وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وزارة التربية والتعليم إلى البدء في اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتطوير مدرسة الهداية الخليفية لتكون جامعة وطنية جديدة في مدينة المحرق العريقة، وأن تتميز ببرامجها الأكاديمية وتخصصاتها العلمية لتسهم بفعالية في عملية التنمية الشاملة في وطننا العزيز.
وأكد جلالته، لدى رعايته الكريمة مهرجان البحرين أولاً 2016، والذي نظمته وزارة التربية والتعليم للعام العاشر على التوالي أمس باستاد البحرين الوطني، أن التعليم كان ولايزال محل عنايتنا ورعايتنا، لما له من دور مؤثر في تنمية الإنسان والوطن، وتعزيز هويتنا البحرينية الأصيلة.
وقال جلالته، في كلمته السامية، أهنئكم على النتائج الطيبة التي تحققت في المشاركات العلمية، والاختبارات الدولية، والتي أثبتم فيها، قدرة العقل البحريني على المنافسة وتحقيق الريادة في حمل راية البناء الوطني من أجل المستقبل المشرق الذي نتطلع له جميعاً.
ولدى وصول موكب جلالة الملك المفدى كان في الاستقبال الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم، وعدد من كبار المسؤولين بالوزارة، حيث قوبل جلالته بالترحاب والهتاف من المشاركين في المهرجان، والذين تقدر أعدادهم بحوالي 34 ألف طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة.
وبدأ الاحتفال بالسلام الملكي، ثم ألقى عرفاء الحفل وهم: منى الحلواجي من مدرسة جدحفص الابتدائية للبنين، والطالب كميل الصايغ من المعهد الديني الجعفري، والطالبة نهى أحمد من مدرسة المعرفة الثانوية للبنات، كلمات ترحيبية أمام جلالة الملك المفدى، جاء فيها:
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.
في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا، مناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16و17 ديسمبر، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى الخامسة والأربعين لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى السابعة عشرة لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، يطيب لنا أن نرحب بتشريف جلالتكم احتفال وزارة التربية والتعليم بهذه المناسبة العزيزة، التي نحتفي فيها للعام العاشر على التوالي.
ثم ألقيت آيات بينات من القرآن الكريم للطالب محمد فضل حليم، وهو من الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بمدرسة البسيتين الابتدائية للبنين.
ثم ألقى الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم كلمة بالمناسبة، رفع فيها إلى مقام جلالة الملك المفدى، بالنيابة عن جميع منتسبي الوزارة والجامعات، والطلبة وأولياء الأمور الكرام، أخلص التهاني والتبريكات، مقرونة بأسمى آيات الشكر والعرفان لتفضل جلالته برعاية مهرجان البحرين أولاً في نسخته العاشرة، تعبيرًا عمّا تكنه القلوب من محبة وولاء لجلالته، مؤكداً أن هذه الرعاية الملكية، تمثل وسام فخر واعتزاز للجميع، وأن هذا الحضور الكبير في هذا المكان الذي يزهو بالرعاية الملكية الكريمة، هو وجه من وجوه الوحدة والروح الوطنية البحرينية الأصيلة، والاعتزاز بهويتنا العربية الإسلامية التي يحرص جلالة الملك المفدى على ترسيخها في نفوس الأجيال.
وأكد الوزير أن المسيرة التعليمية المباركة تحقق اليوم تقدماً كبيراً من خلال ما تنفذه الوزارة من مشاريع تطويرية متنوعة، بفضل ما تلقاه من رعاية واهتمام من جلالة الملك المفدى، ومن أهم هذه المشاريع على سبيل المثال وليس الحصر المشروعان الكبيران اللذان جاءا تنفيذاً للتوجيهات الملكية المباشرة، وهما: «التمكين الرقمي في التعليم»، الذي يعتبر امتداداً لمشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، إلى جانب مشروع «المدارس المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان»، والذي يهدف إلى تحويل المدرسة إلى فضاء لممارسة المواطنة، والتسامح والعيش المشترك وتقبل الرأي الآخر، والوحدة الوطنية، وقد أصبح نموذج هذه المدارس محلاً للإعجاب والتقدير من قبل العديد من الجهات ذات العلاقة بالتعليم أو المعنية بحقوق الإنسان، وكذلك التعبير عن الرغبة في الاستفادة من هذه التجربة البحرينية الرائدة.
