عبر سعادة سفير دولة فلسطين في المملكة، طه محمد عبدالقادر، عن أمله بأن يكون العالم المقبل عاماً للتغيير ولنيل الشعب العربي الفلسطيني حقوقه التاريخية الكاملة على أرضه وبناء دولته المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف، وستنال دولة فلسطين الاعتراف الكامل بها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
جاء ذلك في لقاء خاص مع وكالة انباء البحرين على هامش احتفالات السفارة الفلسطينية في المنامة بالذكرى الثانية والخمسين على انطلاق الثورة الفلسطينية المباركة عام 1965.
وشدد السفير عبدالقادر على التغييرات الكبيرة التي شهدها العالم خلال الشهر الماضي، والتي تمثلت بإصدار مجلس الأمن الدولي، القرار رقم 2334، والذي ينص على إدانة ووقف عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيه القدس الشريف.
واعتبر السفير عبدالقادر أن هذا القرار التاريخي والهام سيكون أرضية قانونية ووطنية وسياسية ودبلوماسية للمستقبل القريب، حيث سيتم على أساسه استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتبار أن الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشريف، أراضي فلسطينية، مضيفاً بأن أية مفاوضات مستقبلية، سواء برعاية الأمم المتحدة أو أية جهة دولية، ستعتمد هذه القرار ليكون أساساً لأي حل للقضية الفلسطينية.
واعتبر السفير الفلسطيني في المنامة أن هذا القرار يشكل، وفي هذه المرحلة بالذات، اعترافا بأن العالم أجمع بدأ يعاني من جور وصلف الكيان الصهيوني، وليس الشعب الفلسطيني فقط، مضيفا أن الكيان الصهيوني بحكومته اليمينية المتطرفة يشكل عبئا على العالم وأصبح الاحتلال الاسرائيلي ذو تكلفة عالية على كل دول العالم، لذلك نرى أن التحركات الدولية الأخيرة، سواء من قبل مجلس الأمن الدولي أو الدول الكبرى والدول الداعمة للشعب الفلسطيني، ستشكل حالة ضغط على الكيان الصهيوني، وأصبحت تعلن وبشكل لا يقبل التأويل لجهة حق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.
واعتبر السفير عبدالقادر أن كلمة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، رسالة إلى الكيان الصهيوني وحكومته اليمينية بأن عهد الصلافة والتعالي فوق القانون قد انتهى، ويجب وقف كل الممارسات الإسرائيلية من قتل وتنكيل لأبناء الشعب العربي الفلسطيني، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني مصر على نيل استقلاله ولن يبقى الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال يقبع تحت الاحتلال.
وأوضح سعاد السفير ان كلمة وزير الخارجية الأمريكي تشكل أيضا رسالة ثانية للكيان الصهيوني بأنه ليس هناك مبرر من مواصلة احتلال الأراضي الفلسطيني، وأن المصلحة تقتضي أن تنسحب قوات الاحتلال من جميع الاراضي المحتلة وأن تقام الدولة الفلسطينية المستقبلة، وإذا اصر الاحتلال على تجاهل العالم في هذا الشأن فسيكون الأمر وبالاً عليه.
وبشأن المؤتمر الدولي للتسوية التي تعتزم فرنسا عقده الشهر المقبل، أكد سفير فلسطين في المنامة أنه ومنذ الاعلان الفرنسي عن عقد المؤتمر وبدعم كبير من دول العالم، قام الجانب الإسرائيلي بوضع العراقيل أمام انعقاده، لما يمكن أن يشكله من إدانة دولية جديدة للاحتلال الاسرائيلي، وما يمكن ان يتمخض عنه من موقف دولي موحد في دعم القضية الفلسطينية.