تواصل أسواق الأسهم العالمية الارتفاع إلى مستويات قياسية، أحدثها ليلة الأربعاء/الخميس في وول ستريت وأغلب الأسواق الرئيسية في العالم، وتشير تقديرات متحفظة إلى أن أسواق المال أضافت ما يزيد على تريليوني دولار منذ فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية.
ومنذ إعلان نتيجة الانتخابات، قبل شهر، تواصل مؤشرات الأسهم في أغلب البورصات الرئيسية الارتفاع، بينما وصل سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية إلى أعلى مستوياته في عقد من الزمن.
حتى أسواق بعض الاقتصادات الصاعدة، التي شهدت تراجعا أخيرا أخذت في الارتفاع خاصة في فنزويلا وروسيا، وإن كان ذلك نتيجة تحسن أسعار النفط بعد اتفاق أوبك على سقف إنتاج للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.
كل تلك التطورات الإيجابية تأتي عكس كل توقعات المحللين والخبراء قبل الانتخابات الأميركية بأن فوز ترامب سيكون «كارثة اقتصادية».
ورغم أن أسواق السندات في حال اضطراب خلال الشهر المنصرم، باستثناء البحرين وروسيا تقريبا التي حققت السندات فيها مكاسب، إلا أن المكاسب التي تحققها أسواق الأسهم تتجاوز خسائر أسواق السندات.
ويجد المحللون أنفسهم في وضع حرج بعدما انقلبت كل توقعاتهم السلبية السابقة على انتخاب ترامب.
لذا يجادل البعض بأن تلك الفورة في الأسواق لا يمكن أن تكون مستدامة وأنها ربما لا تعكس «حالة صحية».
لكن بالنظر إلى القطاعات التي تشهد أسهمها ارتفاعا كبيرا، كقطاع النقل وقطاعات خدمية أخرى، يلاحظ أنها القطاعات التي تدل على أن الاقتصاد في طريقه للتحسن بشكل عام.
وإذا كان هناك شهر آخر حتى يتولى ترامب منصبه وتبدأ سياساته الاقتصادية في أن توضع موضع التنفيذ، فإن الأرجح أن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي على طريقه لرفع الفائدة.
وذلك دليل آخر على أن حقبة ترامب ستتميز بارتفاع التضخم، وتقليل الضرائب إذا حدث كما وعد، ما يعني زيادة الإنفاق ويرفع نمو الاقتصاد.
لكن كل ذلك يبقى بانتظار ما ستواجهه سياسات ترامب الاقتصادية من عقبات بعد دخوله البيت الأبيض وحاجته لتمرير تلك السياسات عبر الكونغرس.