وأشار إلى أنه انطلاقاً من توجيهات العاهل المفدى برعاية الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد توسعت الوزارة في دمج هؤلاء الأبناء بمختلف فئاتهم، كما نفذت الوزارة خلال عام دراسي واحد أكثر من 4 آلاف نشاط طلابي شمل آلاف الطلبة من مختلف المراحل التعليمية، حرصاً منها على توسيع قاعدة الاهتمام برعاية الطلبة وتنمية قدراتهم، باعتبارهم ثروة وطنية.
وقال إنه وبهذه المناسبة، يسعدني أن أهنئ جلالتكم بالنتائج المشرفة التي حققها أبناؤكم من طلبة مملكة البحرين في الاختبارات الدولية «تمس 2015» للرياضيات والعلوم، إذ حافظت المملكة على المركز الأول عربياً في العلوم للصف الرابع لدورتين متتاليتين، والمركز الثاني عربياً في العلوم للصف الثاني الإعدادي لدورتين متتاليتين، كما حققت المملكة المركز الثاني عربياً في الرياضيات للصف الرابع، مع التقدم من المركز الخامس إلى المركز الثاني عربياً في الرياضيات للصف الثاني الإعدادي.
وأضاف ومما يدعو إلى الاعتزاز ما حققه الطلبة من نسبة تحسن على صعيد الدول المشاركة وهي 45 نقطة معيارية، وهي أعلى نسبة تقدم بين الدول المشاركة في هذه الاختبارات العالمية، تأكيداً لحجم الجهد المبذول من الوزارة والمدارس، للارتقاء بمستوى التعليم في بلدنا العزيز، كما يعزز هذا الإنجاز حصول المملكة على المركز الأول بين الدول في اختبارات الاستراتيجية العددية تمس 2015م، مما يجعلنا نشعر بالمزيد من الثقة في نظامنا التعليمي وتطوره، شاكراً الأبناء الطلبة الذين شاركوا في هذه الاختبارات وعددهم يتجاوز 22 ألف طالبٍ وطالبة، ومعلميهم الكرام، وكل من أسهم في تحقيق هذه النتيجة المشرفة، لما بذلوه من جهدٍ متواصلٍ خلال فترة الاستعداد لهذه الاختبارات الدولية والتي تتصف بالصعوبة والدقة، والإشراف المباشر والصارم من الرابطة الدولية لتقييم التحصيل التربوي، والتي تعد تقاريرها من أهم المراجع الأساسية في تقييم الأداء التعليمي والتنموي على المستوى الدولي.
ثم تشرف الوزير بتقديم هدية تذكارية إلى صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى بمناسبة مرور عشر أعوام على انطلاقة مهرجان البحرين أولاً.
ثم تفضل جلالة الملك المفدى بكلمة سامية، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأساتذة الأفاضل ،،
أبنائي وبناتي الأعزاء ،،
أولياء الأمور الكرام ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يسعدنا أن نلتقي بكم في هذه المناسبة التربوية المتجددة في روحها الوطنية الجميلة والمستمرة منذ عقد من الزمان، كأصدق منبر لأبنائنا وبناتنا يعبرون من خلاله عن طيب مشاعرهم وعن حسهم الوطني المخلص في حب البحرين الغالية، الأمر الذي يأتي محل اعتزازنا وتقديرنا.
الأبناء الأعزاء،،
أهنئكم على النتائج الطيبة التي تحققت في المشاركات العلمية، والاختبارات الدولية، والتي أثبتّم فيها، قدرة العقل البحريني على المنافسة وتحقيق الريادة في حمل راية البناء الوطني من أجل المستقبل المشرق الذي نتطلع له جميعاً. ونؤكد بأن التعليم كان ولايزال محل عنايتنا ورعايتنا، لما له من دور مؤثر في تنمية الإنسان والوطن، وتعزيز هويتنا البحرينية الأصيلة.
