البيـــت الأبيـــض: الأســـد يكــذب بنفيـــه ارتكــاب مجـــزرة الحولــــة
عواصم - (وكالات): طالب مجلس الوزراء السعودي أمس بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية السوريين ووقف أعمال العنف ونزيف الدماء.
وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة في بيان عقب جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود “إن مجلس الوزراء استعرض استمرار تدهور الوضع في سوريا”. وتابع أن المجلس أكد “على ما جاء في بيان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية التي عقدت في قطر من دعوة لمجلس الأمن لاتخاذ جميع التدابير اللازمة فوراً لتوفير الحماية للمدنيين السوريين وفرض الوقف الكامل لأعمال العنف ونزيف الدماء والجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري”.
في غضون ذلك، بحث خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الأوضاع في سوريا والإرهاب مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جدة، بحسب مصدر رسمي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك وبان كي مون بحثا “الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة”.
إلى ذلك، أكدت الوكالة أن الجانبين بحثا “مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لتحقيق السلام وحقن الدماء في سوريا وبؤر الأحداث التي تشهدها المنطقة”. ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 42 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في إدلب وريف دمشق، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومجموعات معارضة مسلحة، في وقت تتصدر الأزمة السورية أعمال قمة روسيا والاتحاد الأوروبي في سان بطرسبورغ. وأضاف المرصد أن معارضين سوريين قتلوا 80 جندياً مطلع الأسبوع الجاري في تصعيد للهجمات تنفيذاً لتهديدهم باستئناف القتال في حالة عدم احترام الرئيس السوري بشار الأسد وقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر إن قوات المعارضة لم تعد ملتزمة بالهدنة بعدما انقضت الجمعة الماضي المهلة التي حددوها لالتزام الأسد بها.
من جهتها، تبنت “جبهة النصرة” التي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن عمليات تفجير عدة في سوريا خلال الأشهر الماضية، “إعدام” 13 عنصراً من الأجهزة الأمنية السورية و«الشبيحة” في دير الزور، اقتصاصاً منهم بسبب “جرائمهم” وبينها مجزرة الحولة. وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي بعد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والاتحاد الأوروبي متفقان على أن خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان هي أفضل طريقة لتجنب حرب أهلية في البلاد. وسيناقش عنان الأزمة السورية في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غد. وأشار دبلوماسيون إلى أن تصريحات عنان تدل على أنه يدرك أن مبادرته للسلام تواجه فشلاً.
من جهته، قال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان إنه يتعين على القوى الكبرى ضمان أن ينفذ طرفا الصراع في سوريا خطته للسلام لكن عنان لا يفضل في الوقت الحالي توسيع مهمة المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار.وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارة له إلى برلين أن النظام السوري “سينتهي إلى السقوط تحت وطأة جرائمه نفسها”. وأضاف الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيلي “لقد وقع الكثير من التجاوزات، ولن يكون بالإمكان التوصل إلى حل دائم مادام الأسد لايزال في السلطة”. ورداً على سؤال حول الخلافات بين فرنسا وألمانيا بشأن إمكان التدخل العسكري في سوريا، قال فابيوس إن “النقطة المركزية” بالنسبة إلى فرنسا هي “أن أي عمل لا يمكن القيام به إلا في أطار الأمم المتحدة”.
من جهته، شدد الوزير الألماني على أن الحكومة الألمانية “تتقاسم بنسبة 100%” حالة الغضب التي عبر عنها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عندما تطرق الأسبوع الماضي إلى إمكان حصول تدخل عسكري في سوريا بتفويض من الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي ترفضه برلين بشكل واضح. وقال فيسترفيلي إن “فرنسوا هولاند عبر عن غضبه إزاء العنف والظلم في سوريا”. وأعلنت الخارجية السلوفاكية أنها استدعت السفير السوري إثر أعمال العنف في بلاده خصوصاً بعد مجزرة الحولة التي ذهب ضحيتها 108 قتلى بينهم 49 طفلاً و34 امرأة في 25 مايو الماضي. واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الرئيس السوري بشار الأسد يكذب حين ينفي مسؤولية نظامه عن المجزرة التي ارتكبت في الحولة. وأعلن في إسطنبول إنشاء هيكلية عسكرية جديدة للمعارضة السورية تحت اسم “جبهة ثوار سوريا” أكدت أنها ستعمل على “توحيد جميع الفصائل السورية المسلحة” في سوريا، في حين تنصل المجلس الوطني السوري من هذا التنظيم وأكد ألا علاقة له به. من جانب آخر، يلتئم المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية أطياف المعارضة المناهضة للرئيس بشار الأسد، في 9 و10 يونيو في إسطنبول من أجل اختيار رئيس جديد له خلفاً لبرهان غليون الذي استقال أخيراً، بحسب ما ذكر مسؤولون في المجلس.