اهتمت الصحف العربية والخليجية اليوم في افتتاحياتها بانعقاد أعمال القمة الـ 37 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المنامة، مشيرة الى الأهمية الكبيرة التي تكتسبها اجتماعات هذه الدورة التي بدأت أمس نظرا لدقة الظروف الراهنة التي تواجه منطقة الخليج والمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
فمن جانبها وتحت عنوان " قمة التحديات " قالت صحيفة " البيان " في افتتاحيتها إن قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المنامة تأتي وسط تحديات سياسية وأمنية غير مسبوقة تمر بها المنطقة والعالم.
وأشارت إلى أن هذه التحديات التي فرضت نفسها على مباحثات القمة وعلى رأسها التهديدات التي تأتي من إيران وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة وسعيها لزرع الفتنة والاضطرابات بهدف فرض نفوذها وهيمنتها، تعطي قمة المنامة أهمية كبيرة خاصة وأن مملكة البحرين تعرضت للكثير من التدخلات الإيرانية والتهديدات الخطيرة والتحريض السياسي والديني والإعلامي المستمر الذي يمس أمنها وسيادتها الوطنية ويهدد السلم والأمن الدوليين ويزيد من حدة التوتر في منطقة الخليج العربي.
وأضافت إن هذه التحديات والتهديدات فرضت السؤال الأمني على مباحثات القادة في قمة المنامة التي طالبت الدول أعضاء مجلس التعاون الخليجي باتخاذ موقف موحد تجاه المسائل الأمنية والعمل معا وليس بشكل فردي .. فالعدو واحد والمصير واحد مما يستلزم من الجميع موقفا واحدا.

وقالت الصحيفة في ختام إفتتاحيتها إن كل هذا إلى جانب المتغيرات الدولية السياسية والمسائل الاقتصادية، يعطي القمة أهمية غير عادية أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بقوله " قمة المنامة تمثل حجرا إضافيا في صرح البناء الخليجي وتعميقا لمسيرة خليجية مشتركة في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ودول مجلس التعاون اليوم بقوتها الاقتصادية وقواتها العسكرية وبنيتها التحتية وبيئتها الاستثمارية تمثل حاضنة للعرب وضمانة لاستقرار المنطقة ".

وحول الموضوع نفسه قالت صحيفة " الخليج " تحت عنوان " قمة عادية لقرارات استثنائية " إن قمة المنامة عادية بحكم انعقادها الدوري لكنها من حيث الفعل والمضمون استثنائية بكل المقاييس نظرا للقضايا المطروحة أمامها بفعل خطورة المرحلة والتحولات الإقليمية والدولية التي تلقي بظلالها على المنطقة والعالم ثم بسبب التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة العربية جراء الإرهاب الذي يتهددها والتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية وخصوصا الخليجية.
وأضافت إن كل هذه القضايا تلقي بثقلها على هذه القمة ما يستوجب من قادتها الارتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية والقومية لمواجهة الوضع وتحديد المواقف ورسم استراتيجية موحدة للمواجهة في إطار عمل جماعي لأن الجميع في قارب واحد فإن غرق فسوف يغرق الجميع.

وأشارت إلى أن هناك تحديات أمنية وسياسية بالغة الدقة تواجه دول مجلس التعاون لابد من التعامل معها بحكمة ووعي وفي إطار العمل المشترك وعلى أساس مقاربات جديدة وخارج النمط المعتاد في التعامل مع القضايا التي كانت تواجه المنطقة، موضحة أن القرارات يجب أن تكون استثنائية وبمستوى التحديات والمخاطر وتجسد الروابط التاريخية لشعوب المنطقة.

وشددت على ضرورة الاتفاق على رؤية واحدة لأن الأمر يتعلق بالمصير المشترك والحرص على أمن وسلامة دول الخليج مجتمعة، فهناك التهديدات الإرهابية التي تقض مضاجع الجميع وقد عانت بعض دول الخليج منها ولا تزال ما يستدعي تبني استراتيجية واحدة لمواجهتها وفق تصور مشترك وخطط موحدة تستهدف ضرب الإرهاب وأوكاره وتجفيف منابعه ومواجهة أفكاره السوداء ودحضها.

وأكدت أن هناك الإرهاب الذي يضرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصراعات الداخلية في هذه الدول والتدخلات الإقليمية والدولية فيها وضرورة تحديد المواقف منها لأن تداعياتها لن تقتصر عليها فقط فما يجرى فيها يمس الأمن القومي العربي.
وقالت إن هناك أيضا التحولات الدولية الداهمة والصراعات المحتدمة حول النظام العالمي الجديد والتحالفات الجديدة التي قد تقلب الأوضاع الإقليمية والدولية رأسا على عقب وتداعيات انتخاب رئيس أمريكي جديد ومواجهة قانون " جاستا".
ونوهت إلى قضية مهمة تتعلق بمجلس التعاون الخليجي وضرورة الانتقال بالعلاقات بين دوله إلى مرحلة جديدة تجسد آمال وتطلعات شعوب المنطقة في مزيد من التوحد والتكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية في إطار عمل مشترك يحاكي التجمعات القارية الناجحة.

