ترتفع معدلات الأمل وتزيد آفاق الطمأنينة مادام هناك رجال يحملون على عاتقهم رسالة حفظ أمن الوطن وحماية أهله ، هؤلاء هم رجال الحرس الوطني الذين يحتفلون يوم السابع من يناير الجاري بالذكرى العشرين للتأسيس، وقد عاهدوا المولى عز وجل والقيادة الرشيدة على أن يكونوا الدرع الحامي للوطن.
ويقف خلف نجاحات الحرس الوطني طوال العقدين الماضيين رعاية واهتمام كبيرين لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى القائد الأعلى للحرس الوطني، الذي كان لتوجيهاته الفضل في جعل الحرس صرحًا عسكريًا شامخا يسهم مع غيره من الأجهزة الوطنية في حفظ الاستقرار وصون المكتسبات.
وأثبت رجال الحرس الوطني أنهم أهل للمهمة الجسيمة التي أوكلت إليهم ، وتمكنوا من أداء الرسالة وحمل الأمانة. ولم يكن ذلك بغريب عليهم ، حيث جاءت هذه الكفاءات والجاهزية العالية من خلال سجل حافل من الاهتمام بمنتسبيه عبر منظومة جادة من التدريب مبنية على معايير عصرية متطورة وفق أحدث ما توصلت إليه الأجهزة المماثلة في العالم.
وتؤدي قوات الحرس الوطني مهمتها وهي على أتم الاستعداد من اليقظة والتأهب مستعينة في ذلك بمنظومة حديثة تمكنها من حماية الأمن وتعزيز الاستقرار، ويحمل الحرس الوطني مسؤولية كبيرة بحماية أمن المملكة في عمليات الامن الداخلي، والدفاع عن أراضيها، وتأمينها من أي خطر، وهو ما سطر به رجال الحرس الوطني صفحات من نور في سجل الوطنية الخالصة العامرة بعزيمة وتصميم على الذود عن الوطن وحياضه.
وقد اهتم الحرس الوطني بتطوير القوى البشرية لمنتسبيه في كل المجالات العلمية الحديثة ليواكب التطور في قدراته الفنية والعسكرية، وفق الرؤى الاستراتيجية لقائد الوطن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى للحرس الوطني حفظه الله ورعاه الذي يؤكد أن الحرس الوطني يسير بخطوات واثقة نحو الأفضل.
إن الحرس الوطني البحريني وهو يحتفل بعامه العشرين وضمن ما تحقق له من منجزات، يؤكد دوما على أعلى مستويات التطور في قطاعاته، ويبذل جهدًا كبيرًا في سبيل تحقيق تطلعات حضرة صاحب الجلالة المفدى، إذ أرسى الفريق الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني خطة خمسية لتطوير وحداته المختلفة، ورفع القدرات القتالية لأفراده، وبناء القيادات الإدارية والفنية الضرورية، وتزويد قواعده بأحدث المنظومات العسكرية.
وتستمر خطى الحرس الوطني في البناء والنماء ورفع القدرات العملية والعلمية لكافة منتسبيه، وذلك بإشراف مباشر من الفريق الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني، حيث يمثل مشروع منشآت الحرس الوطني إحدى لبنات البناء والتطوير في هذا الصرح الشامخ وانطلاقة جديدة لإنجازات الحرس في مسيرته التطويرية.
ويعد التدريب من الركائز الأساسية التي تبنى عليها قوات الحرس الوطني، وتهدف الخطط الموضوعة لبرامج التدريب إلى تطوير كافة القدرات التخطيطية وتنمية مهارات الضباط وضباط الصف والأفراد في جميع تخصصاتهم بغرض رفع مستوى أدائهم.
