قال خبير التنمية البشرية عبدالله المقابي إن الاحتكاك مع الأطراف المخربة يوصل إلى ذروة المخطط وهو الاصطدام الطائفي والحرب الأهلية التي يجرون البلد إليها، وهذا ما يريدونه ويسعون إلى أن تعم الفوضى والخراب لكسب المزيد من التأييد، هم يسعون إلى مزيد من غياب الأمن وزعزعته، وفرض حصار الخوف وانعدام الثقة بين الطائفتين الكريمتين، فتصعيد المخربين بممارسة الإرهاب وانجرار عواطف شبابنا للدفاع عن رجال الأمن هي أكبر الغايات لتفتيت وحدة اللحمة الوطنية وتنكيس ما تبقى من الثقة الشعبية كي لا يصل الأمر لوجود حل أمثل للأزمة التي صنعوها، وكي تتواصل حربهم الإعلامية على البحرين وقيادتها بالتزامن مع جائزة البحرين الكبرى “فورمولا واحد”، بالخصوص لوجود وسائل الإعلام المختلفة وكل دول العالم، فهي حربهم الرابحة أو الحرب الخاسرة التي بنجاحها ستكون نهاية العهد المستقر، إن تفويت الفرصة على كل المخربين والمحرضين هي الدعوة المثلى من كل صاحب عقل ومنطق، ولندع رجال الأمن يتصرفون بكل حكمة وكياسة مع هذه الفئة التي لا تزال تعيث في الأرض الفساد وترفض الانصياع إلى القانون، مع العلم بوجود كم هائل من الإصلاحات الملموسة وأخرها ما شهدته البحرين من عرس ديمقراطي بالتعديل على لائحة من القوانين والدستور البحريني ليشمل من الإنجازات ما لم تحقق منذ قرون. وأشار عبدالله المقابي إلى أنه لم يبقى من عنوان تطرحه فئات التخريب ومنظمات الإرهاب المنتشرة في ربوع مملكة البحرين إلا عنوان واحد هو العنف اللامحدود في مقومة مستمرة استعداداً للانتقال لمرحلة جديدة كما عبر عنها سلمان في مؤتمر صحافي مؤخراً أفصح فيه عن مخيلته الدامغة وحجم تفكيره المعطوب والمشوب بالحروب وسفك الدماء، إذ قال في بيان أصدرته وسائل الإعلام المغرضة والمعارضة قوله إن “سقوط الشهيد “علي المشيمع” (15 فبراير) كان بداية لدخول البحرين مرحلة جديدة ومع ما سيجري على “عبدالهادي الخواجة” ستدخل البحرين مرحلة أخرى جديدة”. وأضاف “إن كل ما يلحق بعبدالهادي الخواجه يتحمل مسؤوليته وتداعياته النظام”، معتبراً “أنها قضية وطن ومظلومية شعب وليست قضية فردية”، ونرد على ذلك أن التعقل نعمة والتخندق والتحزب ظلمة، فكفى ما جنيتم لشعب البحرين وجلبتم له من ويلات لن تسكن الخواطر منها إلا بعد حين، تهديد الشارع ليس من شيم الوطنية، والتلويح بمراحل ما هي إلا خطط تستثمرون الظروف لإقامتها وتطبيقاً. تطور صناعة الأزمات وقال المقابي إن تطوراً لافتاً في صناعة الأزمات وتعويل مستمر على الجهات الخارجية بين الحنين للأم أمريكا والإلحاح للوالد الفقيه، في مرحلة تُعد في الأعراف القانونية بأنها مرحلة الموت الأخير، ما يعني أن النهاية غامضة في النتائج ما لم يكن هنالك حزم وقوة تكسب الموقف ذاته، اليوم وبعد مضي الأزمة وانطفاء نار الربيع العربي بعد أن كشفت إيران عن وجهها بتحويل الربيع إلى “الصحوة الإسلامية” وبانكشاف خططها انسحبت تدريجياً حتى لا تخسر ماء وجهها في مسلسل ليس هو الأخير من تاريخ إيران الإرهاب، لم نسمع لصيحات الربيع العربي منذ 3 أشهر، ولم تتمكن إيران من فرض ما أسمته بالصحوة تعميماً على كل دول العالم لانكشاف مؤامراتها علناً في بقاع الأرض المعمورة، ويتضح المطلب بعد زيارة نجاد لأرض عربية