في ضوء نجاح مشروع "التمكين الرقمي في التعليم"، والذي جاء تنفيذاً لتوجيهات ملكية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، نظمت مدارس المرحلتين الأولى والثانية من المشروع وعددها 17 مدرسة، مؤتمراً تربوياً بعنوان "التمكين الرقمي في التعليم ومستقبل البحرين التعليمي"، استعرض خلاله الطلبة والمعلمون أبرز تجاربهم في مجال دمج التقنية في التعليم، خاصة ما يتعلق منها بالتطبيقات التعليمية الرقمية، والمختبرات الافتراضية للعلوم، وتقنيات التواصل التعليمي الإلكتروني، فضلاً عن أوجه استفادة الطلبة ذوي صعوبات التعلم من الإمكانات التعليمية المتطورة للمشروع.

وقد حضر سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم جانباً من فعاليات المؤتمر الذي احتضنته مدرسة الاستقلال الثانوية للبنات، حيث اطلع على نماذج من التجارب المتميزة للطلبة والمعلمين، أولها تجربة "إنشاء القصص التعليمية الإلكترونية" لمدرسة القضيبية الإعدادية للبنين، والتي استطاعت توظيف إمكانات تطبيق رقمي خاص بإنشاء القصص، لإعداد قصص ذات صلة بدروس مادة العلوم، لخلق بيئة تعليمية مليئة بالتشويق والمتعة. كما قدمت مدرسة أم سلمة الإعدادية للبنات تجربتها في تطبيق استراتيجية "الصفوف المقلوبة"، والتي تقوم على إعداد المعلمات لشرح الدروس إلكترونياً، وإرساله للطالبات قبل موعد الحصة الدراسية، للاستفادة منه في عملية التحضير أو المذاكرة للاختبارات، إضافةً إلى تجربة ذات المدرسة في الاستفادة من إمكانات المشروع لتحسين المخرجات الدراسية للطلبة ذوي صعوبات التعلم.

ثم قدمت مدرسة الاستقلال الثانوية للبنات تجربتها في دمج التقنية الرقمية في دروس مساق "صيانة الأجهزة الطبية"، من خلال استخدام الطالبات للتطبيقات الرقمية والأجهزة اللوحية في المقررات التخصصية للمساق، والتي ساهمت في تعزيز المنهج الدراسي بمواد علمية إثرائية، وتدريبات إلكترونية، وأفلام تعليمية، كما قدم طلبة مدرسة عراد الابتدائية الإعدادية للبنين تجربتهم في استخدام تقنية المختبرات الافتراضية لإجراء التجارب العملية لمادة العلوم، وأكدوا الأثر الإيجابي لهذه التقنية في إجراء التجارب بكل دقة وسهولة وأمان.

وبعد ذلك، شهد الوزير عدداً من جلسات النقاش الطلابية التي تناولت آراء الطلبة ووجهات نظرهم في مجالات التعلم الإلكتروني كافة. ثم قام الوزير بجولة على أركان المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي قدمت خلاله المدارس المشاركة أفلاماً ومطويات تعريفية عن أبرز إنجازاتها في إطار المشروع.

وبهذه المناسبة، أكد الوزير سعادته بما شهده في هذا المؤتمر التربوي من مشاريع وتجارب تعليمية مدرسية تبعث على الفخر والاعتزاز، وتؤكد نجاح مشروع "التمكين الرقي في التعليم" في تحقيق أهدافه التي دشن من أجلها، والتي عززت من النتائج الإيجابية لمشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، مشيراً إلى أن الوزارة، وفي ضوء النجاحات التي يحققها هذا المشروع، حريصة على بذل المزيد من الجهود لتطوير عملية تطبيقه في الفترة المقبلة، تعزيزاً للتعلم الإلكتروني في المدارس، وللارتقاء بالمخرجات الدراسية للطلبة.