افتتح سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم صباح اليوم أعمال المؤتمر التربوي "التعليم في البحرين بين تطلعات الحاضر وصناعة المستقبل" والذي نظمته نقابة التربويين البحرينية بالتعاون مع الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين، بحضور الأستاذ جمال الحسامي رئيس المنظمة العربية للتربية، وبمشاركة أكثر من 200 من رؤساء وأعضاء نقابات وجمعيات المعلمين من 14 دولة عربية، فضلاً عن عددٍ من المسؤولين والمعنيين بقطاعي التعليم والأعمال المحليين.
وبهذه المناسبة عبر سعادة وزير التربية والتعليم عن خالص شكره وتقديره لنقابة التربويين البحرينية وللاتحاد الحر لنقابة عمال البحرين على تنظيم هذا المؤتمر التربوي المثمر، مشيراً إلى أن عقد مثل هذه اللقاءات البناءة والهادفة إلى تطوير قطاع التربية والتعليم سواءً على الصعيد المحلي أو الدولي يؤكد أهمية الدور الذي يلعبه هذا القطاع الحيوي بصفته عصباً للتنمية ومركزاً لاهتمام كل فئات المجتمع، مؤكداً أن التعليم يظل شراكة مجتمعية، تحتم ضرورة تبادل الآراء والأفكار التربوية المفيدة بين الجهات الرسمية والأهلية، ولعل مثل هذا المؤتمر يضيف لبنة بناءة إلى المسيرة التعليمية المحلية، متمنياً لهذا اللقاء التربوي كل النجاح والتوفيق.
بدوره أشاد الأستاذ جمال الحسامي رئيس المنظمة العربية للتربية بالتطور الكبير الذي تشهد المسيرة التعليمية في مملكة البحرين، مؤكداً أن عقد مثل هذا المؤتمر التربوي المهم يعكس اهتمام المعنيين بقطاع التعليم البحريني بتحقيق المزيد من النهضة والازدهار لهذا القطاع الحيوي، من خلال تعزيز التكامل بين الجهات ذات العلاقة بتطوير مخرجات التعليم، وهي: المدارس، ومؤسسات التعليم العالي ومن في حكمها، فضلاً عن مؤسسات الأعمال، بما يسهم في خلق مستقبل أفضل للجيل الحالي والأجيال القادمة، مثنياً على لفتة اللجنة المنظمة للمؤتمر بدعوة ممثلين عن نقابات وجمعيات المعلمين العربية، لتبادل الخبرات والتجارب التربوية الناجحة.
أما الأستاذة صفية شمسان رئيسة نقابة التربويين البحرينية، فقد أكدت أن "جل غايتنا من تنظيم هذا المؤتمر هو أن نسلط الضوء على الشركاء في التنمية المستدامة بمجتمعنا البحريني من المؤسسات الحكومية والخاصة، وذلك وفقاً للمعطيات الواقعية والاستشرافية، لبناء فكر تربوي قادر على صناعة الغد الأجمل لأبناء وطننا، من خلال تطوير معارفهم النظرية ومهاراتهم العملية التخصصية المواكبة لمستجدات سوق العمل، بما يرتقي بمملكة البحرين على الصعد كافة".
من جانبه أكد الأستاذ يعقوب يوسف رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين أن هذا المؤتمر التربوي يسعى إلى تعزيز الجهود المبذولة محلياً في مجال دمج التكنولوجيا الرقمية في التعليم، من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية وتحسين مخرجاتها، وتعزيز مواكبتها لتطورات العصر، ومتغيرات قطاع الأعمال، مشيراً إلى أن هذه الفعالية تمثل إحدى مبادرات الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين، لتوطيد العلاقة بين النقابات المعنية بالتعليم على المستوى العربي، بما ينعكس إيجاباً على جودة التعليم في جميع دولنا العربية.
ثم قامت اللجنة المنظمة للمؤتمر والنقابات العربية المشاركة بتكريم وزير التربية والتعليم، تقديراً لرعايته لهذا المؤتمر التربوي، ما يعكس اهتمامه بالمبادرات الرامية إلى النهوض بجودة التعليم وتطوير مخرجاته.
وشهد المؤتمر عقد 3 جلسات عمل، خصصت الأولى لقطاع الأعمال، حيث قدم الأستاذ عدنان المحمود مدير تقنية المعلومات بشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبك" عرضاً عن مبادرات الشركة في مجال تعزيز التعليم وترسيخ مفهوم التعلم والتطور المستمر، فيما بين الشيخ بدر آل خليفة مدير أول موارد بشرية وعلاقات نقابية بشركة "بتلكو" ما تقدمه الشركة من جهود مستمرة لتعزيز عملية التعليم محلياً، من خلال الدعم المباشر لبرامج التعليم أو عبر توفير فرص التدريب العملي، وتلاه الدكتور عادل داغر خبير أول مشاريع بشركة "جارمكو"، والذي أكد حرص الشركة على دعم الطلبة بجميع مراحلهم التعليمية من خلال توفير فرص التدريب الميداني المناسبة، لربط المعارف النظرية بالواقع التطبيقي.
أما جلسة العمل الثانية، فقد خصصت لقطاع التعليم العالي، حيث قدم الدكتور غسان فؤاد رئيس جامعة العلوم التطبيقية عرضاً تناول رؤية الجامعة في مجال تطوير التعليم العالي، عبر الاتجاه إلى فتح برامج أكاديمية نوعية تراعي الاحتياجات الملحة لسوق العمل، فيما قدمت الدكتورة ريم البوعينين مديرة إدارة الجودة والقياس والتحليل والتخطيط بكلية البحرين التقنية "البوليتكنك" عرضاً، أكدت خلاله ضرورة العمل على تنفيذ استراتيجية وطنية موحدة للنهوض بالتعليم العالي، من خلال الاستجابة الكاملة لمتغيرات سوق العمل.
وفي جلسة العمل الثالثة، قدمت الأستاذة نوال الخاطر الوكيل المساعد للتخطيط والمعلومات بوزارة التربية والتعليم عرضاً بعنوان "المواطنة الرقمية والسلامة الرقمية في منظومة التعليم"، استعرضت خلاله أبرز إنجازات مملكة البحرين في مجال دمج التقنية في التعليم، ولاسيما مشروع "التمكين الرقمي في التعليم"، الذي ينفذ حالياً في 17 مدرسة، على أن يشمل في الفترة المقبلة جميع المدارس، فيما قدمت الأستاذة عائشة جناحي مديرة مدرسة عبد الرحمن كانو عرضاً عن تجربة المدرسة في تطبيق برنامج "يوسي ماس" لتطوير تعلم الرياضيات.