ومن أجل إثراء المسيرة التعليمية، والحفاظ على ريادة مملكة البحرين في هذا المجال منذ انطلاق التعليم النظامي بتأسيس مدرسة الهداية الخليفية عام 1919 من القرن الماضي، فإننا نوجه، وزارة التربية والتعليم، إلى البدء في اتخاذ الإجراءات المطلوبة، لتطوير هذه المدرسة لتكون جامعة وطنية جديدة في مدينة المحرق العريقة، وأن تتميز ببرامجها الأكاديمية وتخصصاتها العلمية لتسهم بفاعلية في عملية التنمية الشاملة في وطننا العزيز.
وختاماً، نشكر كل من أسهم في الاحتفاء بأعياد الوطن المجيدة، مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والنجاح، وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
وبعدها، ألقى الطالب مناف الشيخ من المعهد الديني الجعفري قصيدة بعنوان «رؤيا جلالتكم»، من كلمات عقيل جعفر من المعهد الديني الجعفري.
ثم ألقى الطالب سيد محمد سيد حيدر الموسوي، هو من الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بمدرسة أحمد العمران الثانوية للبنين، كلمة أشاد فيها بالخدمات التربوية والتعليمية المتطورة التي تقدمها مملكة البحرين للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية.
بعد ذلك، تم تقديم مشهد تمثيلي تناول معاني الحب والولاء التي يكنها شعب مملكة البحرين لجلالة الملك المفدى، بمشاركة طلبة يمثلون المدارس الحكومية والخاصة والجامعات وهم: راشد المنصوري، عبير الصباغ، تركي الجاسم، فجر البستكي، حسن زهير، ريتاج العباسي، طه فاضل، إضافةً إلى مشاركة الفنانة سارة البلوشي والفنان ياسين قازاني، حيث عبروا عن فخرهم بتاريخ مملكة البحرين العريق، وأشادوا بما تحقق من إنجازات في عهد جلالة الملك المفدى على صعيد التعليم وغيره من أوجه التنمية في المملكة.
ثم تم تقديم أوبريت «حمد المجد يجمعنا»، الذي تضمن قصيدة شعرية لمعالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي، من إلقاء الشاعر حسن كمال، إضافةً إلى ست لوحات فنية، وهي: «شكر وترحيب» من كلمات الشاعر إبراهيم الأنصاري وغناء الفنانة حنان رضا، «البحرين أرض النور» من كلمات الشاعر علي الشرقاوي وغناء الفنان محمد المشعل، «الأمل الباسم» من كلمات الشاعر حسن كمال وغناء الفنان محمد عبدالرحيم، «يا سلام الله» من كلمات الشاعر عبدالله رمزان النعيمي وغناء الفنان محمد البكري، «درع الفخر والعز» من كلمات الشاعر محمد الجلواح وغناء الفنان حسين الجسمي، «نحبك يا البحرين» من كلمات الأستاذ جاسم محمد بن حربان وغناء الفنانة دنيا بطمة، وقد تولى تلحين الأوبريت الأستاذ جاسم محمد بن حربان.
وفي ختام الحفل وُدع عاهل البلاد المفدى بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
وفي تصريح بمناسبة ما تفضل به جلالة الملك المفدى من توجيهٍ ملكيٍ سامٍ إلى وزارة التربية والتعليم باتخاذ الإجراءات المطلوبة، لتطوير مدرسة الهداية الخليفية، لتكون جامعة وطنية جديدة في مدينة المحرق العريقة، أشاد الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم بهذه المبادرة الملكية الكريمة، التي تؤكد الاهتمام الذي يوليه جلالته للاستثمار في العنصر البشري، باعتباره أساساً للتنمية في شتى الميادين، مثمناً اختيار العاهل المفدى لمدرسة الهداية الخليفية لإنشاء هذا المشروع التعليمي الكبير، باعتبارها رمزاً للريادة في التعليم في المملكة، حيث تم إنشاؤها في العام 1919م كأول مدرسة بحرينية.
وسيعرض تلفزيون البحرين برنامجاً خاصاً عن مهرجان «البحرين أولا» بعد نشرة الثامنة من مساء اليوم.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}