لم يعد ثمة شك بحقيقة النوايا الإيرانية العدوانية في الخليج العربي، كما إنه لا يستطيع أي طرف إنكار شكل وطبيعة العقلية العدوانية والعنصرية والاستعلائية التي تميز قادة النظام الإيراني وهم يتسابقون بشكل مثير للرثاء في التخلي عن (التقية السياسية) وإظهار حقيقة المواقف المنهجية والفكرية والمبدئية المسيرة للمشروع الإيراني، وهي مواقف لا تنبع أساساً من مؤامرات (الشيطان الأكبر)، كما يقولون ولا للدسائس البريطانية والدولية كما يروجون ويشيعون على الدوام!، بل إنها مواقف مبدئية راسخة في عمق تلافيف دماغ من يسير النظام الإيراني ويحدد مسار ملفاته على صعيد إثارة المشاكل والأزمات الدولية. ففي الوقت الذي يحاول فيه النظام الإيراني إبراز أفضل طاقاته التفاوضية، والتعبير عن أسهل الطرق والوسائل لنزع فتيل أزمتهم مع الغرب حول الملف النووي، ويتبادلون المصافحات والابتسامات مع قادة (الغرب الكافر)، فإنهم في نفس الوقت لا يجدون من وسيلة للتعامل مع جيرانهم العرب سوى إطلاق رسائل التهديد السخيفة، بل والتمادي المفرط والمريض في شتم العرب وتاريخهم وحضارتهم، وبما يصطدم بحكم الواقع والضرورة مع الشعارات الإسلامية التي يرفع يافطتها النظام ويلوح بها أمام العالمين، ويحاول من خلالها التسلل للعالم العربي عبر دبلوماسية التجنيد والتعبئة والرشوة المقدسة، وتأليف القلوب عبر الدعوات وإرسال الأموال وتوزيع المساعدات وإنشاء الخلايا السرية. ليس لدينا من شك أن رئيس النظام الإيراني وهو يزور أرض جزيرة أبو موسى العربية الإماراتية المحتلة؛ إنما يمارس عملاً استفزازياً عرف به الإيرانيون وتميزوا عبر التاريخ، كما إن ذلك الفعل الموبوء يطلق رسائل تهديدية واضحة لعرب الخليج العربي، ويصطف علناً لجانب النظام السوري الآيل للسقوط، والذي لن تنقذه من مصيره المحتوم كل المناورات الخبيثة وأساليب التهديد الاستعراضية الفجة المعبرة عن سقم روحي وخواء عقلي لا مثيل له. محمود أحمدي نجاد وهو يسخر من حضارة العرب وثقافتهم؛ فهو إنما يعبر عن حقيقة الفكر الشعوبي الذي يحمله ومن معه تجاه الثقافة التي تشرفت بحمل رسالة الإسلام المسالمة العالمية، وهي الثقافة التي تشكل ما نسبته 70% من الثقافة الفارسية الحالية نفسهـــــا؟ وهو بهذا الموقــــف لا يسجــــل مواقف عنصريــــة بغيضــــــة فقـــــط؛ بل يعبـــــر عن ازدراء حقيقــــي للإســـــلام الحنيــــف، والذي للعــــرب وثقافتهـــــم فيـــــه دور القائـــد والرائـــد والموجــــه. فو الله الذي لا إله إلا هو ما أبغض العرب إلا منافق، وما ناصبهم العداء إلا جاهل يتلفع بعباءة الشعوبية العنصرية السوداء، وأعتقد أن نجاد ورهطه يعلمون علم اليقين أن أهل بيت النبوة الكرام الذين يلهجون بذكرهم نفاقاً ورياء هم أصل العرب ومادة الإسلام، ولا ينتمون لقومية ولا لثقافة خارج السياج العربي! لكن العنصرية البغيضة تأبى إلا أن تفصح عن نفسها بعدوانية غريبة وبأسلوب فج دنيء، ليعلم نجاد أن كل حركات الإرهاب والتهديد والوعيد لن تجدي نفعاً، وأساطيلهم وزوارق حرسهم المطاطي لن تغنيهم أبداً في يوم الحساب الأكبر، وحق الأمة العربية في الجزر الإماراتية المحتلة لا يتوقف عند تلك الحدود أبداً، بل إن هنالك الثورة العربية الأحوازية التي ستغير معادلاتها ونتائجها صورة المنطقة بأسرها، وستجعل الفاشيين والعنصريين ينكفئون. سيتجرع أهل الفكر العنصري الحاقد الكريه سموم الهزيمة المرة، وسيعود سيف خالد والمثنى وسعد ليقوم المعوج منهم، وسيعلم من تطاول على العرب وحضارتهم أي منقلب سينقلب وأي هاوية سينحدر إليها، وفرسان العروبة في الأحواز سيلقنون المحتل العنصري دروساً بليغة في الأدب واحترام