من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي غزت مجتمعاتنا وأصبحت ظاهرة اجتماعية يعرفها القاصي والداني ، والمختص وغير المختص، ألا وهي عدم تحمل المسؤولية المترتبة على الحياة الزوجية، فإنك تجد بعض الرجال لا يعرف من هذه الحياة إلا أن يوفر المال لزوجته وأولاده، وعلى المرأة أن تقوم بكل ما يطلبه البيت من التزامات خدمية، المأكل والملبس، دراسة الأطفال ومتابعتهم في البيت وفي المدرسة، مرضهم وطبيبهم، الترفيه عنهم ولعبهم، كل شيء، ونجد من الرجال من يجحد كل هذا الجميل، وينكر كل هذا الفضل، وإذا جاء ليلاً بعد أن شبع ضحكا ًو”سوالف” في الديوانيات والمجالس، جاء يطلب حقه الشرعي في الفراش، ويجد زوجته نائمة نومة القتيل الذي لا يتحرك من شدة التعب والإعياء، فهي مطحونة طوال اليوم تنظيف وطبخ وأولاد.. هذا يريد شيئاً.. والآخر يريد شيئاً آخر.. وهكذا طوال اليوم!! وربما تكون هذه المرأة موظفة، تعب خارج البيت وتعب داخل البيت، وبعضهن تنفق على البيت كما ينفق، فهل الزواج في نظر هؤلاء إلا مصاريف وحجرة نوم؟ لا مسؤولية ولا هم يحزنون؟!! وفي الجانب الآخر نجد من النساء من لا تعرف من الزواج إلا أنها قد حملت وولدت، فالخادمة تربي والخادمة ترضع “بالرضاعة” ويكبر وهو في أحضان الخادمة فمتى يتعلق بأمه؟!! لا تعرف لزوج حقاً ولا لولد ولا لبيت، وإذا سئلت إحداهن عن ذلك قالت: “ليش أتعِّب نفسي؟! خادمات موجودات.. ومطاعم موجودة.. ليش التعب بعد؟!”. إخواني أخواتي: من أجمل متع الحياة أن يتعب الإنسان وأن يضحي من أجل الآخرين، فالحياة الزوجية متعتها، نتعب حتى يرتاح الآخرون. ودمتم على طريق السعادة.