بدورها اعربت الصحف القطرية في افتتاحياتها اليوم عن أملها في أن تسهم نتائج القمة الخليجية الـ37 في دعم وتعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي وتحقيق أهدافه المنشودة.
فمن جانبها قالت صحيفة "الشرق" إن القمم الخليجية المتتالية تجسد أهداف وطموحات شعوب دول مجلس التعاون تحت القيادة الحكيمة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، الساهرين بحكمتهم وحرصهم على تحقيق هذه الأهداف الطموحة.
وشددت الصحيفة على أنه لا خلاف على أن الظروف التي تنعقد خلالها قمة مجلس التعاون، ظروف إقليمية ودولية بالغة الخطورة والتعقيد، مشيرة إلى تأكيد كلمات القادة التي افتتحوا بها أعمال القمة على ضرورة تكثيف التنسيق بين دول المجلس لمواجهة "الأزمات والتعقيدات" التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط و"المتغيرات" الدولية.
وفي اختتام افتتاحيتها أشارت الصحيفة إلى أن مسيرة الخير المباركة اثمرت مشاريع ومبادرات واتفاقيات سياسية واقتصادية مهمة بين دول المجلس، من أهمها قيام السوق الخليجية المشتركة، والربط الكهربائي والمائي، والتوجه نحو الاتحاد الجمركي، ومشروع ربط النقل بين دول المجلس بهدف تحقيق التكامل التنموي الشامل، وهو النهج الذي سيستمر بفضل الله، وإيمان قادة دول المجلس بأهمية تعزيز التعاون والتلاحم فيما بين دول مجلس التعاون.
ومن جانبها أكدت صحيفة "الراية " بأن القمة الخليجية تكتسب أهميتها من أهمية ودقة الظروف الراهنة التي لا تواجه منطقة الخليج وحدها وإنما المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
وأعربت الصحيفة عن أملها في أن تسهم نتائج قمة المنامة في دعم وتعزيز المسيرة الخيرة لمجلس التعاون الخليجي وتحقيق أهدافه المنشودة وترسيخ أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.
وأوضحت الصحيفة بأن مجلس التعاون لم يعد أداة لتعزيز مكتسبات الشعوب الخليجية فقط، بل أضحى صرحاً إقليمياً مهما يعمل على تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال دور بارز وفاعل في وضع الحلول والمبادرات السياسية لحل أزمات دول المنطقة العربية ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية .
وطالبت الصحيفة بأعلى درجات التعاون والتكامل، بين دول مجلس التعاون، من أجل المحافظة على النجاحات والمكاسب التي حققها خلال مسيرته ومن بين هذه النجاحات الإنجازات الاقتصادية التي ساهمت في رفعة ورفاهية مواطني دول المجلس.
ونبهت "الراية " في ختام افتتاحيتها بأن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو قد لعبت دوراً ريادياً مهماً في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومثلت علامة بارزة في مسيرة المجلس بدعمها المتواصل للمجلس، وتأكيدها الدائم على أن سياستها الخارجية تعتمد على دعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز وتطوير العلاقات بين دوله الشقيقة .
أما صحيفة "العرب" فقد شددت على أن القمة التي سيصدر بيانها الختامي اليوم سيكون لها انعكاساتها الإيجابية على مسيرة العمل الخليجي المشترك خاصة أن اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ناقشوا عددا من القضايا الاقتصادية والامنية والمستجدات الراهنة على السحتين الاقليمية والدولية .
ولفتت إلى أن القمة عقدت في ظل متغيرات دولية متسارعة وأوضاع صعبة تتطلب تشاورا مستمرا وتنسيقا مشتركا لدارسة أبعادها وتجنب تبعاتها، لافتة إلى أن قادة دول التعاون عند حسن ظن شعوب المنطقة، واتخاذ ما من شأنه تحصين المنظومة الخليجية من تبعات تلك المتغيرات.

وقالت صحيفة "عُمان" الصادرة اليوم أن مسيرة التعاون بين دول الخليج وإن كانت قد حققت بالفعل خطوات إيجابية،
خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتنموية والأمنية والاجتماعية بمجالاتها المتعددة، إلا أن أبناء دول المجلس يتطلعون إلى مزيد من الخطوات التي تحقق السوق الخليجية المشتركة على سبيل المثال، وتفعّل الاتحاد الجمركي، وتدعم الربط الكهربائي والمائي وتحقّق مشروع السكك الحديدية بين دول المجلس في المواعيد المحددة لها، هذا فضلا عن العناية الضرورية بالتنمية البشرية وعمادها قطاع الشباب الخليجي، لاستثمار طاقاتهم الإبداعية، وتشجيع مشاركتهم الإيجابية لتحقيق مزيد من التطور والازدهار لكل دول وشعوب المجلس في الحاضر والمستقبل.