محتلة من الفرس، جزر أبو موسى الإماراتية التي تدنست بالاحتلال الفارسي ما هي إلا علامة بارزة لإيهام لغة السياسة الحديثة التي لا تعرف سوى لغة التلون والتشكل على نهج البرغماتيين أصحاب النزعات والمصالح الشخصية، سياسة اللف والدوران هي الأخرى سياسة التقوقع في دائرة التخبط المستمر لغاية ليست للنفس فيها صلاح بل لتبعية عمياء ترسم الطريق بغباء، وبهذه المناسبة نحن نشجب ونستنكر هذا التعدي من إيران على دولة عربية خليجية مستقلة، ونطالب إيران بالاعتذار وإرجاع هذه الجزر المحتلة واحترام دول الخليج وعدم التدخل في شؤونها. وأضاف “خطاب يتفوق وفعل يتعرق والضحية أبناء النشء الجديد من سن الحدث وما دونه والغاية أن يظل الشباب مغيب العقل و لا يملك الصورة الواضحة ولا نضوج الفكرة، يتكرر المشهد وتتكرر الآلام والمعاناة من أمهات الضحايا وأولياء أمورهم دون وجود لسامع يسمع الشكوى، غفلة حلت على أهل العلم والمعرفة ونكبةٌ هي تعاون القاصدين مع ثلة الظلم والجهلة من أصحاب الدين وشخوصهم المحاطة بالقداسة والغالب على أمرهم عبودية الشخوص لثقلهم الواهم، هم مسؤولون عن جمع الدراهم، يقايضون الشرع في المحاكم، يشترون الذمم ويبيعون المحارم، هكذا شأنهم في سائر الأيام وفي كل العواصم، نحن لا نطلب منهم مستحيل، نطلب فعل الحق لا شفي الغليل، وفي العين قذى لِمَا ألم بالبحرين من جرح طال به المدى، أيها العالم متى سيكون لك ردة فعل تساوي على أقل تقدير النهي عن المحرمات والالتزام بتعاليم الدين؟”. وأوضح أن سلمية السلمية انكشفت بتنفيذ أجندات الخارج المعادية، ومحاولة نقل البحرين إلى عراق ثانية لم تنجح، ولم تفلح الكثير من المحاولات المسيئة لسمعة مملكة البحرين، وخابت الكثير من محاولات التشويه والتشويش على القيادة السياسية في البحرين ما دعا أطرافاً حقوقية للتدخل بمجموعة خطط منها إضراب المعتقل الخواجة، في مهمة صعبة لكسب الود الحقوقي والتعاطف الدولي، وأن مناسبة إقامة سباق الفورمولا واحد من المناسبات الدولية والعالمية التي تجلب الأنظار لأي بلد تستضيفها، مثل هذه المحاولات من شأنها أن تكون الحافظة لإنجازات الأجندات الخارجية وعمليات حرق الوطن المتعمدة من جهات وفاقية وغيرها، والسر في تحرك قضية إضراب الخواجة بالتوقيت الحالي هو ضرب أكبر عدد ممكن من ضربات التصويب المباشرة في قلب البحرين تزامناً مع الفعالية الدولية التي تستضيف آلاف الزوار ومئات القنوات الإعلامية المباشرة، وهو حدث لا يفوّت، وبما إن العالم يشاهد ويسمع في هذا التوقيت حذت الوفاق إلى أن تصنع لها رمزاً حقوقياً يستميل عواطف الحقوقيين في العالم، ودعت الوفاق منظمات عالمية لمراقبة الوضع في البحرين بحجة إضراب الخواجة عن الطعام والذي دشنت له الوفاق صفحة خاصة على (الفيس بوك) من أجل ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، فكل هذه الحركة من أجل وضع البحرين في فك المفترس الغازي والبحث عن ثغرات الإدانة بالاستعطاف والتسول الحقوقي. «الوفاق» وزيادة وتيرة العنف وأكد عبدالله المقابي أنه “لم تغب عنا حركات الخارج بالتزامن مع حركات الداخل التي تدعمها “الوفاق” وبكل قوة من أجل زيادة وتيرة العنف وتحريك الملف الطائفي لإشاعة الفوضى خلال الفترة الماضية والقادمة، ومنها