عواصم - (وكالات): أعلن مدير المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري محمد سرميني أن قوات النظام السوري قتلت 100 مدني في مجزرة في قريتي القبير ومعرزاف في ريف حماة وسط سوريا. وأضاف أن “هناك 100 قتيل في قريتي القبير ومعرزاف بعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم 20 طفلاً و20 امرأة”، متهماً قوات النظام السوري و«شبيحته” بارتكاب المجزرة.
وفي وقت سابق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 78 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في مجزرة جديدة بقرية القبير في ريف حماة، بينما قتل 62 شخصاً بينهم 12 جندياً في أعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا حيث دكت قوات الجيش مدينة الحفة براجمات الصواريخ، في الوقت الذي أيدت فيه الولايات المتحدة أمس اقتراحاً قدمته الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة يقضي بتشديد العقوبات على النظام السوري تحت الفصل السابع، بينما كلف الرئيس السوري بشار الأسد وزير الزراعة رياض حجاب العضو في حزب البعث تشكيل حكومة جديدة.
وامتنعت واشنطن عن تأييد الشق المتعلق بتدخل عسكري تحت الفصل السابع، وركزت على العقوبات الاقتصادية ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال وزير الخزانة الأمريكي تيموثي غايتنر إن “الولايات المتحدة تأمل أن تنضم قريباً جميع البلدان المسؤولة إلى اتخاذ إجراءات مناسبة ضد النظام السوري، بما فيها القيام بتحرك في مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع إذا لزم الأمر بناء على ما طالبت به الجامعة العربية الأسبوع الماضي”.
وقال “عدم امتثال النظام بوضوح لخطة عنان، هو المنحى الذي نتجه إليه قريباً”.
وأعربت واشنطن والجامعة العربية عن الاستياء لفشل خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان والتي أقرت في أبريل الماضي وأرسل بموجبها 300 مراقب عسكري غير مسلح من الأمم المتحدة لمراقبة وقف لإطلاق النار يتم خرقه بانتظام.
وأكد غايتنر في كلمة أمام مجموعة العمل الدولية “لأصدقاء الشعب السوري” حول العقوبات الاقتصادية، أن منع النظام السوري من الاستفادة من النظام الاقتصادي والمالي الشامل “يساعد على تسريع التغيير السياسي الذي سيضع حداً للعنف المستمر منذ 15 شهراً”. وقال إن تشديد العقوبات “سيساعد في تسريع تخلي الأسد عن السلطة”.
ويحدد الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة الإجراءات التي يمكن لمجلس الأمن الدولي اتخاذها رداً على تهديد السلم الدولي أو تعريض السلام للخطر وأعمال عدوانية، وتشمل خيار القوة العسكرية. لكنه يفسح المجال كذلك أمام قرارات اقتصادية حازمة. من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي أمام لجنتي الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب أن هناك خطراً من حصول ابادة في سوريا في غياب تدخل سريع.
وأوضح أن “استراتيجية دمشق واضحة، فهي تريد الدفاع عن بقائها عبر تصعيد العنف ضد السكان بأشكال أكثر مباشرة ووحشية ومن خلال تغذية النزاعات بين مختلف شرائح المجتمع السوري”.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنها تتحفظ عن الأداء برأيها بشأن الاقتراح الروسي عقد مؤتمر دولي جديد حول سوريا تشارك فيه إيران.
ميدانياً، قتل 62 شخصاً بينهم 12 جندياً في أعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا، كما أعلن المرصد السوري، مشيراً إلى تجدد القصف على مناطق في ريف اللاذقية شهدت اشتباكات دامية.
وقال المرصد إن قوات الأسد قصفت بعنف مدينة الحفة باللاذقية من “الحوامات ومدافع الدبابات وراجمات الصواريخ” بعد استقدام تعزيزات إليها.
وطالب المرصد لجان المراقبين الدوليين بالتوجه الفوري إلى مدينة الحفة والقرى المجاورة لها التي تتعرض للقصف من أجل العمل على وقف إطلاق النار العاجل وحماية المدنيين. كما طالب المجلس الوطني السوري المعارض في بيان “المراقبين الدوليين بالتوجه إلى الحفة لمنع حصول مجزرة جديدة يخشى السكان وقوعها في أي لحظة”، على حد تعبيره.
من جهة أخرى، كلف الرئيس السوري بشار الأسد وزير الزراعة رياض حجاب العضو في حزب البعث تشكيل حكومة جديدة.
وسيشكل حجاب الحكومة الأولى بعد أول انتخابات تشريعية جرت في سوريا على أساس الدستور الجديد الذي أقر في استفتاء عام وأصبح نافذاً اعتباراً من 27 فبراير الماضي. واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن تكليف وزير الزراعة السوري تشكيل حكومة جديدة “يشكل هروباً جديداً إلى الأمام ومهزلة”.
ويأتي تكليف حجاب قبيل ساعات من اجتماع تستضيفه إسطنبول لبحث الوضع في سوريا ويشارك فيه ممثلو عدد من الدول بينهم وزراء خارجية تركيا احمد داود أوغلو والولايات المتحدة هيلاري كلينتون وفرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ، إضافة الى وزراء عرب. من ناحية اخرى، أفاد دبلوماسيون أن المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان سيقترح تشكيل مجموعة اتصال جديدة تضم الغربيين وروسيا والصين لاقناع دمشق ببدء حوار سياسي مع المعارضة. وذكرت صحيفتا “لوموند” الفرنسية و«واشنطن بوست” الأمريكية أن عنان سيطرح في مجلس الأمن فكرة أن تجمع على طاولة واحدة تركيا والسعودية وقطر وإيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن “الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا والصين”. لكن روسيا والصين، حليفتي النظام السوري، أعربتا في بيان مشترك عن معارضتهما “لأي تدخل” أو تغيير للنظام في سوريا رغم القمع الدامي لحركة الاحتجاج التي بدات قبل 15 شهراً. وعلى الحدود اللبنانية السورية، شهدت منطقة عرسال البقاعية شرق لبنان اشتباكات استمرت بضع ساعات بين عدد من سكانها وجنود سوريين دخلوا الأراضي اللبنانية وأطلقوا النارعلى مجموعة شبان، ما تسبب بمقتل أحدهم وإصابة 3 آخرين.