إن حياة المدنية السريعة في كل نواحيها مثلها مثل الفاست فود “الأكلات السريعة”، أثرت بشكل مرعب على نمط التعايش بين أفراد المجتمع سواء في البيت أو القرية أو المدينة، فالكل مشغول بحياته غير عابه بغيره مثلما يقال نفسي نفسي ولا علي من غيري.
وهذا بدوره دمر العلاقات بين الأفراد على كافة المستويات بين الأبناء ووالديهم وبين الأزواج وزوجاتهم وبين القيادات ونظرائهم، فالكل يجري جري الوحوش ولا نعرف سبباً لهذا الجري الذي في غالب الأمر يفكك ويدمر هذه العلاقات ومن أهمها علاقات الأزواج الذي تتسبب في التفكك الأسري بسبب وقوع الطلاق بدرجات مخيفة تربوا على العشرات أسبوعياً والمئات شهرياً والآلاف سنوياً بدون أسباب جوهرية بل لأتفه الأسباب هناك من يقول إن أسباب هذا الانهيار سببه ضعف الوازع الديني وكذلك ضعف التثقيف والتعليم ومنهم من يقول إن أسباب هذا الانهيار هو تناول الأكلات السريعة غير الصحية والتي بدورها تؤثر في هرموناتهم الدموية فتجعل منهم غير أسوياء التصرف، بل يدفعهم إلى الغضب من أي شيء تافه.
ومنهم من يقول إن الأسباب ترجع إلى ظاهرة الخدم في المنازل تجعل الفتيات كسالى لا يفقهون ولا يرغبون للخوض في أغوار المطابخ من أجل إعداد طعام يريح معدة الأزواج ويوفر عليهم نفقات المطاعم الباهظة الثمن.
أياً كانت الأسباب فإن الذي يدفع ثمن هذه الانهيارات الأسرية هم الجيل المقبل الذي سيطلق عليه جبل أبناء المطلقات أو عصر أبناء المطلقات. هذا إن لم نبحث ونعالج أسباب ومسببات هذه الانهيارات الأسرية قبل فوات الأوان.
يوسف محمد الأنصاري