لقد حلمت، وحلم الجميع، بهذا اليوم الذي لطالما بحثنا عنه منذ زمان طويل. قد يتساءل البعض عن ماذا أتكلم؟ إنني أتكلم عن الوحدة الخليجية، وحدة العز والكرامة، الوحدة التي سعى الجميع إلى تنفيذها والتحصن خلفها، ففيها تكون الأيدي متشابكة والأكتاف متلاحمة. الكل يعلم أننا منذ البداية أننا بحاجة لهذه الخطوة المهمة، والتي من شأنها أن تعزز من قوتنا العربية وبالخصوص الخليجية، والتي نرى من خلالها، ما تعانيه بعض الدول من تهديدات عشوائية هشة، لا تدعو إلا إلى السخرية. إلا أن هذا لا يمنع أن نستغل هذه اللحظات المهمة لكي نقوم بأكبر خطوة عرفها التاريخ العربي، بأن نكون يداً وروحاً واحدة، نصد كل من تسول له نفسه، مس أمن وكيان الدول الخليجية.

إن الكيان الذي نتكلم عنه، لا يقتصر على الكيان المادي الملموس فقط، بل حتى الكيان المعنوي، والذي يحاول فيه العدو الضعيف، أن يزعزع القوة النفسية التي يحظى بها الجسد الخليجي المترابط بالدين والتاريخ. ولهذا ننادي كلنا بحرينيون سعوديون كويتيون عمانيون قطريون إماراتيون: نعم للوحدة، نعم للترابط الاقتصادي والسياسي والثقافي والإعلامي، فلكي نرقى يجب أن نتعلم وأن نتبادل الخبرات المشتركة في شتى المجالات. لقد حلمنا فرغبنا فحققنا، ما أردناه من سنين. عاش أجدادنا هذا الحلم في مخيلتهم سنين طويلة لكي يتحقق، وجاء دورنا لكي نعيشه كحقيقة، وسينعم به أبناؤنا بهذا الإنجاز التاريخي. فماذا تبقى من الحلم إلا أن نعلن عنه؟ نحن بانتظار هذه اللحظة الحاسمة، التي بها نحيا من جديد، فالوحدة هي الخيار الوحيد، ولن نعيد الخطأ هذا من جديد، ولن نقبل خياراً آخر سوى أن نكون يداً واحدة، فبدون الوحدة سنصبح كاليد الضعيفة التي تصفق في الهواء، فلا ترعب من يحاول أن يمس حدودها ذات الخطوط الحمراء. فإذا رجعنا لنقطة البداية فسنجد أن الوحدة هي البديل الأول والأخير. ولن نتراجع عنه كشعب ووطن وكيان واحدة، فنعم للوحدة الخليجية.

أحمد واصل