عملية اقتحام السفارة البحرينية في بريطانيا، والاعتصامات المفتوحة، والإضراب المصطنع في دول أجنبية، والإضراب المصطنع في البحرين، في مبادرة لاستغلال الموقف خلال الشهرين الحالي والمقبل، فشهر أبريل ومايو من الأشهر التي حاولت وستحاول “الوفاق” وبكل قوتها أن تستغلها لمصالحها الشخصية وبالخصوص في ظل نهاية مرحلة إقرار التعديلات الدستورية التي ستعري “الوفاق” وأجنداتها من كل مبرراتها بالعمل الجماهيري، ولهذا “الوفاق” اليوم تقوم بعمليات إرهابية مقصودة ومخطط لها وتفعيل قنوات الخارج لعمل مسيرات واعتصامات هدفها الدفع بإخفاق الدولة من محاولة ترتيب الأولويات والسير بسفينة الإصلاح الملكية”. وقال : إن عمل قوى التأزيم خلق فرص متتالية وجديدة لتلميع مواقفهم الإرهابية وتعميم ثقافة التسلط لتركيع الحكومة، فالمستهدف في العملية ومنذ أعوام هو صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ولذا نجد أن اجتماع قوى التأزيم في الصف الأول همه ضرب الحكومة ومقدراتها وإنجازاتها وكأنها لم تصنع شيئاً لهذا الوطن، بينما نجد أن الأجنبي الذي يزور البحرين وقد زارها عدة مرات من قبل يقول: وجدت في البحرين من التطور والتقدم ما لم أجده في أمريكا من سرعة الإنجاز والتقدم بالنسبة إلى بلد موارده محدودة. إن قوى التأزيم في البحرين أصبحت قوى عدائية تتسم بنشر ثقافة القتل والتطاول والسب والشتم وإزهاق الأرواح والتعدي على حقوق الإنسان باستغلال الأطفال، واجتماع الصف الثاني بحرق مكتسبات الوطن والتهديد والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، مما يتيح للمعارضين خلق أجواء مشوبة تزيد من فرص تدخل الأعداء المتربصين لمملكة البحرين، مع العلم أن المعارضين في يأس مستمر إلا أن الدعم الإيراني اللامحدود قد زاد خلال الأربعة أشهر الماضية ليبلغ ما فاق دعم العام الماضي بمقدار الضعف، فهذه الأموال المدفوعة هي ترسانة المعارضين في المواجهة وبكل قوة وشراسة، وفي ظل التساهل الدولي على محاسبة الأجندات التي تتدخل في دول عربية وخليجية وانعدام القوانين الصارمة والمطبقة في حق الخيانة الوطنية تتمادى الأحزاب الملفقة في صنع الأزمات. وأضاف “ومن هذا المنطلق نجدد الدعوة لكافة أبناء البحرين على توخي الحذر من الانجرار خلف الدعوات المشبوهة لخلق حالة الفتنة المصطنعة باسم الطائفية، فالبحرين يحكمها آل خليفة الكرام وهم أهلها وهم أهل لذلك، إن في تعاضد الشعب يداً بيد مع الحكم الخليفي العربي لن تكون للأوهام الخارجية سلطة على الوطن، وبمزيد من التعاون الوطني في إنجاح كافة مشاريع التقدم والريادة الوطنية ينتهي عهد التسلط المتخلف من اتباع ولاية الفقيه وغيرهم، مع العلم بوجود دعوات باستهداف الوطن بشكل إرهابي علني وهو ما يتعارض مع الدين والتدين والسلمية والحرية والديمقراطية، وتتضح جلياً مؤامرات الخارج وإرادتها الخاسرة، فأيها الشعب رفقاً بالوطن وبقيادة الوطن من أجل بحرين الغد قد عهدتم صدق الحديث وعلمتم ما ينقل بالأمس قد تحقق اليوم، وها هي إيران تبدأ ربيعها كما ذكرت سابقاً وها هي الخلايا النائمة تجر الوطن للحروب الأهلية، فبعداً لهم عن ذلك وسنكون دروع الوطن ضد أي اعتداء من الداخل أو الخارج، و لنكن مجتمعاً راقياً ينظر إلى المستقبل”.