أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أن مملكة البحرين ماضية في إرساء قيم العدالة والمساواة من خلال تمكين ودعم المرأة للوصول إلى مراكز صنع القرار، والحفاظ على مستويات تقدمها ، مؤكداً جلالته أن المرأة البحرينية كانت ولا زالت على قدر الثقة والمسؤولية، وتشهد لها مواقفها وانجازاتها التي أكدت تفوق المملكة في العديد من المجالات، مثمناً في هذا الصدد جهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله في تعزيز الوجه الحضاري للمرأة البحرينية من خلال المبادرات النوعية التي أطلقها المجلس على مدار خمسة عاماً.
واعتبر جلالته أن المتتبع لمسيرة المجلس الأعلى للمرأة منذ تأسيسه في عام 2001، يلحظ العمل المؤسسي الدؤوب الذي انتهجه من خلال متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية التي كان لها بالغ الأثر في تعزيز دور المرأة وجعلها شريكاً أساسياً في عملية البناء والتطوير، وإشراكها في كافة ميادين العمل الرسمي والخاص، مما ساهم وبشكل واضح في إدماج احتياجاتها وضمان تكافؤ فرصها، منوهاً جلالته بتضافر جهود السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية في دعم مسيرة المجلس الأعلى للمرأة، الأمر الذي أنعكس بشكل واضح على دعم منظومة القوانين والتشريعات التي تصب في صالح المرأة البحرينية.
جاء ذلك خلال استقبال جلالته اليوم بقصر الصخير صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله وعضوات المجلس في دورته السادسة. وقد هنأ جلالته العضوات بتعيينهن وبمرور خمسة عشر عاما على تأسيس المجلس ، وتمنى لهن التوفيق والسداد.
وشدد عاهل البلاد المفدى، خلال اللقاء، على ضرورة بيان وإيصال ما تتميز به المرأة البحرينية من خبرات مشهودة عبر تواجدها ومشاركتها في مختلف المحافل الدولية لتوضيح الوجه الحضاري لمملكة البحرين بمسيرتها الحافلة بالإنجازات النوعية، منوها أيده الله بالمسيرة المئوية للعديد من المجالات الحيوية بمملكة البحرين كالتعليم والصحة والقضاء والشرطة والتي نجد بصمات المرأة البحرينية فيها حاضرة للعيان وهو ما تترجمه نسب مشاركاتها المتقدمة في كافة قطاعات العمل، وعلى وجه الخصوص، حضورها العريق كمعلمة ومربية خاضت هذا المجال منذ عشرينيات القرن المنصرم، ليبلغ عمر مسيرتها التعليمية ما يقارب المئة عام، وهو أمر في حد ذاته يبعث على الفخر ونحن نشهد اليوم، نسبتها العالية في مجال التعليم العالي والبالغة أكثر من 60%.
من جانبها، أعربت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة عن بالغ شكرها وتقديرها لجلالة الملك المفدى على دعمه اللامحدود وإيمانه بقدرات المرأة البحرينية، ليكون الأساس القويم الذي تستند إليه في نيل حقوقها وتعزيز مكانتها لتعمل بجانب أخيها الرجل على رفعة شأن هذا الوطن من خلال المشاركة الفاعلة في عملية البناء والتطوير، معتبرةً سموها تبعية المجلس لجلالته مباشرة، ومباركة جلالته للخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية لأكبر دليل على ما تحظى به هذه المؤسسة من مؤازرة حقيقية نشهد جميعاً نتائجها وثمارها.
وقدمت قرينة عاهل البلاد المفدى التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى على ما حظي به من تكريم مؤخراً من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية نظراً لتميز تجربة مملكة البحرين في مجال تمكين المرأة اقتصادياً، منوهةً في هذا الخصوص بما قامت به المملكة من جهود حثيثة عبر توفير الأرضية الخصبة والمناخ الملائم لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لدى المرأة والشباب. كما شكرت سموها جلالته على أمره السامي بتخصيص مجمع متكامل للمحاكم الأسرية بما يضمن للأسرة البحرينية خصوصيتها عند التقاضي وبما يتيح لها الخدمات القانونية والارشادية كاملة تحت سقف واحد.
هذا وقد قدمت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة خلال اللقاء لجلالة الملك المفدى نسخة من كتاب "مسيرة 15 عاماً" الذي يلخص مسيرة المجلس ويبرز أهم محطاته التي ساهمت في دعم وتمكين المرأة البحرينية، إلى جانب هدية تذكارية عبارة عن قصيدة شعرية بعنوان "أفق العُلا" بقلم الشيخة شيخة بنت حمد بن عبدالله آل خليفة.