يبدو أن الإسباني بيب جوارديولا مدرب برشلونة مازال عالقاً في رأس البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد ولا يريد الأخير نزعه من مخيلته كلما تعرض الفريق الملكي لهزيمة في “الليغا” الإسبانية أو دوري أبطال أوروبا لكرة القدم!. وظهر ذلك جلياً في التصريح الأخير الذي أطلقه “مو” عقب الخسارة أمام بايرن ميونيخ 1-2 في ذهاب الدور نصف النهائي من البطولة العجوز بقوله لشبكة “سكاي سبورت” الأربعاء إن “جوارديولا فاز بكثير من المباريات الأوروبية لأنه يعرف جيداً كيف يفوز بمبارياته بمساعدة الحكام”!. وأضاف أن “النتيجة التي انتهت عليها مباراتنا مع البايرن ليست عادلة لأن الهدف الأول لأصحاب الأرض جاء من تسلل ولكن هذه أخطاء تحكيمية أعتبرها عادية.. لم يحدث شيء وننتظر موعد الرد في مدريد وأنا متفائل”. ويتضح من تصريح مورينيو أنه ناقم على “الصافرة” التي تصدح في الملاعب خدمة لفريق جوارديولا فيما تثير الضجيج برأسه وتجلب لفريقه المتاعب الأمر الذي يجعل من “بيب” كابوساً لن يتخلص “البرتغالي” منه إلا بقهره على ملعبه وبين أنصاره في “الكلاسيكو” التاريخي السبت المقبل. ويدرك مورينيو أن فريقه سيحقق قفزة معنوية هائلة “محلية وأوروبية” في حال الفوز على الفريق الكاتالوني والأهم من ذلك أنه سيطرد شبح جوارديولا الذي يلازمه أينما حل وذهب، بدليل تصريحاته في “اليانز أرينا” التي تعد انعكاساً لتفكيره الباطني بموقعة “الكامب نو”. وهنا نتساءل.. هل تعد الذهنية “الشرسة” للمدرب سلاح يستفيد منه الفريق أم أن الهدوء ورزانة التصريحات والعمل بصمت قد يكون أجدى له؟ لماذا لا يتوقف مورينيو عن انتقاد التحكيم ويلتفت لتلقين لاعبيه دروساً في الروح الرياضية ومبدأ تقبل الخسارة؟ وما الفائدة من شن حروب مبالغ فيها ضد صافرة صدرت قراراتها وانتهت -على الرغم من سوئها- بدلاً من حماية الاستقرار النفسي للاعبين وتهيئتهم بصورة أفضل تحفظ لهم عنصراً مهماً وهو تمالك الأعصاب في المباريات الحرجة؟!. ريال مدريد سجل هدفاً ثميناً في مواجهة البايرن من الناحية الحسابية ومازالت أمامه فرصة للتعويض والتأهل قياساً بالأسماء الكبيرة والإمكانات الهائلة التي يمتلكها، ولكنه مطالب بتحسين طالع لاعبيه “أدبياً” وتدارك سلوكياتهم غير الرياضية في المباريات خصوصاً أنهم مقبلون على “كلاسيكو الأعصاب”. في مباراة بايرن، كاد البرازيلي مارسيلو يخرج مطروداً إثر تعرضه القوي للاعب توماس مولر في محاولة لإيذائه -كما بدا واضحاً للعيان- ولكن الحكم الإنجليزي هوارد ويب رأف به وأشهر في وجهه البطاقة الصفراء، في وقت كان يفترض على لاعبي مدريد استثمار كل ثانية من الدقائق الأخيرة لإدراك التعادل، وهم قادرون على ذلك لو أدوا بتركيز أفضل وظهروا بأداء الريال المعروف!. وليس تقليلاً من شأن ريال مدريد وإنما حباً في متعة الأداء، بات على الفريق الملكي ضبط الأعصاب ومعالجة النفسية الضعيفة لبعض اللاعبين وبث روح رياضية في أدائهم من أجل اغتنام الفرصة الذهبية السانحة أمامهم لانتزاع ألقاب من برشلونة لاسيما في الدوري الإسباني الذي بات لقبه على بعد أمتار من يد القائد إيكر كاسياس، وإلا فإن المكتسبات الفنية في الموسم الحالي ستذهب هباء وفي اللحظات الأخيرة!.