رغم هزيمة الفريق في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، لم يغير المدرب بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الهولندي لكرة القدم تفكيره بشأن أسلوب أداء الفريق الذي يستعد حالياً لخوض نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا. ولدى سؤاله عما إذا كان سيخوض فعاليات يورو 2012 بشكل مختلف بعدما خسر نهائي المونديال أمام المنتخب الإسباني قبل عامين، أجاب فان مارفيك بثبات «لا». ولا يحتاج فان مارفيك (59 عاماً) إلى أن يقول شيئاً آخر فهو ليس ممن يحبون الاستفاضة في الحديث كما لا يحب الأسئلة كثيراً. ويتسم فان مارفيك بالعناد والغموض كما يبدو هادئاً وعميقاً في المنافسات القوية بأوراق اللعب وهي اللعبة التي سبق له أن توج بلقبها العالمي إلى جوار والده. والحقيقة أنه اقترب أيضاً من التتويج باللقب العالمي في كرة القدم عندما بلغ المباراة النهائية لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا قبل أن يخسر أمام الماتادور الإسباني. وسجل أندريس إنييستا الهدف الوحيد في هذه المباراة التي أقيمت بجوهانسبرج وذلك قبل أربع دقائق فقط من نهاية الوقت الإضافي الذي لجأ إليه الفريقان في هذه المباراة التي كان بإمكان الطاحونة الهولندية الفوز بها بشكل جيد، ولكن الأداء العنيف الذي قدمه المنتخب الهولندي وأسفر عن عدد هائل من البطاقات الصفراء والحمراء كان أحد أسباب الهزيمة. وأعاد فان مارفيك المنتخب الهولندي إلى نهائي كأس العالم بعد 32 عاماً من بلوغ الفريق نهائي البطولة عام 1978 بالأرجنتين، ولكنه أخفق مثلما كان الحال في نهائي مونديال 1974 و1978. وبعد أكثر من ثلاثة عقود على الإخفاق في السبعينيات، تخلى فان مارفيك عن جزء من الأداء الهجومي المكثف الذي اشتهرت به الكرة الهولندية لمنح مزيد من العمق والاتزان إلى النواحي الدفاعية.
وقال المدير الفني السابق للمنتخب الهولندي جوس هيدينك «المنتخب الوطني لايحرك شيئا بداخلي». كما وصف أسطورة الكرة الهولندي يوهان كرويف أداء الفريق في نهائي مونديال 2010 بأنه «قبيح وسيئ وعشوائي ومنغلق ولا يجذب الأنظار، ولا يشبه كرة القدم إلا قليلاً». ورغم تحدثه الإنجليزية والألمانية بطلاقة، حرص فان مارفيك قبل نهائي مونديال 2010 على الإجابة على الأسئلة باللغة الهولندية. وكان أكثر الأسئلة تردداً عليه عن كيفية مواجهته للمنتخب الإسباني على أرض الملعب.