ويحرص جلالة الملك المفدى على توجيه ومتابعة هذه البرامج التدريبية الشاملة التي لها دور أساسي وفاعل في رفع الروح المعنوية لعناصر الوحدات والتشكيلات وغرس قواعد الضبط والربط العسكري بينها وزيادة ثقة القوات بأنفسهم وقيادتهم وأسلحتهم وصولا إلى الاحتراف والجاهزية العالية لحماية الوطن وصون مسيرته التنموية.
ويسهم الحرس الوطني أيضا في تنمية العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة من خلال الزيارات المشتركة التي تقوم بها رئاسة الحرس الوطني بهدف تفعيل أوجه التعاون الثنائي مع الغير، وتبادل الخبرات وتنظيم التمارين والمناورات العسكرية، ومواكبة كل ما هو جديد في عملية التسليح والتدريب العسكري، وتأكيدًا لالتزام الحرس الوطني في السعي الحثيث نحو تطوير وتنمية كوادره وقدراته.
من هنا جاءت أهمية مشاركة الحرس الوطني في أكبر التمرينات العسكرية في المنطقة، وتوطيد العلاقات مع شقيقه الحرس الوطني الكويتي بتوقيع بروتوكول التعاون الأمني والتكامل الاستراتيجي، فضلا عن التمرين العسكري المشترك "تعاون2"، الذي يعد الثاني من نوعه عام 2016 مع الحرس الوطني الكويتي لتعزيز التنسيق المشترك، وتبادل الخبرات العسكرية فيما يخص أعمال مكافحة الإرهاب، ورفع مستوى الجاهزية القتالية.
وتجسد هذه التدريبات والاختبارات المستمرة، فضلا عن عمليات التطوير والتزود بأحدث منظومات التسلح، نهجا رئيسيا يتبناه الحرس الوطني للتأكد من جاهزية قواته القتالية والإدارية وللاطلاع على مستوى استعداداتها وخطط سير العمل في مختلف أجهزته ووحداته. ويشار هنا إلى أن تفعيل دور مدرسة التدريب في إعداد الكوادر البشرية والعسكرية، حيث بدأت المدرسة بتطبيق أسس ومناهج القيادات العسكرية في الأكاديميات الكبرى، وذلك من خلال تأهيل منتسبي الحرس الوطني وأخوانهم في الاجهزة العسكرية الأخرى، وتدريبهم على مختلف المواد العسكرية ليتأهلوا كضباط ميادين وإداريين.
وبجانب أدواره المعروفة، عمل الحرس الوطني البحريني على تفعيل دوره الإغاثي والإنساني، ويقدم منتسبوه تبرعا ماليا سنويا للمؤسسة الخيرية الملكية، ويتولى تنظيم العديد من الأنشطة الاجتماعية الأخرى كإقامة مخيم الحرس الوطني الذي يخدم المواطنين والمقيمين من رواد البر، ومشاركة الوزارات الحكومية والمؤسسات الوطنية في احتفالاتها السنوية، علاوة على مهرجان الحرس الوطني "دار العز" الذي يعكس رسالة الحرس الأساسية باعتباره مؤسسة وجدت لتشارك في بناء نهضة البحرين ولتحافظ على تراثها.
يضاف لذلك العديد من البطولات الرياضية التي ينظمها الحرس بهدف رفع مستوى اللياقة البدنية لمنتسبيه، ولتأهيل الكفاءات الرياضية للمشاركة في البطولات وتمثيل مملكة البحرين ورفع علم البحرين خفاقًا في المحافل الدولية، ومنها بطولة سمو رئيس الحرس الوطني للجولف التي أقيمت في أكتوبر 2016.
إن الحرس الوطني سيظل إحدى المؤسسات القادرة على حماية المملكة كلما دعا الواجب المقدس بالتعاون مع المؤسسات الوطنية الأخرى، وستظل البحرين بلدًا آمنًا بأهلها، واحة أمن واستقرار بفضل من الله تعالى ثم بقيادتها الحكيمة وما دام رجالها البواسل ينهضون برسالتهم ويوفون العهد.