، اجتمع أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع معالي الدكتور عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الجمهورية اليمنية الشقيقة، وذلك لمناقشة مستجدات الأوضاع وتبادل وجهات النظر حيال ما يجري من تطورات في اليمن.
وخلال الاجتماع، أوضح معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن الفترة الماضية شهدت تطورًا خطيرًا وتجاوزًا غير مسبوق من قبل الميلشيات الانقلابية في اليمن، بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه مكة المكرمة، مجددًا معاليه إدانة هذا العمل الإجرامي الدنيء الذي تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية، مؤكدًا الوقوف صفا واحدا إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة الإرهاب، وضد كل من يحاول المساس بها أو استهداف المقدسات الدينية فيها .
وشدد معالي وزير الخارجية أن دول المجلس ستظل على موقفها الثابت و الداعم للشرعية في اليمن إلى أن يتم بسط الأمن وإعادة السلم فيه، وتمكين الحكومة اليمنية الشرعية، بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، من القيام بكافة مهامها، وبما يؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي ينهي معاناة الشعب اليمني الشقيق ويحفظ لليمن وحدته وسلامة أراضيه، وذلك وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض، والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015)، منوها معاليه بالدور الذي يقوم به مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن سعادة السيد اسماعيل ولد الشيخ أحمد في هذا الشأن، معربًا عن أمله في عودة الامن والسلام والاستقرار للجمهورية اليمنية وشعبها الشقيق.
من جانبه، اشاد معالي الدكتور عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الجمهورية اليمنية الشقيقة بدور دول مجلس التعاون في اليمن ، مؤكدًا أنهم أثبتوا حرصهم على حقن الدماء في اليمن ، وأن الحكومة اليمنية وبدعم دول مجلس التعاون تسعى لتحقيق السلام ، ولكن هناك طرف انقلابي لا يريد السلام ويشعل الحرب ويريد أن يستمر فيها، معربًا عن أمله في أن يكون الاجتماع المقبل بإذن الله من أجل بحث الدخول في مرحلة التنمية والبناء في اليمن.