أكدّ رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة أن مملكة البحرين في أمسّ الحاجة الآن إلى تعزيز ثقافة الانتماء إلى الوطن وقيمه العليا والمحافظة على مقوماته الأساسية وهويته العربية والإسلامية ووحدته الوطنية، وأضاف: «أن من التناقضات مع مبدأ المواطنة السعي لتحقيق أجندات خارجية، والاستجابة لدعوات الفرقة والفتنة الصادرة من جهات خارجية لا تريد لنا الخير أبداً». وأوضح عيسى بن محمد في تصريح صحافي أمس أن وزارة التربية والتعليم، والأسرة، والمجتمع، وكافة المؤسسات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية في هذه اللحظة التاريخية الفارقة التي تمر بها بلادنا، وعليهم أن يتحركوا بكل إخلاص وتجرد لهذا الوطن من أجل زرع ثقافة الانتماء في الأطفال والشباب وأن يعلموهم أن وطننا يعيش فينا ونعيش فيه وبدونه لا قيمة ولا تاريخ ولا حضارة لنا. وشدّد رئيس جمعية الإصلاح على أن الانتماء للوطن ليس شعارات تُرفع وادعاءات تُطلق هنا أو هناك، إنما الانتماء هو المحافظة على هوية الوطن ودينه وتاريخه وهو التزام من المواطن تجاه وطنه العزيز بما يحقق نهضته وتطوره، وهو يعني أنه إذا ما تعارضت المصالح الحزبية والشخصية مع مصالح الوطن فإننا نقدم مصالح الوطن العليا، والانتماء يعني الانتماء للأرض والحضارة واللغة والثقافة والعادات والتقاليد، وهي تعني الدفاع عن الوطن ضد أي مخططات تحاول النيل من وحدته واستقلاله. وأضاف عيسى بن محمد أن الانتماء يعني المحافظة على مؤسسات الدولة واحترام دستورها وقانونها وهيبتها ودعم مسيرتها والحرص على تقديم المبادرات التي من شأنها تحسين أحوالها وتقدمها. وتابع: «المواطنة تعني حقوق وواجبات ومسؤوليات تجاه الوطن وتجاه المواطنين بعضهم البعض وتعني الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي واحد. والمواطن الصالح (أو المواطن الفاعل) هو الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوى مجتمعه الحضاري عن طريق العمل الرسمي الذي ينتمي إليه أو العمل التطوعي. وأكدّ رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح أن المواطنة تعني سيادة القانون على الجميع دون استثناء وأن من يُخطئ بحق الوطن والمواطنين يجب أن يُعاقب وإلا تحوّلت الدولة إلى غابة، الكلمة العليا فيها للأقوى وهو ما يتعارض مع شريعتنا الغرّاء ومبادئ حقوق الإنسان. والمواطنة تعني أن يكون هناك تراحم وتعاطف بين المواطنين من أجل الاستمرار في بناء الوطن ونموه، وليس ممارسة العنف والتناحر والسعي للحصول على مكتسبات حزبية وشخصية على حساب الآخرين، وتعني الاعتراف بحقوق الآخر لا الاستحواذ على كل شيء وإقصاء الآخرين. ودعا عيسى بن محمد في نهاية تصريحه القيادات والمسؤولين وجميع التيارات السياسية والاجتماعية أن تبذل مزيداً من الجهد لتعزيز ثقافة الانتماء للوطن وتطبيق معنى المواطنة تطبيقاً عملياً على أرض الواقع، حيث أن هذه الأرض الطيبة لها حقوق على أهلها: أن يتعاونوا فيما بينهم على الخير، وأن يتكافلوا في السرّاء والضرّاء، وأن يتناصروا إذا دهمهم عدوّ، يريد أن يحتل أرضهم، ويفرض سلطانه عليهم بغير إرادتهم.