لم يكد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية يعلن، حتى باتت قضايا كثيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية رهنا بالتكهنات والحسابات.
في الشرق الأوسط هلل البعض، وغضب آخرون، وانتظر الباقون الأفعال، رافضين المراهنة على المواقف الانتخابية.

لكن السمة الأبرز، كانت في المبادرة إلى التحرك وفرض واقع جديد يقابل ترامب عندما يدخل البيت الأبيض، وتتجلى في سوريا، فاللاعبون الكثر وأهمهم الروس والأتراك يريدون مكتسبات على الأرض تستبق الدور الذي يريد أن يلعبه ترامب بدءا من يناير المقبل.

معركة حلب تستعر، والروس يدفعون السوريين نظاما وميليشيات إلى تحقيق إنجاز يتكئون عليه عندما يفتح الملف السوري بين بوتن وترامب، والأتراك يريدون من الحليف المفترض، المجهول التوجه، أن يقتنع بأهميتهم كحجر ارتكاز في المنطقة.

معركة أخرى تسابق الزمن نحو حسم يسبق التنصيب، الموصل، الانتصار بالمعركة هذه يعطي العراقيين حكومة وحشدا ورقة يلوحون بها لترامب الذي يضع التصدي لداعش في أولويات اهتمامه، ويرى أن يفرض ذلك على المنطقة أيضا.

لكن الملف الأكثر جدلا يبقى النووي الإيراني، فترامب الذي لم يغير موقفه من الاتفاق بين القوى الغربية وطهران يثير رعب أركان إدارة أوباما قبل أن يؤثر في القيادة الإيرانية.

فتصريحات المسؤولين الأميركيين الحاليين تصل بخشيتها إلى حد التهديد بكارثة إن "مزق" ترامب الاتفاق، وتراهن على تجربة مماثلة، حين هدد ريغان ولم ينفذ بتمزيق اتفاق الجزائر الذي تلا أزمة السفارة الأميركية في طهران، فريغان رحل والاتفاق باق.

لا شئ ثابتا حتى الآن، ولا يمكن الجزم بأي قرار فوري بعد العشرين من يناير، فسيد البيت الأبيض قد تقيده حسابات المنصب ونصائح المستشارين، ووسط كل التكهنات، فالثابت حتى الآن أن تسمية وزير الخارجية قد تعيد رسم الصورة ومدى انسجامها مع الموقف الثابت لترامب الذي تهدف رؤيته العالمية، الى إنهاء الاستراتيجية الحالية في بناء الأمم وتغيير الأنظمة.