^ في المفهوم الشعبي عندما يقال إن فلاناً سوسة فذلك يعني أنه يفتن بين الناس، فهو كما “سوسة العيش” تتغلغل فيه وتنخر بصمت. فالسوسة إذاً هو الذي يهتم بالنبش في موضوع معين ويحرض هذا على ذاك ويظهر في مظهر مختلف عن مخبره ثم يقف جانباً يتفرج بهدوء على ما يحدث، فهو سوسة. وبغض النظر عن مصدر هذه الكلمة وأصلها وفصلها فإنني أطلقها هنا على فضائية العالم الإيرانية التي أدعو إلى تكريمها بمنحها هذا اللقب الذي تستحقه عن جدارة، فهي سوسة بالفعل وبإمكان من يتابعها أن يلاحظ ذلك، وأن يسبغ عليها هذه الصفة ببساطة. الفضائيات الموضوعية في مختلف أنحاء العالم تقدم الخبر وتفاصيله وتحرص على أن تتيح الفرصة بالتساوي للأطراف المعنية فهي تقدم خدمة لمشاهديها من دون أن يكون لها رأي أو موقف مع هذا الطرف أو ذاك. لكن بعض الفضائيات وعلى رأسها تلك السوسة الإيرانية تحاول أن تبدو كتلك الفضائيات المتوازنة لكنها سرعان ما تفضح نفسها بنفسها عندما تنحاز سريعاً في برامجها لطرف على حساب طرف، وموقفها من أحداث البحرين مسألة لا يختلف عليها اثنان، فهي على طول الخط ضد القيادة وضد الحكومة وضد كل من يقول لها أو للذين تدافع عنهم ممن يطلقون على أنفسهم اسم المعارضة أف! قبل نحو أسبوعين استضافت السوسة في حفلة السب والشتم اليومية نائباً وفاقياً سابقاً هو الدكتور جاسم حسين إلى جانب عبدالرؤوف الشايب الذي استمرأ السب، واهتم مقدم البرنامج بالتحقيق في قصتين؛ الأولى هي تعرض مسجد صعصعة بن صوحان في عسكر للتخريب، والثانية قصة طفل السنابس الذي ذكرت الداخلية أنه كان وراء اختلاق القصة عن نفسه والتقدم من ثم ببلاغ كاذب وإزعاج السلطات، وذكرت الوفاق أنه تعرض للخطف والاعتداء من قبل عناصر محسوبة على الداخلية. أما الشايب فلم يحتج معه مقدم البرنامج -الذي موقفه من القيادة والحكومة في البحرين معروف وواضح- إلى أي جهد فهو “مبرمج” ولا يحتاج حتى إلى توجيه السؤال إليه لينطلق في إرسال أقذع الشتائم والسباب والاتهامات إلى القيادة والحكومة وإلى كل من لا يقول بما يقول، ما دفع مقدم البرنامج إلى أن “يشتغل” على النائب السابق خاصة بعدما أجاب حسين إجابة لم تكن مريحة له ولا للفضائية، فعندما سأله عن أسباب إقبال عناصر الداخلية على فعل التخريب في المسجد المذكور قال حسين ببساطة إنه لا يمكن توجيه الاتهامات هكذا من دون دليل فلا يوجد دليل على أن من قام بهذا الفعل هو من عناصر الداخلية، لكنها مسؤولة عن توفير الأمن وأن السلطة مهتمة بالموضوع وعندما يتم توجيه الاتهام إلى أحد سيقدم للنيابة ثم إلى المحكمة، والكلام نفسه قاله عن الطفل المعتدي على نفسه أو المعتدى عليه حيث أوضح أن البحرين دولة قانون وأن الأمور لا تؤخذ هكذا. طبعاً مقدم البرنامج لف ودار عدة مرات في محاولة ليقول الدكتور جاسم حسين ما تريده السوسة وعندما يئس طلب من الشايب التعليق على رأيه، حيث قال إنه مع الاحترام للأخ إلا أنه.. (وانطلق في الموال الذي كان مقدم البرنامج يريد الوصول إليه، حيث سب وشتم حتى شبع ووزع الاتهامات في كل اتجاه وأظهر أن الجميع خونة وبلطجية)! هل هذا ادعاء على فضائية العالم الإيرانية؟ لعل البعض يقول ذلك، لكن الأمر لا يحتاج إلى كثير جهد لتبينه، فقط على هذا البعض أن يفتح عقله وهو يتابع بعض نشرات الأخبار ومن تتم استضافتهم فيها للتعليق على أخبار البحرين. ويتابع أحياناً البرنامج اليومي المخصص لأحداث البحرين ليتبين له أن نعت هذه الفضائية بالسوسة في محله.